خبر في ظل عدم وجود مفاوضات- يديعوت

الساعة 09:13 ص|20 يونيو 2011

 

في ظل عدم وجود مفاوضات- يديعوت

كيف الحفاظ على الهدوء

بقلم: دوف فايسغلاس

أحد أهم انجازات حكومة شارون هو الحاق الهزيمة بالارهاب الفلسطيني وبالتوازي تحريك خطوة سياسية دولية أدت الى خلق وضع سياسي جديد في السلطة الفلسطينية. فالى جانب المعركة العسكرية لتصفية الارهاب حفزت حكومة اسرائيل الادارة الامريكية والرباعية للعمل كي يدفع عرفات – مصدر كل الشر – خارج مراكز السيطرة في السلطة. قدرنا في حينه (ويتبين اننا كنا محقين)، بان "ازاحة" عرفات ستنهي بقدر كبير حرب الارهاب شبه الرسمية التي تدار ضد اسرائيل.

وبالفعل، فان الحكم الفلسطيني الاخر اتبع – بمساعدة امريكية واوروبية سخية – اصلاحات جذرية في قوات الامن. فقد استبدل الاف الاشخاص، جنود وقادة، ونظمت كما ينبغي القوات، وجرى البدء بعمل حقيقي ومنهاجي لمنع الارهاب. لا ريب أن الهدوء السائد في المناطق الخاضعة لسيطرة السلطة الفلسطينية، وان لم يكن مطلقا، جدير بان يعزى، بقدر كبير، الى الحكم الفلسطيني الجديد.

الذكريات القاسية وغير البعيدة جدا لعهود "الارهاب الرسمي" – رعاية واخفاء للقتلة والمطلوبين، خدع "البوابة المستديرة"، تمويل الارهاب من قبل السلطة – تُعظم الخير الذي في التغيير الحاصل. القيادة الفلسطينية الحالية فهمت جيدا بانه طالما كانت السلطة مصابة بالارهاب فلن تجرى مفاوضات سياسية وعلى أي حال لن تقام دولة فلسطينية. القيادة الفلسطينية الحالية تؤمن بان مكافحة الارهاب هي حاجة فلسطينية صرفة، وليست عملا يستجيب لمطلب اسرائيلي أو دولي. لاول مرة منذ سنين عديدة يمنع الفلسطينيون الارهاب في المناطق الخاضعة لامرتهم، بنجاح لا بأس به، وذلك لان هذا ما هو مرغوب فيه من الفلسطينيين.

وحسب كل تقدير معقول لا احتمال في أن تبدأ او تجري حكومة اسرائيل في تركيبتها الحالية مفاوضات سياسية حقيقية مع الفلسطينيين. فالطرفان عالقان في الشروط التي طرحاها: اسرائيل تطلب من الفلسطينيين الاعتراف كـ "الدولة القومية للشعب اليهودي" – الامر الذي لن يحصل – والفلسطينيون يحاولون اجبار اسرائيل على التفاوض مع حكومة تزحف اليها حماس، التي هي ليست محاورا لي حكومة اسرائيلية رشيدة. مهما يكن من أمر، فان المفاوضات لا تبدو في الافق السياسي، واذا ما بدأت، بالمعجزة، فان فجوة المواقف الناشئة تضمن فشل المحادثات.

ولما كان هذا هو الحال، فينبغي ان يكون الهدف الاساس لحكومة اسرائيل هو تطوير واقع، يسهل ويساعد الحكم الفلسطيني الحالي في الحفاظ على الهدوء والامن. كثير التخوف من أن يزيد الجمود السياسي من التحريض؛ قرار الجمعية العمومية، المتوقع قريبا، سيفسره المشاغبون المحتملون كشعار "العالم معنا"، فهيا الى الشوارع. عندها يكفي حجر زائد، يرد عليه بنار متسرعة، كيف تشتعل نار كبرى. واذا كان هذا ما سيحصل، لا سمح الله، فستشطب دفعة واحدة انجازات الهدوء والامن للعقد السابق.

يمكن ويجب تقليص تأثير التحريض وخطر النزول الى الشارع من خلال خلق حياة أفضل وأكثر حرية للفلسطينيين: ليس هذا بديلا عن العدم السياسي، ولكن في الوقت الحالي يحتمل ان يساعد تحسين واقع الحياة في الحفاظ على انجازات الماضي. تشجيع التنمية الاقتصادية؛ تسهيل القيود على البناء؛ اقامة مشاريع بنى تحتية مشتركة، تسهيلات في علاقات المواصلات؛ المساعدة للمبادرات الاقتصادية الدولية؛ تقليص كبير واضح للعيان لعلائم السيطرة العسكرية؛ تبسيط اجراءات التراخيص والتصاريح؛ تسهيل الانظمة على معابر الحدود؛ الغاء الحواجز الزائدة، تقليص التفتيشات، الفحوصات والاعتقالات الى الحد الادنى اللازم، كبح جماح زخم البناء الاسرائيلي في يهودا والسامرة والذي هو في نظر الفلسطينيين العلامة الاكثر وضوحا على "الاحتلال الزاحف" لبلادهم من قبل اسرائيل، هو أيضا كفيل بان يساهم في تخفيف حدة التوتر والحفاظ على الهدوء.

لغرض كل هذا ملزمة حكومة اسرائيل بان تقيم قنوات اتصال سرية ومصداقة مع السلطة. لزعمائها الحاليين، رغم احباطهم في زمن الجمود السياسي، لا توجد أي مصلحة في استئناف الارهاب؛ بالنسبة لهم سيكون هذا اعترافا بفشل السياسة "الاخرى". يمكن ان تمنع المصلحة المتبادلة في منع العنف ان تؤدي الى الفعل اللازم.