خبر الدبلوماسيون سيداهمون فجراً- هآرتس

الساعة 08:24 ص|12 يونيو 2011

الدبلوماسيون سيداهمون فجراً- هآرتس

بقلم: جدعون ليفي

زيد على الكارثة الوطنية التي مُنعت في اللحظة الاخيرة فقط وهي تقصير العطلة الصيفية بضعة ايام في المدارس، في الاسبوع كارثة ذات القدر نفسه: فقد أُلغيت جميع عطل ايلول في وزارة الخارجية. دُعي الدبلوماسيون الى عملية تثبيط الاعتراف بدولة فلسطينية في الامم المتحدة. أُرسلت البرقيات السرية التي كشف عنها براك ربيد أول أمس في صحيفة "هآرتس"، وجرى انشاء "منتدى ايلول" وأُلغيت جميع العطل دفعة واحدة، لا عطل الدبلوماسيين فقط بل نشطاء السياسة اليهود ايضا: فقد أمر المدير العام لوزارة الخارجية باستعمال جميع "مضاعفات القوة ذات الصلة"، وهذا هو الاسم الشيفري للجماعات اليهودية ومروجيها.

من المؤكد ان يثمر هذا الجهد عددا من الثمار التي ستكون ثمارا عفنة، وانجازا فارغا لسياسة فارغة. ستكون المانيا معنا وايطاليا بيقين ايضا، وربما تمتنع بريطانيا، ولا حديث عن ميكرونيزيا والولايات المتحدة بطبيعة الامر الملتزمة لنا الى الأبد. فماذا سيكون في الصباح التالي؟ هل تكون اسرائيل أقوى؟ هل تكون أكثر عدلا؟ هل سيكون السلام أقرب؟ هل ستكون الانتفاضة أبعد؟ هلم لا نشغل انفسنا بالصغائر في الوقت الذي يداهم فيه السفراء فجراً.

هناك صوت من وزارة خارجية افيغدور ليبرمان في القدس يزعم ان الاعتراف بدولة فلسطينية يعني سلب اسرائيل شرعيتها. ما هي الصلة بربكم بين الاعتراف بدولة فلسطينية وسلب اسرائيل شرعيتها؟ هل رئيس الحكومة الذي يزعم انه يلتزم حل الدولتين يعمل ايضا في تقويض الشرعية؟ ان سلب الشرعية أيها السفراء الاعزاء غير موجود في العالم تقريبا، فهو ثمرة دماغكم المحموم الذي ينشر المخاوف الباطلة. من في العالم اذا استثنينا طهران وربما دمشق يريد القضاء على دولة اسرائيل؟ من يتحدث عن هذا في جدية؟ اذا كان هذا الامر يرفع رأسه في الهوامش البعيدة فقط فانه يفعل هذا خاصة لمعارضة اسرائيل انشاء دولة فلسطينية. لكن التخويفات والمبالغات وادعاء أننا ضحية هي أسماء لعبة الدعاية والاعلام الاسرائيليين فلماذا نفسد ذلك.

يطلب الى الدبلوماسيين الذين جندوا الآن لعملية التثبيط ان يزعموا ان الحديث عن اجراء فلسطيني من طرف واحد، بلا تفاوض. هذا موقف وقح شيئا ما: ان بناء المستوطنات ليس اجراءا من طرف واحد، والاحتلال ولد بالتفاوض، ووقعت "الرصاص المصبوب" على رؤوس الفلسطينيين باعتبارها مصالحة متفقا عليها – أما الاعتراف وحده فهو من طرف واحد. ان كون الشيء من طرف واحد عندنا هو كل ما يفعله الفلسطينيون، لكن ما نفعله ليس من طرف واحد أبدا حتى لو كان الحديث عن خطوات لا رجوع عنها وعن بكاء لأجيال. والتفاوض في ماذا، أيها الدبلوماسيون والدعائيون الأعزاء: هل في كون القدس موحدة الى الأبد، هل في الوجود الاسرائيلي في غور الاردن وفي الكتل الاستيطانية؟ ومع من، هل مع بنيامين نتنياهو؟.

اجل يمكن ان تُستعمل مرة اخرى الألاعيب القديمة ولا سيما في اوروبا التي ستُطيع الولايات المتحدة على نحو آلي أصلا؛ ويمكن ايضا عصر ليمونة مشاعر الذنب التاريخية مرة اخرى. لكن يجب على "منتدى ايلول" ان يجيب عن سؤال الى أين يفضي كل هذا، كل نجاحات اللحظة وانجازات الساعة المختلقة هذه. هل ستُعد حقيقة ان يرفع ممثلو 110 دول أيديهم بدل ان يرفعها ممثلو 130 دولة، هل ستُعد نجاحا؟ من السهل ان نُقدر بثقة ما الذي سيحدث على إثر ذلك: سيستمر الرأي العام العالمي على تنديده وسيجدد الفلسطينيون نضالهم. ويسهل ايضا ان نتخيل كيف كانت منزلة اسرائيل ستعلو وترتفع لو انها انضمت في تأييد كبير الى هذا الاجراء الدولي العادل؛ كانت ستحظى بزخات شرعية وجام من المشايعة.

ان اسرائيل ما لم تعرض بديلا جديا وحقيقيا عن التصويت في الامم المتحدة، وما لم تكن مستعدة لمصالحة تاريخية على حدود 1967 وحل لمشكلات اللاجئين، يحسن بها ان تتخلى عن استعمال "مضاعفات قوتها". وستجعل نفسها أضحوكة. لسنا نحتاج الى "منتدى ايلول" بل الى منتدى يفكر في سنين كثيرة الى الامام – ويجيب آخر الامر عن سؤال ما الذي تريده اسرائيل بالضبط لا عن سؤال ما الذي لا تريده فقط. لكن السفراء ليس لديهم الان وقت للاشتغال بهذا. انهم مشغولون بعملية التثبيط الدبلوماسية هذه المرة التي ربما سجلوا في آخرها انجاز اسرائيلي لامع آخر لن يفضي الى أي مكان.