خبر مدينة روابي..البرجوازيون الجدد..يديعوت

الساعة 10:31 ص|13 يونيو 2011

بقلم: سمدار بيري

خلف الستار، في المكاتب المكيفة في رام الله، فان المشروع الطموح لمدينة روابي، المدينة الفلسطينية المخططة الاولى والاكثر استثمارا، يبدو واعدا. حكومة قطر فتحت المحافظ، رجال أعمال عندنا يشاركون، والثري الفلسطيني بشار المصري، الذي أقسم بان يتسلق أسوار البيروقراطية، يبث أطنانا من الكاريزما.

        جذوره في العائلة الصحيحة في نابلس، مع رئيسي وزراء وأربعة أصحاب ملايين كبار، بيضت ساحة صباه في السجن الاسرائيلي، يحمل جواز سفر أمريكي، يستخدم مكتب علاقات عامة في تل أبيب لحملة ترمي الى الاقناع بان مشروعه جيد للاسرائيليين أيضا. وحتى رئيس الوزراء نتنياهو ووزير الدفاع باراك يعزوان لنفسيهما المدينة الفلسطينية التي تنال الزحم على مسافة بضعة كيلومترات من القدس. ما الضير، يقولان، أن تكون سبعة الاف شقة في المرحلة الاولى قد "بيعت"؟ على أن يأتي الناس في السنة القادمة ليدخلوا أثاثهم فيها.

        الفكرة التي خلف روابي ترمي الى جسر المسافة الخطيرة التي بين الشريحة الرقيقة من الطبقة الفلسطينية اللامعة في الضفة، والشرائح التي تطالب بالمساعدات الاقتصادية. هذه بالضبط الفجوة التي تخرق العيون والتي أخرجت الملايين الى ثورات "الربيع العربي" في تونس، في مصر وفي اليمن وتهدد بان تجتاح دول دكتاتورية اخرى.

        إذن الدولة الفلسطينية لا توجد بعد، ولكن مشروع روابي يطور طبقة وسطى، تدخل ظاهرة قروض السكن وتلتزم بان تستوعب داخل نطاق الدلال، مع مقاهي، قاعات سينما، مجمعات تجارية، برك سباحة ومؤسسات تعليم وصحة، فقط من يمكنه أن يقدم قسائم راتب وعمل دائم. اذا نجح هذا (نحن لا نزال بوسعنا أن نخرب) فستقوم أيضا روابي 2، وربما ايضا روابي 3، في غزة.

        ماذا أخذوا منا؟ فقط لا تبنوا لنا "مدينة مرتبة جدا"، هكذا يطرح شارو الشقق شرطين متصلبين: ألا يطلع عليهم نطاقا على نمط ابنِ بيتك وبكل الاحوال ليس أسطح حمراء "مثلما عند المستوطنين".

        وحتى الاسم الشاعري روابي (كل الحقوق محفوظة لاكرم هنية، محرر صحيفة "الايام" الفلسطينية اليومية، والتي هي ايضا بملكية المصري) اختير في عطاء مفتوح. وقد رفضت اسماء كفاحية (جهاد، كفاح ونضال)، ترمز الى الكفاح المسلح، كما رفضت اسماء (مثل إقرث) ترمي الى تخليد قرى مهدمة أو مخيمات لاجئين في العالم العربي.

        روابي، على مسافة بصقة من مستوطنة عطرات، لا تبحث عن الصدام مع الجيران، ولكن المصري يتلقى الضربات من الاتجاهين: عندما أعلن بانه يعمل مع مصنع بلاط أكرشتاين، انتقدته اللجنة الفلسطينية لمقاطعة اسرائيل. وعندما أقسم الا يستخدم المنتجات من المستوطنات، انفجر الجيران حسدا.

        يوجد جانب خفي لمشروع روابي: اذا توصلوا الى صيغة متفق عليها على حق العودة، فان مشاريع من هذا النوع تنطوي على حلول استيعاب للاجئين الفلسطينيين. وبدلا من الحلم عن حيفا، عكا ويافا، سيؤتى بهم الى سكن جاهز ويوفروا لهم اماكن عمل ايضا. وقد فكر المصري بكل شيء: حياة خضراء، تعليم مع عنصر تكنولوجيا عليا، شقق مع أكثر من صالون زائد غرفتين، دون مطبخ مفتوح لاستيعاب "العائلة بحجوم العالم العربي".

        والان تجده يتراكض لتحقيق رخص لطريق أوسع، يتجاوز رام الله، لشاحنات المعدات. كما أنه يحتاج لمواصلة حملة الاقناع عندنا في أنه ينشأ جيل شاب فلسطيني من النوع الذي لم نعرفه، محبا للحياة من نوع جديد. وما سيكون جيدا لهم، سيكون صحيحا لنا أيضا. كل من يتوجه الى المشاركة في جولة (نوصي بها جدا) في تلال روابي مع المشهد المذهل وبدايات البناء، مدعو لان يطلق صافرة انفعال. كل الاحترام لبشار المصري. إنجح، إكسب، لا تيأس. نحييك.