خبر حماس وفتح.. « عادت حليمة لعادتها القديمة »

الساعة 01:43 م|22 يونيو 2011

حماس وفتح.. "عادت حليمة لعادتها القديمة"

ملامح لبداية تراشق إعلامي بين حركتي فتح وحماس

فلسطين اليوم- غزة (خاص)

يبدو أن الآمال الفلسطينية بتحقيق المصالحة على أرض الواقع يشوبها كثير من الشك والريبة والقلق، لعدم وجود شيء ملموس على الأرض يوحي بتحقيق المصالحة من جهة، وملامح لعودة التراشق الإعلامي بين حركتي فتح وحماس من جهة أخرى، وذلك عقب تأجيل اللقاء الحاسم بين الرئيس محمود عباس ورئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل والذي كان مقرراً عقده أمس الثلاثاء في العاصمة المصرية القاهرة.

ومما لا شك فيه أن التراشق الإعلامي بين الحركتين قبل توقيع الاتفاق كان سائداً وساهم بشكل مباشر في التأخر للوصول للاتفاق، رغم دعوة المهتمين بالشأن الفلسطيني للحركتين بوقف التراشق الإعلامي، كما أنه ساهم في الانقسام نفسه قبل أربعة سنوات.

وعلى الرغم من قناعة الطرفين بأن التراشق الإعلامي لن يؤدي إلى لمزيد من الانقسام، وهذا ما أكده عزام الأحمد عقب توقيع اتفاق المصالحة في القاهرة، بقوله حرصنا على العمل بسرية بعيداً عن الإعلام حتى لا تتعطل الجهود ولا نصل إلى ما نصبو إليه من اتفاق.

إلا أنه التراشق الإعلامي عاد عقب تأجيل لقاء عباس مشعل، بطلب من حركة فتح معللة سبب التأجيل لارتباط الرئيس بشكل مفاجئ لزيارة لتركيا، وخروج تصريحات إعلامية من هنا وهناك تشير إلى أن سبب تأجيل اللقاء هو إصرار الرئيس عباس على تعيين سلام فياض رئيساً للحكومة الانتقالية، وتصريحات عباس نفسه بأن الحكومة القادمة هي حكومته وستؤدي اليمن أمامه ولن تعرض على التشريعي وسيكون هو شخصياً المسؤول عنها باعتباره رئيساً للسلطة ورئيس اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، بالإضافة إلى إعلانه بأن سلام فياض هو مرشحه الوحيد لتولي منصب رئاسة الوزراء في الحكومة القادمة، والذي ترفضه حركة حماس بإجماع من مكتبها السياسي. الأمر الذي رفضته حركة حماس على أكثر من لسان قيادي فيها واعتبرت تصريحات الأخير تعتبر خرقاً لاتفاق المصالحة وتهرب من مسؤولياته، حيث وصف القيادي في حركة حماس د. صلاح البردويل تصريحات عباس بالسيئة والمشينة لحركته، وأن تأجيل الاجتماع جاء تلبية لمطلب أمريكي، واعتبر أن رهن المصلحة الفلسطينية بالرضا الأمريكي والإسرائيلي هو أمر في غاية الخطورة.

فيما صرح مسؤول وفد حركة فتح للحوار عزام الأحمد أن مرشح حركة حماس للرئاسة الوزراء د. جمال الخضري مرفوض لأنه مقرب من حماس ومن الإخوان المسلمين، وأن فتح تريد حكومة ترفع الحصار ولا تجلب حصاراً جديداً.

وبذلك نكون قد دخلنا في حلقة مفرغة حذر منها قيادات الفصائل الفلسطينية التي رفضت منذ البداية الحوار الثنائي بين حماس وفتح، ويخشى مراقبون من عدم التوصل إلى تطبيق الاتفاق الذي طال انتظاره أو تأخره إلى بعد استحقاق سبتمبر حتى لا يكون تشكيل حكومة برئاسة شخصية غير فياض من وجهة نظر الرئيس عباس عائقاً أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة لتأييد إعلان دولة فلسطينية مستقلة على حدود 67.

من جهته أكد المحلل السياسي أكرم عطالله لمراسل فلسطين اليوم، أن التراشق الإعلامي بين حركتي فتح وحماس قديم وليس جديد وهو أقدم من الانقسام الفلسطيني وظهر في ذروة الاشتباك مع الاحتلال الصهيوني في الانتفاضة الأولى.

وقال: "إن أبناء شعبنا الفلسطيني اعتادوا على التراشق الإعلامي بين الحركتين، مشيراً إلى أن لحظات التقارب بين الحركتين قليلة جداً, أقل من سنوات التصعيد والاشتباك مع الاحتلال الإسرائيلي".

وأوضح أن التراشق الإعلامي بين الحركتين عقب تأجيل لقاء مشعل وعباس, كان سببه, عدم قدرة الفصائل الفلسطينية على بناء نظام سياسي مشترك, وفق تنازلات تقدمها الأطراف مما يعكس رغبة كل طرف في الخروج بغنائم من هذا الاتفاق, وأن الشك لا زال قائم بينهم, بالإضافة لعدم قدرة الفصائل لاحتواء حركة حماس في النظام السياسي.

وعن مدى تأثير هذا التراشق الإعلامي بين فتح وحماس على أرض الواقع أكد عطالله أن هذا التراشق انعكاس لإرادة غائبة وخوف الفصائل على تطبيق ما هو جدي  على أرض الواقع.

وعن إمكانية تأخير تطبيق اتفاق المصالحة على أرض الواقع إلى ما بعد سبتمبر، أوضح المحلل السياسي عطاالله، أن احتمالية التأخير بدأت أسهمها ترتفع ارتباطاً بتأخر مسألة المصالحة، لافتاً إلى أن ملف الحكومة هي أكثر الملفات والتي لم تنجز بعد ما يعني أن الشعب الفلسطيني في أزمة ثقة واستمرار انقسام النظام السياسي.

وأضاف هناك لقاء لخالد مشعل ورئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان, وهذا يدفعنا للتساؤل هل تركيا ستضغط في هذا الاتجاه وانجاز المصالحة؟, معرباً عن اعتقاده أن الأمل ما زال موجود وأن الحكومة المصرية لن تدير ظهرها كونها الراعي الرسمي لتوقيع اتفاق المصالحة.

من جانبه طالب المحلل السياسي مصطفي الصواف, القادة الفلسطينيين أن تكون تصريحاتهم عبر وسائل الإعلام توضيحية للمواقف وليس تصريحات من أجل غرض آخر, أو لون سياسي غير مهني.

وقال, الصواف, "لمراسل "فلسطين اليوم", رغم أن تصريحات حركتي فتح وحماس آخذة في الحدة إلا أنني لم أتخوف منها, لافتاً, إلى أن القيادات الفلسطينية مدركة تماما خطورة استمرار هذه التصريحات.

وعن احتمالية تأخر تطبيق اتفاق المصالحة إلى ما بعد سبتمبر، قال الصواف :" لم أكن على قناعة بأن اتفاق المصالحة سيمضي وفق المواعيد والجداول التي وضعت له", وأضاف أن المصالحة في يد الرئيس محمود عباس تكتيكياً وليس استراتيجي بدليل تصريحاته الإعلامية للصحف السعودية والعربية والجميع يؤكد أن هدفه منها هو الذهاب إلى سبتمبر لكي يقول أن الشعب الفلسطيني موحد والهدف الثاني والأهم هو الدخول في انتخابات جديدة ظناً منه أن هذه الانتخابات ستخرج حماس من الوضع السياسي.

وأمام هذا يبقى تطبيق اتفاق المصالحة على أرض الواقع مبنياً على الأمل الذي طال انتظاره منذ الانقسام الفلسطيني الذي أنهك كافة مناحي الحياة الفلسطينية، وأعادها إلى الوراء.