خبر أقدم سجين سياسي في مصر: ضبطوني متلبسًا بالصلاة فضاع عمري في السجون

الساعة 03:07 م|22 يونيو 2011

أقدم سجين سياسي في مصر: ضبطوني متلبسًا بالصلاة فضاع عمري في السجون

فلسطين اليوم: القاهرة

«ضبط متلبسا بإلقاء خطبة الجمعة، فتحول إلى أقدم سجين سياسي في مصر» إنه نبيل المغربي، الذي سجنه السادات، ونساه مبارك في غيابات السجون، ليأتي في النهاية شباب الثورة، ويطلقوا سراحه بإزاحتهم رموز النظام وزبانيته.

المغربي الذي وطأت قدماه أرض السجون قبل عبود الزمر بـ 15 يوما، جعلت منه «أقدم سجين تعرفه السجون المصرية»، تم اعتقاله في 25 سبتمبر 1981، خلال ما عرف بـ «اعتقالات سبتمبر» وبدلاً من أن يخرج ضمن من أخلى سبيلهم بعد اغتيال السادات «أضيف اسمه إلى قائمة المتهمين في القضية رقم 462 لسنة 1981 حصر أمن دولة عليا، المعروفة باسم قضية (تنظيم الجهاد)، وساعد رجال أمن الدولة في ذلك «كون المغربي يمتلك رؤية إسلامية» حسب تقديره ليحكم عليه بالسجن 25 عاما، أضيف إليها 3 سنوات بعد اتهامه بـ«الإمداد بمعلومات عسكرية»، واختتمت جملة أحكامه بـ25 سنة أخرى في قضية «طلائع الفتح 5».

المغربي الذي التقته «الشروق»، يروى في هذا الحوار، قصة التحاقه بأحد الأجهزة الأمنية السيادية، وخروجه منها إلى السجون، مرورا بما عاناه على أيدي «جلادي أمن الدولة»، والذين اختصوه بـ«نصيب وافر من التعذيب» على حد قوله، «نكاية في الجهة التي ينتمي إليها، والتي تحظى بكراهيتهم (أمن الدولة) الشديدة». في البداية يقول المغربي: «التحقت بإحدى الجهات السيادية بعد تخرجي من كلية الألسن في أكتوبر عام 1973، وتم قبول تعييني في الجهاز الذي كان يرشح للعمل به أفضل الكفاءات، وأثناء خدمتي كنا 5 أفراد في مكتب المدير، 4 منا متفوقون، والخامس أتى بالوساطة، كونه زوج شقيقة السادات، وتكررت مشاكلي مع هذا الشخص، فبادر بأذيتي، وحاول بكل قوة أن يخرجني من العمل، لعلمه بمدى كراهيتي للسادات».

وعن «تلك الكراهية» يقول: كنت أشعر أن الإجراءات التي يتخذها السادات غير طبيعية.. فمثلا بدأ يسىء لسوريا، والتي كانت علاقتنا بها متينة للغاية، ويكفى أنها كانت شريكا أساسيا في حرب أكتوبر.. وتضاعف شعوري بعدما أرسل أحد المسئولين في سفارتنا في دمشق رسالة اطلعت عليها، طلب من السادات عدم تكدير العلاقة بسحب 6 طائرات مصرية يتدرب عبرها الطيارون السوريون، ولكن السادات ضرب بالنصيحة عرض الحائط، وأمر بسحب الطائرات».

ويضيف: «علاوة على ذلك كان السادات يتعمد استفزاز شعبه، ونمّى الكراهية والعداوة تجاهه، ما أوغر صدر صهره تجاهي، فظل يعمل على طردي من العمل».

وعن تعرضه للاعتقال يقول: «لم يكن هناك مبرر للقبض علىَّ، سوى كوني أخطب الجمعة ولى شعبية كبيرة بين الناس، وتربطني علاقات بكل التيارات، حتى إنه لم يتم تصنيفي، وما قيل إنني اعترفت على عبود الزمر في قضية تنظيم الجهاد غير صحيح لأنني لست في قضية التنظيم، ولست ضمن قائمة الـ 24 متهما الذين حوكموا في القضية، وبعد اعتقالي أودعت في سجن القلعة سنة كاملة، على عكس كل النزلاء الذين لم يمضوا في السجن سوى أيام معدودة، وكانت امنية كل نزيل في القلعة أن يتم ترحيله ولو لأمن الدولة في لاظوغلى من شدة ما كنا نلاقيه من تعذيب». ويبرر المغربي أسباب عدم إطلاق سراحه بعد سبتمبر بقوله: «بالرغم من أن الذين تم القبض عليهم في قرارات التحفظ لم يعذبوا، فإن تعذيبي كان من نوع خاص لأنني من جهة سيادية يكرهها ضباط أمن الدولة، وبعد سنة ذهبوا بي إلى السجن الحربي، ثم (حشروني) بعد ذلك في قضية الجهاد الكبرى وحكم على فيها بالسجن 25 سنة، رغم وجودي في السجن قبل القضية، ولم يثبت أنني كنت مشاركا سواء بالتنفيذ أو بالتخطيط».

ويسترجع المغربي ذكريات التحقيق والسجن: «كنت لا أتحدث في التحقيقات.. وكنت أشعر أن أفضل شيء هو السكوت لأني تعلمت من عملي أنني لو قلت أي كلمة، يمكن أن تؤخذ ضدي، فلو قلت اننى أكلت مكرونة سيقولون: بتتعمل من إيه؟ وفى النهاية يثبتون حيازتي لقنابل ذرية.

الخلاصة أنهم بعد قتل السادات شعروا أن هناك أشياء كبيرة تحدث فأصبح الجو العام مرعبا بالنسبة لهم وكانوا خائفين جدا».

وعن مبارك يقول: «مبارك كان نائب رئيس الجمهورية وكان مساعده حينها سعد شعبان، وعندما أصبح مبارك رئيسا للجمهورية أخذه معاه كمساعد.. عندما كنت في العمل كنت اخطب في أحد المساجد، ، كان نجل سعد شابا في الجامعة ويصلى معايا.. فأقاله مبارك من منصبه لهذا السبب».

ويبدى المغربي ندمه على عدم التعامل مع القضية باهتمام أكبر: «كانت غلطة كبيرة منى، لأني كنت أحد المتهمين الـ 65، ولم أستعن بمحام، وإنما ترافع عنا جميعا محام واحد لم يتناول مواقفنا في القضية بالتفصيل، وإنما دافع عنا مجتمعين، فكان نصيبى 25 عاما سجنا، على العكس من الشيخ عمر عبد الرحمن الذي كان موقفه أكثر منى سوءا وحصل على البراءة، لأنه استعان بمحام خاص، ولو كنت استعنت بمحام صغير لكان نصيبي البراءة».

ويضيف: «لفقوا لي بعد ذلك تهمة محاولة الهروب من السجن، لأنه كانت هناك محاولات لإلحاقي بتنظيم الجهاد.. وخلال فترة سجني تقابلت مع كل المسجونين السياسيين، وأمضيت معهم 12 سنة متواصلة قبل أن يوزعونا في السجون، وكانت العلاقة بين جميع المسجونين مترابطة إلى أقصى حد تشبه علاقة الأنصار بالمهاجرين.. فكانت اللقمة تقسم بالنصف حتى الملابس بالنصف».

وعن القضية الثالثة «طلائع الفتح 5» يقول: «كانت قضية مفبركة من أمن الدولة، والذين ضللوا القضاة، وكان ذلك خلال فترة لم يكن فيه أي محام يجرؤ أن يترافع عنا.. وتهمتي حينها كانت إفشاء معلومات سرية.. كيف أمد بالمعلومات وأنا سجين في زنزانة منذ 16 عاما متواصلة، وبالرغم من أنه لم تكن هناك أدلة ضدي وكانت كل الإشارات تدل على براءتي، حصلت على حكم بـالمؤبد».