خبر مصادر : حزب الله قد يشن حربا على إسرائيل لتخفيف الضغوط عن سوريا

الساعة 07:40 ص|24 يونيو 2011

مصادر : حزب الله قد يشن حربا على إسرائيل لتخفيف الضغوط عن سوريا

فلسطين اليوم- الشرق الأوسط

قالت مصادر مقربة من حزب الله إن الحزب يحضر لحرب محتملة مع إسرائيل لتخفيف الضغوط الغربية عن النظام السوري، بحسب تقرير لوكالة «رويترز».

وقال مسؤول لبناني مطلع على طريقة تفكير حزب الله، إن الحزب «لن يتدخل نهائيا ومطلقا في سوريا وفي ما يجري في سوريا، لأن ما يحصل الآن هناك هو شأن داخلي سوري، ولكن عندما يرى أن الغرب يحشد ليطيح بالأسد فإنه لن يقف متفرجا».

 وأضاف المسؤول أن حزب الله «سيحاول بكل ما يستطيع أن يبعد الضغط الدولي عن سوريا لأنه في اعتقاده هذا الضغط الدولي هو نتيجة حملة أميركية - إسرائيلية. إنها معركة بقاء».

ويتابع حزب الله اللبناني بانزعاج الاضطرابات في سوريا وهو عازم على منع الغرب من استغلال الاحتجاجات الشعبية هناك في إسقاط حليفه الرئيس السوري بشار الأسد.

وعلى مدى 3 أشهر راقب حزب الله الذي أيد الانتفاضتين الشعبيتين اللتين أطاحتا بالرئيسين المصري والتونسي الاضطرابات من بعيد وأصدر بين الحين والآخر بيانات مؤيدة للأسد.

ويقول مسؤولون إن حزب الله لن يقف مكتوف الأيدي بينما تتصاعد الضغوط الدولية على الأسد للاستجابة إلى المحتجين. وحزب الله ملتزم ببذل كل ما يلزم سياسيا للمساعدة في تشتيت ما يعتبره حملة أجنبية على دمشق لكنه يستعد في الوقت نفسه لحرب مع إسرائيل إذا ضعف موقف الأسد. ونفى كل من حزب الله وسوريا أن تكون الجماعة قد أرسلت أي مقاتلين لدعم الحملة العسكرية الدامية على الاحتجاجات المناوئة لحكم الأسد.

وقال مسؤول عربي مقيم في لبنان وقريب من دمشق، لـ«رويترز»، «الآن المنطقة في معركة؛ معركة بين ما هو جيد وبين ما هو مدعوم من أميركا.. وسوريا هي الجيد الآن». وقال إن الولايات المتحدة التي خسرت حليفا مهما بالإطاحة بالرئيس المصري حسني مبارك في فبراير (شباط) تريد أن تقلب الآية في الأزمة بدعم الاحتجاجات ضد غريمها. وأضاف بعد أن طلب عدم الكشف عن اسمه «كل الأزمات التي يريد أن يصدرها الأميركي سأواجهها وسأخوض هذه المعركة بأفضل الطرق الممكنة».

ويستبعد المحللون وقوع حرب إقليمية شاملة بين سوريا وإيران ولبنان في جانب ضد إسرائيل التي تدعمها الولايات المتحدة وقالوا إن الأرجح أن تقع الحرب بين حزب الله وإسرائيل. وقال المحلل السياسي اللبناني أسامة صفا «ربما كانت هناك حرب محدودة هنا أو هناك لكن لا أحد له مصلحة في حرب إقليمية.. المنطقة بالطبع في طريقها نحو تغيير جذري.. ولم يتضح بعد كيف ستنظم أو إلى أين سيقودها ذلك».

وقال المسؤول العربي: «لن ينهار الوضع في سوريا كما يريد الأميركيون وإذا انهار ستكون له انعكاسات تتخطى سوريا - لا أحد من كل حلفاء سوريا سيقبل بانهيار في سوريا ولو كان سيؤدي ذلك إلى قلب الطاولة.. الحرب هي أحد الخيارات». وقال المسؤول اللبناني: «كل الخيارات مفتوحة بما في ذلك فتح جبهات الجولان وجنوب لبنان». وأضاف أن الاحتجاجات التي جرت الشهر الماضي على الحدود اللبنانية والسورية مع إسرائيل كانت رسالة «بأن سوريا لن تقف وحدها في مواجهة الحملة الإسرائيلية - الأميركية».

وإسرائيل وسوريا من الناحية النظرية في حالة حرب لكن الجبهة بينهما هدأت منذ حرب عام 1973 عندما صدت إسرائيل هجوما سوريا استهدف استعادة السيطرة على مرتفعات الجولان التي تحتلها إسرائيل.

وقال مسؤول لبناني آخر، طلب عدم الكشف عن اسمه، إن «سوريا هي بمثابة الرئة لحزب الله.. وهي جبهة الإسناد له من ناحية الحصول على السلاح وغيره». وكانت بداية حزب الله الذي شكل بموجب إرشادات المؤسسة الدينية الإيرانية شائكة مع الرئيس السوري السابق حافظ الأسد لكنه أصبح فيما بعد حليفا قويا لسوريا. وتحسنت العلاقات أكثر بعد خلافة بشار لأبيه عام 2000.

وقال هلال خشان المحلل السياسي في الجامعة الأميركية في بيروت: «حزب الله متوتر جدا وهم قلقون بشأن التطورات في سوريا. العاصفة تتجمع الآن وبعدها سوف يتغير كل شيء.. وفي كل الحالات وبصرف النظر عن أي شيء يحدث في سوريا لن تكون التطورات هناك في صالح حزب الله».

واستبعد أوجوستس ريتشارد نورتون الذي وضع كتابا عن حزب الله إمكانية وقوع حرب إقليمية شاملة، لكنه قال إن احتمال وقوع حرب إسرائيلية لبنانية قائم. وأضاف أنه يعتقد أن إسرائيل على الأرجح هي التي ستبادر بالهجوم. وقال: «ليس من الصعب تخيل سيناريو اندلاع حرب إسرائيلية - لبنانية، خاصة مع المنهج المتساهل والخالي من الثقة بالنفس الذي تتبعه إدارة (الرئيس الأميركي باراك) أوباما مع إسرائيل. من الأرجح جدا أن تشن إسرائيل حربا بهدف إعاقة حزب الله».