خبر الهجوم بدل الصد- يديعوت

الساعة 08:37 ص|14 يونيو 2011

الهجوم بدل الصد- يديعوت

بقلم: افرايم هليفي

تُميز ثلاثة خطوط سياسة استراتيجية اسرائيل في المنطقة منذ أحدث الجماهير التغييرات حولنا. الاول – الصد، والثاني - التقهقر الى الوراء، والثالث – الانتظار. نحن نصد الهجوم على حدودنا بقوة السلاح وحده، ونستعد لهجومات اخرى ونركز جهدا دبلوماسيا لصد اجراء السلطة الفلسطينية في الجمعية العامة للامم المتحدة في ايلول. ونحن نحاول ان نقهقر الى الوراء اتفاق فتح وحماس، ونطلب الى أبو مازن أن يمزق وثيقة التفاهمات إربا إربا شرطا لتجديد التفاوض مع اسرائيل. ونحن نحشد وسائل قتالية أكثر نجوعا وجدة، ونُعد القوات لمجابهة مختلف التهديدات المعروفة كالتهديد الايراني وتهديد حماس وحزب الله وفي مجابهة اخرى لم تُعرف بعد. باختصار لمجابهة مفاجآت أكبر مما جربنا الى اليوم.

        يُجري أفاضل مندوبينا مباحثات مرهقة في واشنطن محاولين إحداث صيغة معوجة ما لتجديد التفاوض مع الفلسطينيين حتى لو ولدت امكانا ما للقاءات فانه كله مخصص ليُمكّن من ازالة تهديد الجمعية العامة في ايلول لا غير. وهذا في جوهره اجراء صد ايضا.

        في اثناء ذلك أخذت تصعد قوتان اقليميتان – السعودية من الجنوب وتركيا من الشمال – وتصوغان نظاما اقليميا. فالسعودية تزيد في نشاطها في الخليج العربي، وتعمل في تعزيز وسائل ضغطها على مصر الجديدة التي تغرق سريعا في ازمة اقتصادية. تُمكّنها المساعدة السعودية من العمل على صد محاولات طهران لاكتساب موطيء قدم سياسي في مصر. عشية الانتخابات العامة في تركيا يُغير رئيس الحكومة اردوغان اتجاهه ويُعد لاكتساب مقام تأثير حاسم في سوريا بعد الاسد.

        لم يولد اتفاق فتح – حماس معتمدا على انبثاق الحب بينهما بل بالعكس. فهما أشد تشاحنا مما كانتا من قبل. الاتفاق هو ثمرة ضعف ومخاوفهما من "ربيع شعوب" فلسطيني يزعزعهما وربما يسقطهما. انهما متعلقتان اليوم بعضهما ببعض والبديل الذي يبدو لهما هو ان تكونا معلقتين واحدة الى جانب الاخرى.

        لم يتم احراز النصر في الحرب، كالنصر في الدبلوماسية، بالدفاع قط. على حسب المخطط السياسي الراهن يتوقع لنا هزيمة سياسية في المعركة الدبلوماسية في الامم المتحدة التي نراها خطأ معركة تكاد تكون مصيرية، أما بالصد الخالص على حدودنا بلا أي اجراء آخر فانه يتوقع لنا ما يسمى صعاب "الشرعية".

        ستعلن اسرائيل انها فحصت عن الواقع المتطور وتريد ان توقف كل ما حدث في امتحان الواقع. وهي تسجل أمامها الاتفاق بين فتح وحماس وتعترف بحق الفلسطينيين بانشاء قيادة كما يستصوبون. لهذا تدعو اسرائيل القيادة الفلسطينية الجديدة الى تفاوض في الحال بلا أي شروط مسبقة من الطرفين بشرط ان يقبل الطرفان على أنفسهما وقفا مطلقا للنشاط العدائي كله وجميع التزامات الادارات السابقة من طرف اسرائيل ومن طرف الفلسطينيين ايضا.

        لا تطلب اسرائيل الى حماس الاعتراف بحقها في الوجود، أما اسرائيل فلا تعترف بحق ادارة حماس وكان يُسعدها ان تزول من العالم. لكن اسرائيل تطلب ان يمثل للتفاوض ممثلو القيادة الموحدة كي يكون كل اتفاق يتم احرازه مقبولا عند الشعب الفلسطيني كله لا جزء منه فقط. لن تُجري اسرائيل تفاوضا مع تمثيل معوق للفلسطينيين ينشأ بحسب قاعدة "السير بلا والشعور مع"، كما يقترح أبو مازن اليوم. يجب ان يُعبر التفاوض الحقيقي عن التركيبات الحقيقية للطرفين. يجب أن "يسير مع ويشعر مع".

        سيكون في هذا الاجراء بطبيعة الامر تليين لشروط الرباعية التي تطلب ان تعترف حماس سلفا بحق اسرائيل في الوجود. وتستطيع اسرائيل من جهتها ان تعلن بأنها لن توقع على اتفاق اذا لم يشمل اعترافا متبادلا بحق الطرفين في الوجود.

        اذا نجح الاجراء، فستنشأ امكانات حاسمة على صورة زيارات رئيس الحكومة الى أنقرة وربما الى الرياض. ستعود اسرائيل القوية الواثقة بنفسها الى لعب دور اقليمي ذي شأن، وستضعف منزلة ايران التي تؤيد الاسد المهزوم أكثر. وهذا هو البدء فقط.