خبر مَنْ يذْكُرُ اللهُ.. هآرتس

الساعة 02:27 م|21 يونيو 2011

بقلم: أودي لابِل

يُدرس العلوم السياسية في المركز الجامعي اريئيل في السامرة

(المضمون: ليس عجبا أن يتم تغيير بعض رموز الجيش الاسرائيلي لتلائم صبغته الحالية التي أصبحت تميل الى التدين - المصدر).

يعمل الجيش الاسرائيلي منذ سنين كي يلائم قيمه وأهدافه للجماعات التي تخدم فيه، ويحاول أن يُحسن نفسه على نحو قد يعجب أصحاب الرأي من محاربيه. في حرب لبنان الاولى كانت هناك تنظيمات على صورة "يوجد حد" اضطرت الجيش الى تغيير خططه العملياتية ولن نقول الى وقف القتال والانسحاب الى الشريط الأمني.

وفي الانتفاضتين، وإزاء "خطاب حقوق الانسان" جرى تبني "اللغة القضائية" بل أعلن رئيس هيئة الاركان دان شومرون أنه ليس "للانتفاضة حل عسكري". وكانت مقولة غير ساذجة من قبل قائد الجيش كانت تتوخى آذان من استمعوا ليشعياهو ليفوفيتش الذي قال إن الحل للاحتلال هو "بضع مئات من رافضي الخدمة العسكرية في المناطق". وذلك عن أمل أن تمنح النخب اليسارية النشاط العملياتي مباركتها.

في نهاية التسعينيات، وعندما كان رفض الخدمة قد أصبح ظاهرة دائمة وانضم اليها الذعر الذي أثاره السقوط الممكن للجنود في ميدان القتال – استقر الرأي على أن يُرسل الى لبنان جنود الخدمة النظامية فقط وتم انشاء لواء كفير كي يعمل في المناطق. ووقع بطبيعة الامر الانسحاب من جنوب لبنان الذي شهد على مبلغ القوة و"الابتزاز العسكري" في أيدي جماعات من المواطنين تُرى أنها ذات تأثير اخلاقي في الجنود وأنها تملك "طوابير" من المحاربين؛ حتى وإن أطاع مطالبها قليلون فقط في واقع الامر.

كان الامر كذلك ايضا في أيام مبام و"حلقة الضباط". زعم دوف فايسغلاس أن اريئيل شارون بادر الى الانفصال لأنه لاحظ وجود "ضعف داخلي... وظهور مبادرة جنيف... وأنه تقفز عليك رسائل ضباط ورسائل طيارين ورسائل من هيئة القيادة العامة. وليس هؤلاء شبابا عجيبي الأطوار ذوي ضفيرة خضراء وقرط في الأنف تُغلفهم رائحة غراس قوية. هؤلاء ناس مثل مجموعة سبكتور. وهم في الحقيقة من أفضل الشباب".

في الجيش لبنات لا يجوز أن تؤثر السياسة فيها. ينبغي ألا تؤثر في صورة مهامه وفي قيمه وفي صلوات تأبين ضحاياه. لكن التغيير الذي لا داعي له الذي جرى على صلاة "يتذكر" لا يختلف عن حراكات قديمة كانوا "يغمزون" بها الجماعة القوية. وليست هذه أول مرة يتلاعبون فيها بـ "رمز يهودي". إن اهود باراك اشتهى عندما كان رئيس هيئة اركان ثقة النخبة التي تؤثر في سلوك المجندين في المستقبل – اولئك الذين جربوا آنذاك "ازمة الباعث" – وبدأ "يسِم" الجيش على نحو يلائم "القيم الجديدة". ومن اجل ذلك، ضم الى سلاح التربية البروفيسور آسا كشير – الذي كان في الماضي من قادة المحتجين على حرب لبنان – كي يصوغ للجيش شيفرة اخلاقية تلائم روح ذلك العصر. وهكذا يُمنح الجيش صورة تلائم قيم جيل "حقوق المواطن".

ينبغي ألا ننسى ما أثار غضب كثيرين: فقد أُزيل من شيفرة كشير الاخلاقية قيمة "حب البلاد"، وعُرِّفت اسرائيل فيها بأنها دولة ديمقراطية فقط، وطُلب الى الجنود أن يحاربوا عن صبغتها الديمقراطية لا اليهودية. نشأت جلبة لكن كشير أصر ودعمه باراك. عندما عُين رئيس شعبة القوة البشرية من الصهيونية الدينية تحولت الشيفرة لتصبح "روح الجيش الاسرائيلي"، وعاد اليه حب الوطن والوعي اليهودي. لم تخصص الشيفرة الاخلاقية آنذاك لمحاربين محافظين. حاول الجيش آنذاك أن "يحافظ بأسنانه" على مجنديه من القرى الزراعية والكيبوتسات.

مما يؤسف له أنه في فترة يأتي فيها أكثر المقاتلين من مكان آخر في المجتمع – من القرب من التراث اليهودي والمستوطنات والمعاهد الدينية – جرت ملاءمة صيغة صلاة "يتذكر" على نفس النحو، لمن هناك احتمال أن تُتلى عليه.