خبر عن المسيرة السلمية والتهديد السعودي..إسرائيل اليوم

الساعة 10:29 ص|13 يونيو 2011

بقلم: يوسي بيلين

المقال المفاجيء للامير السعودي الفيصل في "واشنطن بوست" يوم السبت الماضي لا بد أنه قُرأ في الغرفة البيضوية في البيت الابيض. الفيصل لا يعتبر معاديا للولايات المتحدة، بل العكس. فبعد أن وقف على رأس الاستخبارات السعودية على مدى أربع سنوات، شغل منصب السفير السعودي في واشنطن، ويعتبر اليوم ايضا، وهو يقف على رأس معهد بحث سعودي، أحد الاشخاص البارزين والهامين في المملكة.

يدعي الفيصل بانه في ظل غياب المفاوضات، من حق الفلسطينيين تجاوز الولايات المتحدة واسرائيل والتوجه الى الامم المتحدة بطلب الاعتراف بدولة. وهم سيحظون هناك بالتأييد الكامل للسعودية، مثلما سيؤيدهم العالم العربي بأسره وسيؤيدهم العديد من الدول في العالم. السعودية، يقول الفيصل، هي المؤيدة الاساس للفلسطينيين سواء على الصعيد السياسي أم على الصعيد المالي. وحسب اقواله، فقط هي قادرة على أن توحد معظم الدول الاسلامية في التأييد للكفاح الفلسطيني، وهي ستستخدم قدراتها الدبلوماسية وصلاحياتها الدينية كي تؤيد مطالبتهم بالحصول على اعتراف دولي. الزعماء الامريكيون، الذين يتحدثون في أحيان قريبة في صالح العلاقة مع اسرائيل والتحالف معها واللذين ليس لهما بديل، سيضطرون الى ان يتعلموا بسرعة بان هناك لاعبين آخرين في المنطقة، لهم أيضا لا بديل. ربما أكثر من اسرائيل.

وهو يقول، صراحة، ان للفيتو الامريكي في ايلول ستكون آثار محملة بالمصائب على علاقات الولايات المتحدة مع السعودية. ستكون هذه نقطة درك اسفل في العلاقات بين الدولتين وبين العالم العربي والولايات المتحدة. الفجوة بين العالم الاسلامي والغرب ستتسع، والاحتمالات بالصداقة والتعاون بين الطرفين قد تختفي.

يمكن قراءة المقال وقتله من جوانب عديدة. هكذا، مثلا، يتحدث الفيصل في انتقاد اعضاء الكونغرس الذين صفقوا لنتنياهو في الوقت الذي تتعرض فيه حقوق الانسان للفلسطينيين فيما تغض الولايات المتحدة النظر عن ذلك. إذن صحيح أن هناك مس بحقوق الانسان للفلسطينيين، ولكن مع كل الاحترام – ليس من حق السعوديين أن يقولوا كلمة في هذا الموضوع، وهذه وقاحة بعض الشيء من جانب الكاتب، إذ يطرح هذه النقطة.

ولكن فضلا عن الجدال المشروع مع المقال ومع كاتبه، تنكشف أمام ناظرينا ظاهرة جديدة: الولايات المتحدة تحتاج الى السعودية سواء كسوق تشتري منها السلاح، أم كمصدرة للنفط أم كجهة رسمية في العالم الاسلامي تقف في وجه ايران. لقد رأت السعودية في موقف الولايات المتحدة من نظام حسني مبارك اشارة على مصير نظامها، فغيرت موقفها من الولايات المتحدة. وقد وجد الامر تعبيره في ارسالية القوة السعودية الى البحرين، في الغمزات السعودية نحو الصين، في محاولة لتوسيع مجلس التعاون في الخليج من خلال اضافة الاردن والمغرب وفي تصريحات انتقادية تجاه الولايات المتحدة.

هذا ليس متبادلا. فالولايات المتحدة حذرة. اوباما لم يذكر السعودية في خطاباته الاخيرة. فقد خشي على ما يبدو أغلب الظن بانه لا يمكنه ان يسمح لنفسه بتمزيق الحبل. السعودية هي الاخرى لا يمكنها ان تتخلى عن الولايات المتحدة بسهولة، ولكن خيبة أملها واحباطها من شأنهما أن يؤديا بها الى قرارات ليست بالضرورة مصلحتها السياسية الحقيقية. كلما اقترب ايلول، هكذا يتبين لاوباما بان استخدام الفيتو في مجلس الامن ضد الاعتراف بفلسطين لن يمر دون ثمن.