خبر نتانيا: نقطة انعطافة -هآرتس

الساعة 09:15 ص|20 يونيو 2011

نتانيا: نقطة انعطافة -هآرتس

بقلم: أسرة التحرير

في دولة اسرائيل التي خبرت المصائب  يمكن لكل يوم تقريبا ان يعتبر موعدا مناسبا لفحص جاهزية الجبهة الداخلية، سواء لهزة أرضية أم لهجوم صاروخي. وعليه فلا توجد مفاجأة كبرى في تقارب مواعيد القضايا التي بين انفجار اسطوانات الغاز في نتانيا الاسبوع الماضي، وبين بدء مناورة "نقطة انعطافة 5"، التي تفحص وتدرب سلطات الطوارىء. غير أنه لا حاجة للانتظار حتى نهاية المناورة للتوصل الى استنتاجات بشعة عن أداء منظومات معينة.

        نتانيا هي مدينة معروفة بالجريمة والعمليات. قربها من الخط الاخضر سهل على تسلل الانتحاريين المتفجرين الى ساحاتها ومبانيها، في العقد الماضي، والتي انتهت بحملة السور الواقي. المخابرات، الجيش والجدار الحدودي نجحت في التخفيف جدا من عدد العمليات، ولكن نتانيا بقيت ساحة لحرب عصابات، تمس بالمواطنين ايضا. في هذه الظروف كان يمكن التوقع لتوثيق أواصر العمل المشترك بين الشرطة، محافل فرض القانون والنجدة، والوزارات الحكومية مثل البنى التحتية والبلدية، بخدمات الطوارىء والرفاه فيها. ولكن العلاقة بين السلطات هزيلة. ليس فقط في نتانيا، بالطبع: في معظم المحافظات والبلديات لا توجد لغة مشتركة بين الجهات المختلفة.

        لو كان التنسيق يجري كما ينبغي، لكان مع وصول الانذار عن تسرب الغاز تمت معالجة سريعة وسليمة وجرت متابعة للتنفيذ. وفي ظل غيابه، وقع قصور فظيع لساعات طويلة، انتهى بانفجار قتل أربعة. وتشير النتيجة ظاهرا الى اهمال خطير.

        وضع السلطة المحلية صعب، ليس فقط من ناحية الميزانيات بل وايضا من ناحية الادارة. من المناسب الفحص اذا كانت الاقتراحات التي تنطلق في احايين متفرقة حول اقامة "منظومة حفظ للنظام في البلديات" ستحسن الوضع أم تفاقمه. فكرة اخرى، لتشكيل مجلس جماهيري الى جانب القيادة الشرطية، تحققت في حينه في اللواء الجنوبي من قبل قائده في حينه، اللواء اوري بار ليف. مهما يكن من الامر، المهم هو توثيق العلاقة بين المنظومات – ربما أيضا من خلال اتخاذ الشرطة، الاطفائيين، الطواقم الطبية وممثلي الاقسام في البلدية مقرا لهم في محطة واحدة.

        اسرائيل من شأنها أن تتعرض لمصائب أكبر بكثير من مصيبة الغاز في نتانيا. لا ينبغي التلبث بعد اليوم في أعمال ازالة الموبئات والاستعداد ليوم الازمة.