خبر يُحتاج الى بديل سياسي- اسرائيل اليوم

الساعة 09:12 ص|20 يونيو 2011

يُحتاج الى بديل سياسي- اسرائيل اليوم

بقلم: عوزي برعام

(المضمون: ليس حزب كديما وليست رئيسته لفني بديلين حقيقيين عن الحكومة الحالية فمواقفهما غير واضحة وهما يسعيان الى اجماع اسرائيلي وهذا ليس من شأن المعارضة الحقيقية - المصدر).

        إن تسيبي لفني زعيمة كديما ورئيسة المعارضة بالنسبة لمن يريد أن يدفع الى الأمام بتفاوض سلمي على أساس خطوط 1967، لا تثبت للتحدي السياسي. وقد تم البرهان على هذا في الاسبوع الماضي زمن نقاش في الكنيست، عندما أوقعها رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو بأحبولة اسئلة مباشرة مصوغة بلغة عبرية شعبية عن مواقفها السياسية. كانت اسئلته صحيحة، وهي ان كديما اذا كان يعارض توجيهاته السياسية فينبغي ان يقول ذلك على رؤوس الأشهاد. واذا كان كديما يؤيد مواقفه فعليه ان يستنتج استنتاجات سياسية.

        صحيح ان المعضلة صعبة. لكن أن تكون معارضة يقتضيك أن تعرض صيغا ايجابية واضحة لموقف بديل لا دعاوى فقط عن الضرر الذي يحدث لاسرائيل في العالم بسبب سياسة الحكومة. لا يكفي التحذير من "ايلول الاسود". ولما كنتُ لست هاويا سياسيا فانني أدرك أن تهرب كديما من جواب اسئلة نتنياهو نبع من ازمة انتخابية متوقعة اذا أجاب اجابة واضحة.

        لكن هذا طمس لعمل المعارضة. قررت حكومة اسرائيل على عمد أن تتخلى عن مسيرة السلام وأن ترسم خطوطا حمراء لا يمكن التخلي عنها. وتعلم الحكومة أن هذه الخطوط ستوحد أكثر الكنيست وأن أجزاءا واسعة من الجمهور تقبلها، لكن عمل المعارضة أن تُعبر عن الحقيقة الاخرى وأن تُحرز لها تأييدا من الجمهور العريض زمن الانتخابات. يجب أن يكون فرض المعارضة الأساسي مختلفا.

        إن اسرائيل بلا سلام هي اسرائيل بلا مستقبل. لا اقتصادي ولا اجتماعي ولا سياسي. ليس صنع السلام موضوعا يفترض أن يثير اهتمام اوباما وساركوزي وأبو مازن فقط، فالسلام موضوع مركزي في تقرير مصيرنا في قلب عالم معادٍ.

        قد ينشيء التآلف بين فتح وحماس وضعا جديدا، لكن خوف الحكومة ليس من أن تبدأ فتح التحدث مثل حماس بل أن تتحدث حماس مثل فتح وتُغير بعض مواقفها. يجب على لفني أن تعلم أن الشعار الاجماعي الساحر جدا الذي يقول إن على الفلسطينيين أن يعترفوا بدولة اسرائيل بصفتها الوطن القومي للشعب اليهودي، لم يُثر قط على هيئته هذه.

        الصراع عقائدي ولن نستطيع فضه. لانه يصعب المهادنة على الاعتقادات. لكن في كل ما يتعلق بالرغبة في التوصل الى تعايش يمكن التوصل الى نقطة التقاء. هل يجب على اليمين الاسرائيلي أن يعترف بدولة فلسطينية داخل حدود ارض اسرائيل لانهم يستحقون هذا بفعل الحقيقة التاريخية؟ لا – هذه خطوة سياسية تنبع من تقديرات استراتيجية. وكذلك الفلسطينيون ايضا في نظرتهم الى اسرائيل.

        يجب على المعارضة ان تحارب الغوغائية وتسطيح الحقيقة وأن تعرض الخيارات الاخرى. إن مقولة انه لا يوجد شريك في السلام لا يوجد ما يثير اليأس أكثر منها. نحن محتاجون الى حكومة تجعل الطموح الى تسوية في مقدمة اهتماماتها لا الى حكومة تريد احراز اتفاق اسرائيلي داخلي على اجراءات تُصعب الامور على اسرائيل في المستقبل.

        وفي شأن القدس ايضا هناك مكان للمصالحة. فهناك أجزاء كبيرة من الشعب مستعدة لمصالحة كهذه زمن السلام. علينا في شأن القدس أن نطلب الوصول الحر الى الاماكن المقدسة والسيادة على كل الأحياء اليهودية في القدس والسيادة الفلسطينية على الأحياء العربية.

        في الشعب تياران رئيسان وليسا بالضرورة يمينا ويسارا. هناك تيار لا يريد تسوية ويستعمل كل طريقة لمنع التقدم. وهذا حقه واعتقاده. والتيار الثاني مستعد لمصالحة جدية وينتظر بديلا واضحا يختلف عما تقترحه المعارضة الحالية على الحكومة.