خبر اوباما لن يفعل شيئا- هآرتس

الساعة 08:15 ص|19 يونيو 2011

اوباما لن يفعل شيئا- هآرتس

بقلم: تسفي برئيل

بوسطن – "ماذا يفعل رئيس امريكي عندما تقول له اسرائيل لا؟ - لا شيء". هكذا سأل وأجاب دان كيرتسر، سفير الولايات المتحدة في اسرائيل في الماضي، في مؤتمر رابطة دراسات اسرائيل في الاسبوع الماضي في جامعة براندايس. يجب ألا يدهش كلامه أحدا. فاوباما لم يفعل شيئا عندما أهانه نتنياهو في اللقاء المعلن في البيت الابيض، وحين خطبته في مجلس النواب الامريكي؛ ولا عندما رفض نتنياهو طلب تجميد المستوطنات، ولا حينما رفض أفكاره ايضا في شأن تفاوض مع الفلسطينيين في حدود 1967.

"ومتى في المدة الاخيرة قال سفير امريكي شيئا ما أغضب اسرائيل؟"، كان جواب كيرتسر عن هذا ايضا مشابها. "لم يحدث هذا". إن استنتاج كيرتسر قاطع لا لبس فيه، فلا يوجد تصميم امريكي "على اللعب في الوحل الاسرائيلي الفلسطيني"، ولهذا لا داعي ايضا لوقف النفس توقعا لمبادرة امريكية جديدة. يقول كيرتسر في واقع الامر انه لا تعوزنا مبادرة بل ارادة وقدرة امريكيتان على تحقيقها.

ليس كيرتسر وحده في هذا التصور. "ليست واشنطن متفرغة الآن لاجراء سياسي ذي شأن في الشرق الاوسط"، يقول مسؤول كبير في وزارة الخارجية الامريكية، "هي في الأكثر ستُحدث ضجيجا ما قُبيل ايلول. بل انها ستنضم لكل مبادرة اوروبية مهما كانت بلا أساس". يعلم دنيس روس وديفيد هيل اللذان جاءا الى القدس في الاسبوع الماضي وكأنهما عداءان اولمبيان أنهما يحملان شعلة مطفأة. وهما لا يستطيعان جلب بشارة من غير مادة وقود جديدة. من المؤكد ان بعثتهما لا تلبي معيار "دبلوماسية مصممة جريئة".

لكن رمي نوافذ وزارة الخارجية أو البيت الابيض بالحجارة حكمة ضئيلة تشبه رمي من يغرق في مستنقع الشاطيء بالوحل، لاجتذاب الانتباه. ليس اوباما وفريقه لاعبين ينتظرون في نفاد صبر منح نقاط يبذله لهم حكامهم في اسرائيل أو في رام الله. لم تأت واشنطن لتتفضل على اسرائيل أو على الفلسطينيين بل أتت في الأساس لترفع منزلتها في المنطقة. لان الولايات المتحدة برغم زعمها أنها لا تستطيع أن تريد السلام أكثر من الطرفين، هي قوة ذات مصلحة، وخدمة الوساطة التي تعرضها على اسرائيل هي من اجل الربح. لانه عندما يزعزع الشرق الاوسط بين حروب أهلية وبين استنبات ديمقراطية، وعندما ينشأ عن الماضي من جديد تنافس في التأثير بين الولايات المتحدة وروسيا والصين، وعندما تشحذ اوروبا بالحاح دقيق أظافرها اللطيفة استعدادا للمرحلة التالية في الشرق الاوسط – ولتكن ما كانت – فان الولايات المتحدة تريد ان تعلم ويجب ان تعلم من يقف الى جانبها. ومن هم الأخيار ومن هم الأشرار.

لم تكن للرئيس بوش أية مشكلة: فقد كانت اسرائيل بحسب تعريفها مع الولايات المتحدة أما أكثر الدول العربية والاسلامية فكانت "ضدها". لم ينفذ الجمهور العربي آنذاك الانقلابات. نفذتها الولايات المتحدة سواء أراد الجمهور ذلك أم لا. واوباما، الذي يحاول الخلاص من مستنقعات الاحتلال الامريكي وأن يحافظ في نفس الوقت على مكانة بلده في المنطقة، يحتاج الآن الى شريك اسرائيلي يوافق على تبني التوجه الذي مؤداه أن التأييد والتعاون الامريكيين ضروريان لوجود اسرائيل أكثر من عدد من المستوطنات على المنحدرات الصخرية. انه لا يطلب مقابلا عن الماضي بل يعرض اقتراح ربح للمستقبل. فليس الحديث عن علاقات عاطفية، وعن دين اخلاقي اسرائيلي للولايات المتحدة بل عن مصالح.

وماذا يكون اذا رفضت اسرائيل مرة اخرى خطة الاعمال الامريكية ولم تتبنَ تحديد اوباما للربح؟ "لا شيء" ذاك الذي تحدث عنه كيرتسر. فالولايات المتحدة لن تفرض عقوبات على اسرائيل ولن تجمد المساعدة بل ستوافق على الاستمرار في استضافة رؤساء حكومة اسرائيليين. لكن اسرائيل ستصبح آنذاك زبونا بدل أن تكون شريكة. زبونا ذات دين لا تجهد نفسها حتى في عرض استعداد لقضائه. عند الولايات المتحدة زبائن كُثر مثلها في الشرق الاوسط وفي العالم كله. وكلهم على ثقة بأنها صديقات امريكا. هذا هو جوهر "اللاشيء" الذي أخذ ينشأ في العلاقات بين اسرائيل وجبهتها الخلفية الاستراتيجية. وهذا على التحقيق ليس "لا شيء" العجز بل هو "لا شيء" يشهد على خواء العلاقات بين اسرائيل والولايات المتحدة.