خبر أزمة معبر رفح مستمرة.. مصطفى إبراهيم

الساعة 11:20 ص|19 يونيو 2011

أزمة معبر رفح مستمرة.. مصطفى إبراهيم

لم تكتمل فرحة الفلسطينيين الذين استقبلوا فتح معبر رفح بشكل دائم بفرحة غامرة وارتياح شديد، وسرعان ما تبددت الفرحة وانجلت الحقيقة، وتبدد التفاؤل والأمل بعد ان تراجع المصريون عن التسهيلات بحجج غير مقنعة بددت أحلامهم وأمانيهم بتنسم الحرية وان الحصار تفكك بشكل حقيقي، وكان الفلسطينيين على موعد مع الحزن، إذ أن من عاداتهم أنهم يخشون السعادة الغامرة، وتساورهم عادة الشكوك عندما يفرحون، ويحاولون التراجع عن فرحهم، وهذا ما حصل معهم وعادت الأمور إلى سابق عهدها، ما ضاعف من معاناتهم والظلم الواقع عليهم.

 

أزمة معبر رفح مستمرة، والتسهيلات التي تحدث عنها المصريون كانت إحتفالية وإعلامية ومبالغ بها بشكل كبير جداً، وساهمنا نحن فيها وتحدثنا عن ان فتح المعبر هو من إنجازات الحكومة في غزة، مع ان ذلك لم يغير من الواقع، باستثناء زيادة فتح المعبر يوم إضافي، والسماح للأطفال تحت الثامنة عشرة، والرجال ممن تزيد أعمارهم عن 40 عاماً، والنساء من كل الأعمار، وتم التراجع عنه لاحقاً، مع العلم ان عدد المسافرين لم يزد عن معدله السابق، وان الآلية التي كان معمول بها في السابق لم تتغير من التنسيق المسبق وقوائم الممنوعين إلى ساعات فتح المعبر والمحددة من التاسعة صباحا حتى الخامسة بعد الظهر، ولمدة ستة أيام بدل خمس أيام، ومغلق أيام الجمعة والأعياد الرسمية.

 

الشروط هي ذات شروط الدخول والسفر إلى مصر أو عبرها، و تتم بتنسيق مسبق وكما كان في السابق، ومن لا يمتلك العلاقات للتنسيق لا يستطيع السفر، ولم يتجاوز عدد المسافرين قبل التسهيلات وبعدها أكثر من 300 مسافر، وتبددت أمال الفلسطينيين بان يصل عدد المسافرين يومياً إلى ألف مسافر.

 

قبل احتفالية التسهيلات على معبر رفح أعلن أكثر من مسؤول مصري ان الأسابيع القادمة ستشهد تغيرا كبيرا على حرية وحركة الفلسطينيين في المعابر والمطارات المصرية، وان دخول الفلسطينيين لن يحتاجوا إلى أي متطلب امني كما كان في السابق، وان ما ينطبق على الأشقاء العرب ينطبق على الفلسطينيين.

 

إلا أن الأنباء تحدثت قبل التسهيلات المصرية وبعد ان تم التراجع عنها لاحقاً، تقول أن بطء العمل وأعداد المسافرين مستمر كما كان في السابق، وان المصريين يقولون ان ذلك عائد إلى قلة الطواقم العاملة على المعبر وأنها غير مدربة، وأن هناك أسماء فلسطينية ممنوعة أمنياً، تتعلق بالتهريب عبر الأنفاق وحالات أمنية أخرى، لا يسمح لها بالعبور، وانه جرى تأجيل بحثها، وان الأوضاع الأمنية في مصر غير مستقرة خاصة في سيناء، وانه لا بد للسلطات المصرية معرفة من هو الذي يتواجد على أراضيها ومن حقها رفض أي أشخاص للدخول إلى مصر فيما تراه خطرا على الأمن المصري، ومن حقنا رفض أي أشخاص غير مرغوب فيهم.

 

الأنباء تقول أن المصريين تداركوا الأمر وتراجعوا عن التسهيلات التي قدموها للغزيين، وأنهم تسرعوا في فتح المعبر بصورة دائمة، واعتبار ذلك كهدية لحركة حماس بضغط من حركة الإخوان المسلمين، وعليه وبناء على نصائح من السلطة الفلسطينية ان المعبر يجب ان يفتح بعد تشكيل الحكومة الفلسطينية الجديدة، وكي لا يفهم ان فتح المعبر بوجود حركة حماس بدون السلطة هي خطوة سياسية لدعم حماس، وكذلك تعزيز فكرة نتنياهو والتوجه الإسرائيلي بالتخلص من مسؤوليتها القانونية عن غزة كدولة محتلة، وتحميل مصر المسؤولية على غزة، وهو ما ترفضه السلطة الفلسطينية.

 

لم يكن خافيا علينا ذلك، وان إسرائيل عبرت عن غضبها من فتح المعبر أيضاً، وهناك معلومات تقول ان المصريين استجابوا للضغوط الأمريكية والإسرائيلية وأطراف أخرى، وان الأوضاع في مصر ما زالت في مرحلتها الانتقالية، وغير مستقرة، وان فتح المعبر ربما يكون مرتبطا بإطلاق سراح الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط، لكن ما لا نرجوه ان تكون مصر الثورة هي مصر ما قبل الثورة.

 

الفلسطينيون فرحوا بالثورة المصرية وحريصون على أمن مصر واستقرارها، ومتفهمين للحالة الأمنية السائدة في سيناء، وأملوا بفتح صفحة جديدة معهم استلهاماً لروح الثورة المصرية، التي أثارت موجة من التفاؤل والارتياح، إلا أنهم يتساءلون لماذا يتم التعامل معهم كـ”حالة أمنية" والتضييق عليهم وإثقال كاهلهم بقيود غير إنسانية وحاطة من كرامتهم؟؟