خبر بفضل القراءة -هآرتس

الساعة 08:30 ص|15 يونيو 2011

بفضل القراءة -هآرتس

بقلم: أسرة التحرير

قبل 2.500 سنة ظهرت في اليونان العتيقة تكنولوجيا جديدة: تعليم الكتابة والقراءة. الفيلسون افلاطون كان قلقا من الضرر الذي قد يلحق اذا ما بقي العلم في الكتب بدلا من أن تكون في عقول التلاميذ، الذين لا يدربون ذاكرتهم وببساطة ينسون ما تعلموه. نقل العلم الى علامات مكتوبة خارجية، كما كتب أفلاطون على لسان معلمه سقراط، سيخلق وهم الحكمة – ولكن ليست الحكمة الحقيقية.

        التجربة التي جمعت من عهد اليونان وحتى عهدنا أظهرت ان افلاطون كان مخطئا. الكتابة والقراءة لم تدفع الروح الانسانية الى الهزال بل الى العظمة. عليهما اعتمدت ايضا التطورات الثقافية لكل قارىء، وكذا نقل العلم بين الثقافات، اللغات والاجيال. "معرفة الكتاب" أصبحت اسما رديفا للتعليم والحكمة والكتب التأسيسية وعلى رأسها التوراة، اصبحت شخصية الثقافة.

        لقد أظهرت البحوث الحديثة بان القراءة تهذب الذاكرة وتضمن مراكمة المعرفة: فالاطفال الذين قرأوا "هاري بوتر" عرفوا كيف يجيبون على كل سؤال يتعلق بالكتاب، والاطفال الذين شاهدوا فقط الفيلم فشلوا في الاختبار. وأظهرت بحوث اخرى بان القراءة ترتب صورة العالم للقراء بينما المفحوصين الذين لم يعرفوا القراءة وجدوا صعوبة حتى في أن يقيموا تعليمات بسيطة.

        القرن الواحد والعشرين يتميز بتكنولوجيا جديدة، الانترنت، التي تنطوي على فرص وتحديات لمستقبل القراءة. بسبب الاستخدام للانترنت، فان الكثير جدا من الاشخاص يقرأون ويكتبون اكثر من أي وقت مضى – بالبريد الالكتروني، بالشبكات الاجتماعية، بصفحات الرأي وبالدردشة. وفي نفس الوقت فان كثرة الرسائل والقنوات تثقل على قراءة النصوص الطويلة مثلما في الماضي، وتؤدي بالضرورة الى الايجاز والاختصار. وسائل جديدة مثل حواسيب الباد وقارئات الكتب الالكتونية تنقل الكتب بالتدريج من الطباعة والورق الى النظام الرقمي.

        ولكن التغييرات في عادات القراءة، وحتى في المظهر المادي للكتاب، لا يجب ولا يمكنها أن تغير الجوهر: حتى في عصر الانترنت، لا بديل عن الكتب. قراءتها لا تزال هي السبيل الاكثر نجاعة، وبالتأكيد الاكثر متعة، لاكتساب المعرفة الجديدة، للاطلاع على تجارب الماضي ولتجربة عوالم قريبة وبعيدة، توثيقية وخيالية.