خبر لنتحدث مع حماس..معاريف

الساعة 08:53 ص|24 يونيو 2011

بقلم: سارة ليفوفتش - دار

"الاعتراف بوجود دولة اسرائيل لا ينبغي أن يكون شرطا للمفاوضات والا فلن تكون مفاوضات أبدا. يمكن ادارة مفاوضات مع حماس دون أن يعترفوا بوجود دولة اسرائيل، وفقط قبل التوقيع على الاتفاق النهائي، يأتي الاعتراف المتبادل. لدينا حق وجود حتى دون أن تعترف حماس بحقنا هذا. نحن نعطيهم وزنا كبيرا، اذا ما اصرينا على أن يعترفوا بنا. فقط الاعتراف باتفاقات السلام السابقة ووقف الاعمال العدائية هما شرطان مسبقان للمفاوضات مع حماس. الاعتراف بحقنا هو خطوة ايديولوجية لا نحتاج لها".

أفرايم هليفي، رئيس الموساد الاسبق، يحاول منذ خمس سنوات ان يقنع هنا أحد ما بان الحديث مع حماس هو استراتيجية عاقلة، وهكذا ربما يعود حتى جلعاد شليت الى الديار.

منذ 2007، في مقابلة مع الشبكة الاذاعية الثانية، ادعى هليفي بانه لا يمكن الحديث مع الفلسطينيين دون الحديث مع حماس. في مقابلة مع "غلوب آند ميل" الكندية في ايلول الاول 2009 قرر بان "قادة حماس شيطانيين ولكنهم مصداقون". هليفي يعتقد هكذا اليوم ايضا. "لحماس يوجد تأثير كبير على الشارع الفلسطيني"، يقول لـ "معاريف". "اذا كنا نريد التوصل مع الفلسطينيين الى اتفاق دائم، فهناك حاجة الى عناصر قوة تنفذ ما اتفق عليه. فتح نفسها بدأت تتعاون مع حماس. يبدو أنهم في فتح فهموا بان ليس لديهم قوة كافية لفرض ارادتهم، وهم يحتاجون لحماس، ونحن لسنا خبراء أكثر من ابو مازن في ما يجري عنده في البيت.

¬ادارة مفاوضات مع حماس هي أمر واقعي أم أن هذه فكرة لن تتحقق ابدا؟

"من غير الواقعي أن يدير مفاوضات مع فتح لانه لا يوجد أي معنى لمثل هذا الاتفاق، وذلك لان ليس لفتح ما يكفي من القوة لتنفيذه. في فتح نفسها يقولون انه لا يمكن الوصول الى اتفاق سلام بدون حماس".

 

 

هل يوجد مع من يمكن الحديث؟

هذا الاسبوع اعلن براك اوباما بانه بعد عشر سنوات في الوحل الافغاني تبدأ الولايات المتحدة باخراج مائة الف جندي لها من افغانستان، وليس قبل ان تبدأ ايضا قناة رسمية مع طالبان – المنظمة الاسلامية المتطرفة التي تتبنى الجهاد ضد كل ما تمثله امريكا، وسيطرت على الدولة حتى دخول القوات الامريكية. وعليه فاذا كان الامريكيون يستطيعون، اولئك الذين قسموا العالم الى أسود وأبيض، أخيار وأشرار، أبناء نور وأبناء ظلام، فلماذا نحن لا نستطيع؟

"حماس هي حركة ذات ايديولوجيا لا تطاق"، يقول شلومو بن عامي، وزير الخارجية الاسبق في حكومة باراك. "ولكن في نهاية المطاف سيتعين علينا ادارة مفاوضات معهم". في الاسبوع الماضي انضم بن عامي الى 24 وزير خارجية، رئيس وزراء ووزير دفاع سابق كتبوا الى وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون ووزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاترين اشتون بان تسوية سلمية بين اسرائيل والفلسطينيين يجب أن تتضمن أيضا المنظمة الارهابية لخالد مشعل واسماعيل هنية.

"السلام الدائم يستوجب اجماع واسع"، ادعى الكُتّاب فأشعلوا نار الخلاف بين رافضي المفاوضات مع حماس ومؤيديها. "لسنوات ونحن نتحدث عن ذلك"، يدعي بن عامي، "يجب اشراك حماس في المسيرة السلمية".

ليس مؤكدا أنهم معنيون بالمشاركة.

"ما حصل في ايرلندا وفي جنوب افريقيا سيحصل ايضا لحماس. عندما تدخل مثل هذه الحركة الى السياسة وتتوجه الى الانتخابات، فانها ملزمة في نهاية المطاف بالوصول الى حل وسط".

في هذه الاثناء هم لا يتنازلون، ويتمسكون بافعال وخطاب القتل.

"اتفاقات السلام وقعت مع القتلة الاكبر. فتح بالذات نفذت العمليات الاكبر في الانتفاضة الثانية. حماس هي حركة مع تداعيات سلبية جدا وعناصر لاسامية، ولكن في نهاية المطاف أنا انظر الى هدفنا كدولة، وأسأل نفسي كيف سنتخلص من وضع الاحتلال والنبذ الدولي".

كيف؟

"بالمفاوضات فقط. وأنا لست الوحيد الذي يعتقد بان هذا هو السبيل الافضل. الاستطلاعات تقرر بان اكثر من 45 في المائة من الاسرائيليين يعتقدون بانه يجب ادارة مفاوضات مع الفلسطينيين. والجميع يفهمون بان بديل المفاوضات هو الحرب الخالدة".

يعقوب بيري، رئيس المخابرات الاسبق هو الاخر يعتقد بان من المرغوب فيه اجراء مفاوضات مع حماس. بيري عضو في مجموعة "اسرائيل تبالغ". 40 عضوا في المجموعة، بمن فيهم رجال أمن سابقون، رجال أعمال مثل عيدان عوفر ويوفال رابين، وسياسيون سابقون وحاليون مثل المحامي موشيه شاحل وعمرام متسناع يدعون الى اقامة دولتين للشعبين على اساس حدود 67. بيري يعتقد بان المفاوضات مع حماس لا تختلف عن المفاوضات مع فتح "التي كانت منظمة ارهابية ومع ذلك تحدثنا معها. اذا اعترفت حماس بحق وجود دولة اسرائيل وهجرت الارهاب، فثمة مجال للحديث معها".

بشكل مفاجىء نجد أن رئيس الاركان ووزير الدفاع الاسبق شاؤول موفاز، الذي يعتبر صقرا في كديما، يؤيد المفاوضات مع حماس. في تشرين الثاني 2009 عقد مؤتمرا صحفيا دراماتيكيا عرض فيه الخطوط الرئيسة في مشروعه السياسي. حماس شريك في المفاوضات كما اعلن، "شريطة أن ترغب في الجلوس الى طاولة المباحثات. الزعيم المسؤول يجلس مع حماس اذا ما غيرت جدول أعمالها". في محيط شاؤول موفاز قالوا هذا الاسبوع انه اذا قبلت حماس شروط الرباعية الثلاثة فسيوافق موفاز على ادارة مفاوضات معهم.

"على ماذا يريد موفاز الحديث مع حماس؟" يسأل عامي ايالون، قائد سلاح البحرية ورئيس المخابرات الاسبق، والعضو في مجموعة "اسرائيل تبادر". "على ماذا نتحدث معهم؟ هم يقولون ان ليس لاسرائيل حق وجود. الامر المحتلة في نظرهم هي كل اراضي فلسطين. على ماذا يمكن الحديث معهم؟"

هل يمكن تجاهل حماس التي تسيطر على غزة؟ ابو مازن نفسه يقيم معهم حكومة

ادارة مفاوضات مع حماس هو مثل أن يقرر ابو مازن ادارة مفاوضات مع ايفات ليبرمان، لان نتنياهو ضعيف. ابو مازن انتخب باغلبية 67 في المائة، هو الزعيم الاصيل للفلسطينيين ومعه يجب ادارة المفاوضات. فقد نجح في استقرار الاقتصاد الفلسطيني وخلق الامن، وهو يكافح ضد رجال حماس ويدخلهم الى السجن. ايهود باراك خلف رواية لا يوجد مع من يمكن الحديث ولكن هذا ليس صحيحا. يوجد مع من يمكن الحديث. اذا لم نتحدث مع الزعماء البرغماتيين مثل ابو مازن فاننا سنعزز الكفاحيين. من لا يكون مستعدا للحديث مع ابو مازن سيجد نفسه يتحدث مع حماس، وهذا سيكون خطأ فتاكا".

ليس هكذا يفكر زعماء اوروبيون كتبوا الرسالة لهيلاري كلينتون

"العالم مليء بكل أنواع المسؤولين السابقين، ممن لم يكن أي منهم قريبا من سياقات السلام. ولعلهم وصلوا الى ذلك انطلاقا من اليأس. اذا لم نجري مفاوضات مع ابو مازن على خطوط 67، فالمزيد والمزيد من الناس في العالم سيصلون الى اليأس وسيحاولون دفعنا في اتجاه حماس".