خبر أمضوا إلى البيت- يديعوت

الساعة 08:22 ص|12 يونيو 2011

أمضوا إلى البيت- يديعوت

بقلم: جلعاد شارون

ماذا سيفعل من يؤيد تنازلات بعيدة المدى للفلسطينيين وللسوريين وغيرهم، لكنه لا يريد ان يمضي الى احزاب هامشية صغيرة مثل ميرتس أو العمل؟ قوة هذه الاحزاب في صندوق الاقتراع صغيرة، واحتمالات ان يصل مؤيد التنازلات المفرطة بواسطتها الى الكنيست أو الى مقام تأثير في الدولة ضئيلة الى درجة انها غير موجودة. الحل موجود على صورة سفر مجاني فوق قاعدة كبيرة هي حزب كديما.

ان الخانة الانتخابية الصغيرة التي يقف فيها معا على رجل واحدة ميرتس والعمل، لا تحتاج هناك الى كديما ايضا. يوجد في كل حزب كبير تنوع آراء في الحقيقة، فعلى سبيل المثال يسكن مريدور وبايغلين الليكود معا. لكن عندما يسير ممثلون من كديما في مظاهرة في تل ابيب مع كارهي الدولة، وعندما يتحدث منضمون جدد الى كديما عن خطوط 1967 وعن تسليم قلب القدس، يجب على شخص ما ان يقول لهم: أيها الرفاق من اللطيف انكم جئتم للزيارة لكن إمضوا الى البيت الى "سلام الان". فهناك مكانكم الطبيعي.

اذا استثنينا جزءا هاذيا من الليكود، يريد ان يضم الينا ملايين الفلسطينيين، فانه لا توجد فروق عقائدية عميقة بين كديما والليكود. المسألة مسألة شخصية تماما وهي من الأنسب لقيادة الدولة – ومن الواضح ان بيبي ليس هو الشخص.

إن اولئك من كديما الذين يهاجمون نتنياهو لانه لا يجري تفاوضا مع الفلسطينيين،  يخطئون ويضيعون النقطة. هل تعوزنا اشياء نهاجم نتنياهو بسببها؟ كأن نهاجمه بسبب  السلوك الهستيري، والانطواء في كل شأن ولانه لا يوجد رب بيت بارد الاعصاب وذو تقدير للامور. لكن هل نهاجمه لان العرب لا يريدون محادثته؟ هل نهاجمه بسبب الشيء الوحيد الذي لا يتحمل تبعته؟.

        لم يفكر من انشأ كديما للحظة في تسليم هضبة الجولان للسوريين، وتُبين التطورات هناك كم كان على حق. ولم يقصد اخلاء غور الاردن من مستوطنات اسرائيلية، بخلاف "وجود عسكري مؤقت على طول الاردن"، وهذه حذلقة اخرى لنتنياهو الذي انطوى مرة اخرى ويقول بعبارة اخرى انه مستعد لاخلاء مستوطنات الغور. لماذا؟ يكاد الغور يكون خاليا تماما من الفلسطينيين، وهو ضروري للحماية من جبهة شرقية. فمن ذا يعلم ماذا سيحدث في الاردن والعراق وسوريا؟.

لم تأت حدود 1967 في حساب مؤسس كديما، وليس صدفة انه ورد في رسالة الرئيس بوش الى رئيس الحكومة شارون على نحو صريح، أن ليس من الواقعي توقع ان تنسحب اسرائيل اليها. وجرى تناول مسألة اللاجئين ايضا في رسالة بوش – فلا دخول لاسرائيل. لم يخطر ببال منشيء كديما ان يخرج جبل الهيكل والبلدة القديمة من سيادة اسرائيل وحدها، ولم يفكر رابين ايضا في هذا.

إن المسافرين بالمجان يعتقدون ان هذا هو وقت القفز فوق العجلة. ولا يفهمون ان ميرتس في هذه الحال وهي الاصل افضل من التقليد. يخطئون في اعتقادهم ان اصل الصراع على المناطق (فليفسر أحد ما آلاف عمليات الارهاب قبل 1967)، ولا يفهمون ايضا ان الشخص اذا كان ذا لحية ويتحدث ببطء وفي انقطاع عن الواقع – فانه كما يبدو متسناع لا لفني، وسيحصل ايضا على عدد اصوات منخفض مثل متسناع.