خبر مصدر سعودي: الرئيس اليمني لن يعود الى بلاده

الساعة 04:50 م|17 يونيو 2011

مصدر سعودي: الرئيس اليمني لن يعود الى بلاده

فلسطين اليوم – وكالات

أعلن مصدر سعودي لوكالة الصحافة الفرنسية الجمعة أن الرئيس اليمني علي عبد الله صالح الذي يتلقى علاجا في أحد مستشفيات الرياض اثر إصابته بانفجار لن يعود إلى بلده في حين كشفت مصادر دبلوماسية عن لقاء بين المعارضة والسلطة بحثا عن حل توافقي يتضمن تشكيل حكومة توافقية.

وقال المصدر طالبا عدم ذكر اسمه إن "الرئيس صالح لن يعود إلى اليمن". وأضاف "لم يتم تحديد مكان إقامته حتى الآن" ملمحا إلى احتمال مغادرته السعودية.

لكن مسؤولا يمنيا نفى عدم عودة الرئيس.

وقال نائب وزير الإعلام عبدو الجندي لوكالة الصحافة الفرنسية إن "الرئيس صالح سيعود إلى اليمن خلال الأيام المقبلة" دون مزيد من التوضيحات.

وتتضارب المعلومات حول صحة الرئيس اليمني الذي نقل إلى الرياض السبت في الرابع من الشهر الحالي، غداة إصابته في انفجار استهدف المسجد في القصر الرئاسي.

في غضون ذلك، قالت مصادر دبلوماسية لوكالة الصحافة الفرنسية إن شخصيتين تمثلان السلطة والمعارضة في اليمن التقتا قبل أيام في أوروبا لبحث صيغة سياسية تؤدي إلى إخراج هذا البلد الفقير من أزمة مستعصية بدأت قبل أكثر من خمسة أشهر.

وأوضحت المصادر أن "اللقاء في إحدى العواصم الأوروبية، قد تكون لندن، جرى بين ياسين سعيد النعمان رئيس اللقاء المشترك المعارض وعبد الكريم الارياني مستشار الرئيس علي عبد الله صالح للشؤون السياسية اللذين ناقشا صيغة حل توفيقي لاخراج اليمن من ازمته".

وتابعت أن الحل قوامه "تشكيل حكومة توافق وطني تتولى اتخاذ الخطوات اللازمة" في سبيل تحقيق ذلك.

يذكر أن المعارضة تضم اطيافا من مشارب عدة.

من جهة أخرى، أفاد شهود عيان أن أعداد أنصار الرئيس اليمني كانت اقل من السابق خلال صلاة الجمعة في ميدان السبعين، بحيث اقتصر الحضور على داخل المسجد وليس خارجه كما كان يحدث سابقا.

في المقابل، شارك عشرات الآلاف في الصلاة في ساحة التغيير في صنعاء وميدان الحرية في إب والبيضاء والحديدة وغيرها.

وللمرة الأولى منذ 29 مايو/ِأيار الماضي عندما لقي حوالي عشرين شخصا مصرعهم، أدى عشرات الآلاف الصلاة في ساحة الحرية في تعز.

وهتف المتظاهرون في المدن اليمنية "يا ملك عبدالله خذ علي عبدالله" و الشعب اسقط النظام" و"الشعب يريد مجلسا انتقاليا".

وفي هذا السياق، يواجه نائب الرئيس الفريق عبد ربه منصور هادي ضغوطا داخليا وخارجيا لتحقيق مطالب المتظاهرين بتأسيس مجلس انتقالي، الأمر الذي من شأنه أن يمنع عودة الرئيس اليمني إلى السلطة.

وقد التقى وفد من "شباب الثورة" منصور هادي الأربعاء.

ونقل عنه قوله إنه "سيسعى إلى ما اسماه التغيير العميق وبداية رسم صفحة جديدة لليمن بعد ترتيب الأوضاع الأمنية والاقتصادية خلال مدة لا تتجاوز أسبوعين كحد أقصى". ودعوا حينها نائب الرئيس إلى "توضيح موقفه من الثورة خلال الساعات الـ 24 القادمة ومن مسألة مشاركته في المجلس الانتقالي من عدمها".

و"شباب الثورة" هم المحرك الأساسي للحركة الاحتجاجية التي اندلعت ضد صالح الذي يحكم اليمن منذ 33 عاما.

ومن ابرز مهام المجلس الانتقالي بحسب "شباب الثورة"، تولي إدارة البلاد خلال فترة انتقالية لا تزيد عن تسعة أشهر يقوم خلالها المجلس ب"تكليف شخصية وطنية لتشكيل حكومة كفاءات" و"حل مجلسي النواب والشورى" إضافة إلى تكليف لجنة لوضع دستور جديد والاستفتاء على هذا الدستور والتحضير لانتخابات برلمانية جديدة.

واعتبرت الولايات المتحدة الخميس أن اللقاء أمر "مشجع".

وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية فكتوريا نولاند "نحن متشجعون لكون نائب الرئيس هادي قد بدأ يمد اليد للمعارضة وبدأ حوارا" معها.

وأضافت "كما تعلمون نعتقد أنه لا يجوز إضاعة الوقت في تحديد المستقبل الديموقراطي الذي يستحقه اليمن".

وقد أصيب صالح بقذيفة سقطت على مسجد القصر الرئاسي خلال صلاة الجمعة بحسب الرواية الرسمية. كما أصيب مسؤولون آخرون بينهم رئيس الوزراء ولقي11 شخصا مصرعهم في القصف الذي اتهمت به إحدى القبائل.

لكن مكتب ستراتفور الأميركي للشؤون الاستخباراتية اعتبر أن سبب الانفجار قنبلة وليس قصفا بقذيفة هاون أو مدفع، مشيرا إلى محاولة اغتيال دبرها على الأرجح أشخاص من داخل نظامه.

وبنى الخبراء الأميركيون استنتاجهم على تحليلهم لصور التقطت لمكان الانفجار من الداخل والخارج.

مظاهرات في العاصمة صنعاء

من ناحية أخرى، تظاهر عشرات الآلاف في العاصمة اليمنية صنعاء منذ ساعات الصباح الأولى اليوم الجمعة، بين مؤيد للرئيس علي عبد الله صالح، ومعارض يدعوه إلى التنحي عن الحكم.

وأطلق المؤيدون لصالح على تظاهرتهم جمعة الولاء لله وللقائد، والمعارضون جمعة الشرعية الثورية.

في سياق آخر وفي أول تصريحات تنقل عن الرئيس اليمني عقب العملية التي أجراها في السعودية، أصر علي عبد الله صالح على العودة إلى اليمن وتعهد بتجاوز الأزمة التي تشهدها البلاد.

من جهته، نفى شيخ مشايخ قبيلة حاشد في اليمن صادق بن عبد الله الأحمر أن تكون قبيلته متورطة في محاولة اغتيال الرئيس اليمني علي عبد الله صالح المنتمي أصلاً إلى هذه القبيلة.

وأوضح الشيخ الأحمر، في حديث إلى صحيفة الشرق الأوسط انه لا ينصح صالح بالعودة إلى اليمن لان ذلك سيتسبب بفتنة.