خبر مع بدء الإجازة الصيفية..أطفال يرهقهم العمل وآخرون ينتعشون لعباً

الساعة 12:25 م|24 يونيو 2011

مع بدء الإجازة الصيفية..أطفال يرهقهم العمل وآخرون ينتعشون لعباً

فلسطين اليوم- غزة (خاص)

على طول الطريق الساحلي وتحديداً في منطقة دير البلح وسط قطاع غزة، كان الطفل محمد سلامة (12 عاماً) يفترش الأرض وأمامه أكواز من الذرة يبيعها للمارة وللمصطافين على شاطئ البحر، تفترشه الأرض وتعتليه أشعة الشمس الحارقة، يمسح عرقه بيدٍ وبالأخرى يقلب ما وضعه على النار.

وفي المقابل، تجمع مجموعة أطفال يهمون للبدء في لعبتهم المفضلة ملهبة العقول والقلوب كرة القدم، في حين بدأت أصواتهم تعلو مرحاً وفرحاً.

المشهد لم يكن وحيداً، فأطفال كثر تجمعوا في الشارع الساحلي، خاصةً مع بدء الإجازة الصيفية، فمنهم من يلعب ويركض ومنهم من اختار له بسطة من البضائع ليبيعها على المصطافين والمارين.

فأطفال قطاع غزة، الذي يعاني حصاراً خانقاً منذ ما يزيد عن خمس سنوات، اعتادوا على استثمار الإجازة الصيفية للبحث عن فرصة عمل تدر عليهم وعلى عائلاتهم دخلاً، فتحرم بعضهم اللعب والمرح.

فالأطفال في غزة يعيشون حالةً تختلف عن باقي أطفال العالم، الذين لا يعرفون الكد والتعب كما يعرفه أطفال غزة، الذين دفعت الكثير منهم الظروف الاقتصادية الصعب للعمل وخوض سوقه بحثاً عن لقمة العيش.

فلا تكاد ترى شارعاً أو مفترقاً للطرق إلا وتجد مجموعة من الأطفال لا تتراوح أعمارهم ما بين العاشرة وحتى السادسة عشر يعملون في مهن مختلفة كالبيع في المحلات أو على بسطات صغيرة، أو حتى في ورش صناعية، وآخرون يتجهون للعمل في المصانع، وكثر من يعمل في جمع الحصمة وبيعها.

الطفل سلامة، تحدث لـ"وكالة فلسطين اليوم الإخبارية" عن أسباب دفعته للعمل، حيث أكد أن وضع عائلته الصعب جعله يفكر في البحث عن وسيلة للعمل ومساندة شقيقه ووالدته، ولكنه عجز عن إيجاد عمل يسير فاضطر لبيع أكواز الذرة.

ويشير، إلى أنه يشعر بأسى عندما يرى أمثاله من الأطفال يركضون ويلعبون في حين أنه يكتوي بنار أكواز الذرة ولكنه يؤكد أن لحظات السعادة لا تفارق وجهه عندما يحصد تعب وشقاء يومه بالحصول على بعض النقود.

من جهتها، رأت الأخصائية لبنى عطا الله في حديثها لـ""وكالة فلسطين اليوم الإخبارية" أن هناك استغلال سيء للأطفال من قبل أصحاب العمل مستغلين قلة الأجور التي يتقاضونها مقارنة بالبالغين، فضلاً عن استهتار شديد من قبل الأهل الذي يدفعون أبنائهم للعمل في مهن شاقة.

ودعت الأهالي للمحافظة على أطفالهم وعدم توجيههم إلى أماكن عمل شاقة، مشيرةً إلى أن عمل الأطفال في أعمال سهلة وتدريبهم خلال الإجازة الصيفية أمر مقبول ولكن بدون إحداث أي أذى لأطفالهم وحرمانهم من طفولتهم ومقتضيات مرحلتهم الطفولية.

واعتبرت عطا الله، أن انتشار عمالة الأطفال، لا يرتبط بالأوضاع الاقتصادية السائدة فحسب بل ترتبط بعوامل اجتماعية وثقافية وسياسية, كالمستوى الثقافي للأسرة، والفقر وما يترتب عليه من ظروف صعبة تمر بها الأسرة وتؤدي إلى دفع أبنائها للعمل.

وتحدثت عن تأثير عمل الطفل على صحته ونفسيته، فضلاً عن شعر بعض الأطفال بفقدان احترام ذاته وارتباطه بأسرته وتقبله للآخرين نظراُ لبعده عن الأسرة وتعرضه للعنف من صاحب العمل أو زملائه فيه.