خبر محللون: المصالحة الفلسطينية ستنجح ولكنها تعانى بطئاً في التنفيذ

الساعة 07:20 ص|16 يونيو 2011

محللون: المصالحة الفلسطينية ستنجح ولكنها تعانى بطئاً في التنفيذ

فلسطين اليوم- وكالات

اعتبر سياسيون ومحللون اليوم الخميس، أن المصالحة الفلسطينية تعانى بطئاً في التنفيذ من قبل حركتي التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) والمقاومة الإسلامية (حماس) مشيرين إلى أن ملف تشكيل الحكومة " أخذ أكثر من وقته " بشكل أثار قلق الشعب الفلسطيني لكنهم أكدوا عدم وجود أي احتمال لفشل المصالحة.

وكانت الفصائل الفلسطينية قد وقعت فى الثالث من مايو الماضى اتفاق المصالحة بالقاهرة بحضور الرئيس محمود عباس ورئيس المكتب السياسي لحماس خالد مشعل .

بينما رأى عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات عقب لقائه الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى:"المصالحة مصلحة فلسطينية عليا"، داعياً الذين يتحدثون عن السلام وحل الدولتين أن يدركوا أن السلام يمر عبر المصالحة ومن يتحدثون عن الديمقراطية أن يدركوا انه لا يمكننا الوصول لصندوق الاقتراع إلا عبر المصالحة ومن هنا مطلوب من العالم أجمع مساندتنا في تحقيقها " .

وشدد الدكتور مصطفى البرغوثي الأمين العام لحركة المبادرة الوطنية الفلسطينية عقب اجتماع مع وزير الخارجية المصري نبيل العربي على ضرورة الإسراع في وضع اتفاق المصالحة موضع التطبيق .

وقال البرغوثي:"إن ملف تشكيل الحكومة " أخذ أكثر من وقته والشعب الفلسطيني أصبح يشعر بالقلق من التباطؤ في تنفيذ اتفاق المصالحة ولابد من الإسراع فيها".

وأضاف " لا أعتقد أن قضية من يكون وزير أو رئيس وزراء مشكلة وعلى الجميع أن ينحى كل مصلحة حزبية أو شخصية .. نحن لا نتحدث فقط عن تشكيل حكومة ولكن عن توحيد البرنامج الوطني الفلسطيني وتوحيد قيادة فلسطينية وتقوية منظمة التحرير ليكون الجميع فيها".

من جانبه ، قال رئيس وفد فتح في مباحثات القاهرة عزام الأحمد عقب لقائه العربي أن الرئيس محمود عباس سوف يحضر إلى القاهرة الاثنين القادم من أجل المشاركة في اليوم التالي في اجتماع بين حركتى فتح وحماس بحضور خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحماس.

 

وأضاف أن " هناك تفهما حول ضرورة التحرك العربي والمصري من أجل دعم اتفاق المصالحة وتذليل العقبات خاصة على الصعيد الدولي " مشيرا إلي وجود بعض الأصوات الدولية تحاول عرقلة المصالحة.

وردا على سؤال حول ما إذا كان لقاء الثلاثاء القادم سيحسم الجدل حول رئيس الحكومة الفلسطينية القادم أكد الأحمد أنه سيتم حسم ذلك في اللقاء.

من جانبه ،عزا ابراهيم الدراوي مدير مركز الدراسات الفلسطينية بالقاهرة البطء في تنفيذ بنود المصالحة إلى أن المنتفعين من حالة الانقسام والطابور الخامس الفلسطيني وإسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية يقفون حجر عثرة أمام المصالحة التي أخذت القاهرة على عاتقها إتمامها .

وقال الدراوي:"أن فتح وحماس توصلتا في اجتماع أمس إلى" خطوط عريضة وشبه نهائية في الملفات وإعلان الحكومة سيكون الثلاثاء المقبل أو الأربعاء على ابعد تقدير".

وأوضح أن الحركتين اتفقتا على استبعاد رئيس حكومة تصريف الأعمال سلام فياض من رئاسة حكومة التوافق المقبلة إلى جانب استبعاد أعضاء حكومتي فياض وإسماعيل هنية من تولى حقائب في الحكومة القادمة .

وأشار إلى انه تم التوافق حول أربع شخصيات جرى اختصارهم فيما بعد إلى شخصيتين هما مازن سنقرط ، الذي رشحته حماس ، ومحمد مصطفى ، مرشح فتح ، لاختيار احدهم لرئاسة الحكومة .

وأضاف أن الحركتين أنجزتا ملف المعتقلين السياسيين حيث تبادلتا كشوف بأسماء المعتقلين في غزة ورام الله ووضعتا برنامجا وخطة زمنية للإفراج عن جميع المعتقلين بما يعنى انتهاء هذا الملف.

ولفت إلى أن فتح وحماس توافقتا على الحكومة ما عدا شخصية رئيسها وبعض الوزارات وتابع " من هنأ ارتأت القاهرة أن توجه الدعوة للرئيس محمود عباس وخالد مشعل للحضور واخذ قرارات حاسمة وإعلان الحكومة من القاهرة " .

وأكد أن " الظروف الآن مهيأة لتنفيذ المصالحة خاصة أن مصر باتت جاهزة لذلك وفتح وحماس جادتين وتريدان إنهاء الانقسام" .

وتابع " لا يوجد اى احتمال لعدم تنفيذ المصالحة " مشيرا إلى أن القاهرة كانت في السابق متحيزة لحركة فتح بينما تقوم الآن بحيادية بعملية توافقية بين فتح وحماس .

 

وأجاب الدراوي بالنفي على سؤال حول ما إذا كانت الملفات الأخرى قد تشكل عائقا أمام المصالحة وقال انه بعد إعلان تشكيل الحكومة سيتم وضع برامج للملفات الأخرى مثل الملف الأمني ومنظمة التحرير لتنفيذها . واتفق معه الدكتور سمير غطاس مدير مركز مقدس للدراسات السياسية قائلا أن هناك بطئا في تطبيق المصالحة. ورأى أن اتفاق المصالحة " لم يطبق حتى الآن .. ولم يحدث تغيير حقيقي يعكس المصالحة غير وعود التهدئة السياسية " .

واستدل غطاس على ذلك بان حماس وفتح اتفقتا أمس على إغلاق ملف المعتقلين عمليا غير أن الأولى احتجزت صباح اليوم الناطق الرسمي باسم فتح فى غزة ما يجعل هناك فرقا بين ما يتم الاتفاق عليه وما يتم تطبيقه على الأرض .

وانتقد غطاس قرار استبعاد فياض من رئاسة الحكومة المقبلة قائلا " فى تقديرى إذا كانت المصالحة تستهدف مصلحة الشعب الفلسطيني ، فلابد أن تتخطى الحسابات الفصائلية الضيقة وفياض هو أكثر من يتمتع بالمواصفات المقبولة لرئاسة الوزراء إذ انه شخص كفء و يمتلك علاقات دولية قوية ومشروع سياسي " يهدف لاستكمال البنية التحتية للدولة الفلسطينية.

غير أن غطاس عاد مشيرا إلى " بصيص من الأمل " بشأن الحكومة الفلسطينية المقبلة ، استدل عليه بتصريحات موسى ابومرزوق نائب رئيس المكتب السياسي لحماس الذي قال إن الحكومة يجب أن تكون مقبولة من الاتحاد الأوروبي والرباعية الدولية .

واستطرد " هناك أمل أن نرى حكومة تقلع وتكون قاطرة لمصالحة حقيقية " مشيرا إلى وجود عاملين سيكون لهما تأثير كبير على أجواء المصالحة التي ما زالت " هشة " هما التطورات الإقليمية لاسيما ما يحدث فى سوريا والانتخابات المرتقبة في مصر وتأثير ذلك على حماس ، بينما يتمثل العامل الثاني فى الخلافات الداخلية بالحركتين بين خالد مشعل ومحمود الزهار في حماس وبين محمود عباس ومحمد دحلان فى فتح .

وأبدى غطاس تفاؤلا مشوبا بالحذر إزاء تنفيذ المصالحة خاصة فى ظل وجود ملفات شائكة غير الحكومة مثل الملف الأمني ، لكنه أكد انه إذا أعلنت الحكومة الفلسطينية الأسبوع المقبل فان ذلك سيكون " خطوة هامة لا يمكن التقليل منها ومكسبا حقيقيا للمصالحة ".