خبر المخيمات الصيفية فرصة لحماس لزيادة شعبيتها في غزة

الساعة 09:40 ص|22 يونيو 2011

المخيمات الصيفية فرصة لحماس لزيادة شعبيتها في غزة

فلسطين اليوم - أ ف ب

 تسعى حركة (حماس) من خلال مخيماتها الصيفية في قطاع غزة التي بدأت هذا الأسبوع إلى تعزيز شعبيتها بعد إعلان المصالحة مع حركة فتح.

ووجد ماجد الشيخ (37 عاما) في مخيم صيفي تقيمه حماس في مدرسة في منطقة تل الهوى غرب مدينة غزة "فرصة" لمشاركة ابنه الأكبر ضياء 10 أعوام.

ويعتبر الشيخ، وهو موظف سابق في السلطة الفلسطينية ويؤكد أنه لا ينتمي لحركة حماس، أن المخيم الصيفي "فرصة يجب اغتنامها لتعليم الأولاد الاعتماد على الذات وضمان عدم انحرافهم في هذا السن".

وتابع "ما شجعني ضم ابني لهذا المخيم أنه لا يحوي أي شيء له علاقة بالجوانب العسكرية أو السياسية.. مهم أن تتوفر للأطفال أماكن للترفيه واللعب والتثقيف".

ويرتدي الطفل ضياء مثل بقية الأولاد في المخيم قبعة عليها الشعار الذي اختارته حركة حماس لمخيماتها هذا العام "نصرت بالشباب" إلى جانب شعار الحركة الإسلامية.

وفي زاوية من المدرسة كانت مجموعة من الصبية تردد أغاني تمجد حماس.

صالح حمدان عضو اللجنة المركزية للمخيمات الصيفية لحماس شدد أن هذه المخيمات "لا تشتمل على أي جانب سياسي أو عسكري.. وتنفذ في أماكن مفتوحة حيث تشمل ألعابا رياضية مختلفة وأنشطة ثقافية وتربوية واجتماعية وترفيهية".

وكشف أن مخيمات منفصلة لآلاف الفتيات بدأت أيضا.

وتعبر سمية عاشور (11 عاما) التي تضع على شعرها غطاء رأس بنيا وهي من حي الزيتون شرق غزة عن فرحتها بالمشاركة في المخيم "نلعب ونتعلم ونلتقي الصديقات هنا".

وتزود حماس المشاركين بالمخيمات بزي موحد ووجبة طعام يومية الى جانب الحوافز المالية والتشجيعية.

ومستلهما بالثورات العربية الشبابية للتغيير أكد حمدان أن حركته "تولي اهتماما كبيرا بالشباب لغرس القيم الحميدة وتطوير شخصيتاهم لمواجهة تحديات العصر" موضحا أن المخيمات هذا العام تركز على الجوانب "التربوية وإلقاء محاضرات متنوعة ثقافية وممارسة الرياضات المختلفة والألعاب والترفيه عدا عن المسابقات المتنوعة".

وتنقسم المخيمات الصيفية لحماس إلى ثلاثة أقسام هي العامة وتضم "50 ألف تلميذ تتراوح أعمارهم ما بين 9 سنوات و21 عاما" والمتخصصة في مجالات مثل الكمبيوتر والإعلام والإبداع ولذوي الحالات الخاصة وتضم عدة آلاف إضافة إلى مخيمات القرآن الكريم والتي يشارك فيها 20 ألف تلميذ.

وانطلقت المخيمات السبت الماضي مع بدء العطلة الصيفية لتلاميذ المرحلة الأساسية.

ويتولى أكثر من 350 شخصا تلقوا تدريبات "قيادية وإدارية خاصة" الإشراف على 500 مخيم للحركة تقام في عشرات المدارس والمراكز الاجتماعية وتغطي كافة مناطق القطاع البالغ عدد سكانه أكثر من مليون ونصف المليون نسمة.

وتحرص حماس على تنظيم المخيمات الصيفية سنويا في سبيل تعزيز شعبيتها وحصد مزيد من التأييد في صفوف المراهقين والشباب خصوصا.

موسى السماك عضو اللجنة المركزية للمخيمات الصيفية والقيادي في حماس يقول إن حركته "حريصة على إنجاح هذه المخيمات للحفاظ على الأجيال الناشئة ورعايتها والنهوض بدور الشباب نحو الأفضل وتنفيذ البرامج الهادفة".

وبين السماك أن المخيمات تشمل ايضا "مخيمات متخصصة في التكنولوجيا واللغات ومجالات الإبداع المختلفة بما يلبي طموحات الشباب" مشيرا الى ان بعض المخيمات ستضم أيضا "ذوي الاحتياجات الخاصة والمعاقين حركيا".

وتشمل هذه المخيمات مخيما خاصا بـ"ذوي الإعاقات من جرحى الحرب الإسرائيلية الأخيرة (نهاية 2008 وبداية 2009).

وحول شعار "نصرت بالشباب" قال السماك "هذا الشعار ينسجم مع الدور المطلوب من الشباب فهم عماد الوطن وأمل الأمة في تحقيق التغيير والإصلاح وسبيلها للنهوض والريادة ويتزامن مع اطلاق الحكومة في غزة على العام 2011 عام الشباب".

وبدأت دار "القرآن الكريم والسنة" التي يرأسها القيادي في حماس عبدالرحمن الجمل مخيمها الصيفي في المساجد المنتشرة في القطاع "تاج الوقار3" الخاصة بتحفيظ "القرآن" بمشاركة 20 ألف تلميذ من مراحل عمرية مختلفة.

وعزا حمدان سبب هذه الزيادة "الكبيرة" في أعداد المنتسبين لمخيمات حركته لأنها "مفتوحة لكل أبناء الشعب وليس لأبناء حماس فقط إضافة إلى أن مخيمات الأعوام الماضية حققت الأهداف التربوية والتثقيفية بنجاح ولاقت قبولا من العائلات المختلفة".

ولا تركز مخيمات حماس هذه السنة على "المسائل الدينية البحتة" وفقا لحمدان.

في المقابل تقول نضال سمعان التي تعمل في محل التجميل وهي أم لأربعة أطفال تتراوح أعمارهم بين 9 و13 عاما إن هذه المخيمات "غير مرحب بها" لأنها "لا تخلو من تجميل صورة التنظيمات ويوجهون الأولاد للانضمام لحماس.. لا أحب أن ينتمي أولادي لأي تنظيم".

لكن المرأة الثلاثينية تعبر عن غضبها من عدم توفير أماكن تلبي رغبات الأولاد "غير اللاجئين" في عطلة الصيف.

وتقيم وكالة الغوث الدولية الأونروا 203 مخيمات في قطاع غزة بمشاركة 250 ألف تلميذ في المرحلتين الابتدائية والإعدادية بتكلفة تصل إلى عدة ملايين الدولارات بتمويل غربي بحسب إعلان عدنان أبو حسنة الناطق باسم الأونروا.

ويبدو أن حركة حماس تشعر أن ثمة منافسة بينها وبين الأونروا في هذا الجانب.

ويرى مخيمر أبو سعدة أن هدف حماس من هذه النشاطات "سحب جزء من المشاركين بمخيمات الأونروا عدا أنها جزء من التثقيف والتربية الاجتماعية التي تحرص حماس على مواصلتها لتعزيز شعبيتها وتواجدها".

وتحرص الأونروا التي يؤكد أبو حسنة أنها "لا تنافس أحدا" في نشاطاتها الصيفية لتسجيل تلاميذها 4 أرقام قياسية في موسوعة غينتس العالمية.

ويقول أبو حسنة "سيطبع آلاف من ذوي الاحتياجات الخاصة في المخيم بصماتهم على أكبر لوحة في العالم وسيحقق التلاميذ رقما قياسيا جديدا في الأطباق الطائرة بمشاركة 9000 شخص والمراوغة بكرة القدم بمشاركة 2000 تلميذ أما في 30 حزيران (يونيو) الحالي فسيقوم 4000 تلميذ بتطيير المظلات".

ويؤكد أبو حسنة "لدينا رسالة بتوفير فرصة لأطفال غزة للعب والفرح كأطفال العالم وتجهيزهم للعام الدراسي المقبل في ظل الحصار الخانق وعدم وجود مساحات خضراء ولا ملاعب" في القطاع.