خبر مصادر فرنسية :واشنطن تسعى بقوة لمنع عودة الرئيس اليمني إلى بلاده

الساعة 05:18 ص|22 يونيو 2011

مصادر فرنسية :واشنطن تسعى بقوة لمنع عودة الرئيس اليمني إلى بلاده

فلسطين اليوم-وكالات

توقعت مصادر فرنسية رسمية متابعة للملف اليمني أن يعود الرئيس علي عبد الله صالح، الذي يعالج في مستشفى سعودي إلى بلاده، مستبعدة الاستجابة للضغوط التي تمارسها الولايات المتحدة الأميركية والداعية إلى الاستفادة من وجوده خارج اليمن للتوصل إلى تسوية داخلية بندها الأول تنحي صالح.

واعتبرت هذه المصادر في إطار لقاء ضيق في باريس أن السياسة الأميركية تعاني من «قصر نظر»، بينما واشنطن وتنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية هما «المستفيدان الرئيسيان» من حال الفوضى التي يعيشها اليمن.

الأولى لأن ذلك يمكنها من تنفيذ العمليات التي تريد دون حسيب أو رقيب، والثانية لأن الوضع الحالي يتيح لها توسيع إطار نفوذها وتكوين «قاعدة أرضية» لها كما هو حاصل في مدينة زنجبار التي لا تبعد سوى أربعين كلم عن عدن. وبحسب المصادر الفرنسية، فإن سيطرة «القاعدة» على عدن سيحولها إلى «ما يشبه غزة». غير أن هذه المصادر تنفي اتهامات المعارضة للسلطة التي تعتبر أنها «سلمت» هذه المنطقة لـ«القاعدة». لكنها حذرت من أن تأخرها في إخراج عناصر «القاعدة» وأتباعها منها سيعني حكما تدهورا إضافيا للوضع وسيستدعي تدخلات خارجية بالنظر للموقع الاستراتيجي لعدن على باب البحر الأحمر وفي مواجهة الشواطئ الصومالية.

وتتوقع المصادر الفرنسية أن يعود صالح إلى اليمن وأن يكون وضعه «أفضل» بسبب ما شكله الاعتداء الذي تعرض له من صدمة لليمنيين، حيث جرى داخل المسجد ويوم الجمعة وفي وقت الصلاة. وبحسب المعلومات التي نقلتها هذه المصادر عن الجانب الأميركي، فإن الاعتداء نفذ بواسطة قنبلة ناسفة وضعت على مسافة 5 أمتار من الرئيس صالح وأن بقاءه حيا «بمثابة أعجوبة». وتحفظت هذه المصادر على حالة الرئيس الصحية وطبيعة الإصابة وخطورتها، حيث «الذين يعرفون حالته عن قرب لا يتكلمون بينما المتكلمون هم الذين لا يعرفون».

وأشارت المصادر الفرنسية إلى الوضع الداخلي الخاص باليمن وإلى بعض الظواهر غير المفهومة. ومن ذلك مثلا أن الجنرال علي محسن الأحمر، الأخ غير الشقيق للرئيس علي عبد الله صالح لم يستقل من الجيش رغم انضمامه للثورة، وأنه ما زال يقبض مرتبه العسكري هو وأعوانه وكأن شيئا لم يكن ويتلقى ذخائره بشكل طبيعي.

ويبدو الوضع اليمني، وفق الرؤية الفرنسية، في طريق مسدود في غياب الوساطات وتغلب عقلية الثأر من الذين سعوا إلى قتل الرئيس صالح. وبحسب المصادر الفرنسية، فإن الحسم سيكون عسكريا، ولذا فإن الحرب ستطول ومجلس التعاون الخليجي ليس مستعدا للخوض في وساطة جديدة بعدما فشلت وساطته الأولى بسبب رفض الرئيس اليمني التوقيع عليها. ويدفع أولاد الرئيس اليمني وهم أحمد ويحيى وعمار باتجاه الحل العسكري، بينما يلعب علي آنسي مدير مكتب الرئيس دورا كبيرا في ظل الوضع الراهن.

وترى المصادر الفرنسية أن الخطأ الذي ارتكبه زعماء عشيرة الأحمر الذين «جمعوا ثروات كبيرة بفضل علي عبد الله صالح» أنهم «نقلوا الحرب إلى صنعاء ومنطقتها». والحال أنهم لا يستطيعون التغلب عسكريا على الرئيس اليمني فيها بفضل الجيش والحرس الجمهوري ودعم القبائل التي ما زالت وفية له.

وتندد المصادر الفرنسية بغياب كلي للدور الأوروبي «ومن بينه الفرنسي» في اليمن وبقاء الأوروبيين بعيدين عن أي خطة واكتفائهم بتأكيد تأييدهم للمبادرة الخليجية، ودعوتهم إلى تنفيذها والعمل بموجبها. ويعيد «إهمال» الأوروبيين إلى اعتبارهم أن اليمن «بعيد» وأن مصالحهم الحيوية «غير مهددة» وهو يرى أن هذه النظرة «قاصرة» ولا تتجاوب مع «خطورة الوضع وانعكاساته على كل المنطقة».