خبر مسيرة السلام ومسؤوليتنا.. اسرائيل اليوم

الساعة 02:25 م|21 يونيو 2011

بقلم: يوسي بيلين

(المضمون: لا تستطيع اسرائيل التسويف أبدا وعدم حل الصراع بين اسرائيل والفلسطينيين إلا اذا أرادت أن تُدفع الى وضع حرج في العالم وتدهور لا يمكن وقفه - المصدر).

في لقاء تم بين دبلوماسينا الاول افيغدور ليبرمان، والبارونة آشتون، المسؤولة عن الملف الخارجي في الاتحاد الاوروبي، أبلغها ليبرمان أن الاعلان عن دولة فلسطينية سيكون بمثابة نهاية لمسيرة اوسلو. لست أعلم ماذا كان رد النبيلة البريطانية، لكنني آمل أن تكون ابتسمت.

يمكن التفكير في أنه قد وُجدت مرحلة وزن فيها ليبرمان أن يتبنى اتفاق اوسلو، وتبين له الآن أن محمود عباس يهيج الحرب، وأنه ليس لاتفاق اوسلو نفاذ ما لم يُنتخب لرئاسة السلطة شخص يوافق هواه (لقد أعلن بأن مرشحه هو محمد دحلان)، أو يُتخذ في الامم المتحدة قرار يؤيد انشاء دولة فلسطينية.

جُمدت مسيرة اوسلو في واقع الامر مع تولي بنيامين نتنياهو السلطة في 1996. ولم يحدث شيء سوى الحديث المعسول عن اتفاق وقع وحصل على التزام اسرائيل. لم يتحقق أي تاريخ يرمي الى استمرار اسرائيل في الانتشار من جديد وأصبح التزام التوصل الى اتفاق دائم حتى الرابع من أيار 1999، نكتة. وفي الفترة القصيرة التي تولى فيها اهود باراك رئاسة الحكومة ايضا أراد الالتفاف على الاتفاق، والفشل مكتوب في كتب التاريخ. في أيام اريئيل شارون استُبدلت خريطة الطريق التي كان يفترض أن تفضي الى اتفاق دائم في 2005، باتفاق اوسلو. لم يحدث هذا بطبيعة الامر، فاسرائيل لم تُجهد نفسها بالوفاء بأي التزام قبلته على نفسها في نطاق المرحلة الاولى من خريطة الطريق (مثل اخلاء البؤر الاستيطانية غير القانونية)، واضطرت الى الاعتراف بأن الفلسطينيين هم الذين أوفوا بالتزاماتهم (تعيين رئيس حكومة، واعداد دستور وضمان قانون ونظام وغير ذلك).

تواصل اسرائيل، ولا سيما تحت حكم الحكومة الحالية، توسيع المستوطنات برغم الالتزام الذي التزمته في أنابوليس. اذا كان يوجد مسار ذو اتجاه واحد يؤثر في التسوية الدائمة فهو المستوطنات. نحن نُخل باتفاق اوسلو وبخريطة الطريق التي تتحدث عن تجميد مطلق للمستوطنات وفي ضمن ذلك الزيادة الطبيعية، كل يوم. إزاء هذا الاخلال فان قرار الامم المتحدة على دولة فلسطينية برغم أنني لا أنجح في التحمس له، لا يُغير الواقع بل انه يساوق خطبة نتنياهو في بار ايلان. لن يكون لاسرائيل حتى بعد زمن طويل زعيم مجاور كمحمود عباس. قد يكون ليبرمان يراه ارهابيا، وربما يعتقد ليبرمان أن اسرائيل تستطيع جر الفلسطينيين الى الأبد بمساعدة اتفاق اوسلو بحيث يظلون مطيعين ما لم تُحل مشكلتهم، ويمتنعون عن اجراءات دبلوماسية مائة سنة اخرى.

ليس هذا عمليا، ولا احتمال أن يتم اقناع حتى برلسكوني بذلك، ويحسن التفكير سريعا في مبادرة اسرائيلية قبل أن نُدفع الى تدهور لا نستطيع وقفه.