خبر خبير بالشئون الأمريكية: تأثير العرب والمسلمين لا يساوي 1 % من تأثير اليهود

الساعة 08:23 ص|10 يونيو 2011

خبير بالشئون الأمريكية: تأثير العرب والمسلمين لا يساوي 1 % من تأثير اليهود

 فلسطين اليوم-وكالات

يؤكد الخبير الفلسطيني بالشؤون الأمريكية د . خليل جهشان أن هناك جملة أسباب خلف الاستقبال الهستيري للكونغرس الأمريكي لرئيس الحكومة “الإسرائيلية” بنيامين نتنياهو-وذلك وفق ما قاله لصحيفة الخليج الإماراتية .

 

يشار إلى أن جهشان ابن مدينة الناصرة داخل أراضي 48 والمقيم في أمريكا منذ 1969 هو محاضر في الدراسات الدولية واللغات الأجنبية في جامعة “بيبيرداين” في واشنطن وهو رئيس سابق للجمعية الوطنية للعرب الأمريكيين طوال التسعينات .

 

واعتبر جهشان التصفيق المتواصل من قبل أعضاء الكونغرس تبجيلا لنتنياهو وهو يقدم خطابه أمام الجلسة المشتركة لمجلسي الشيوخ والنواب أمراً مخجلاً يعكس جهل صانع القرار الأمريكي وخاصة أعضاءالسلطة التشريعية لتفاصيل القضية الفلسطينية وأبسط أسس الصراع العربي  “الإسرائيلي”، كما يعبر عن السيطرة شبه الكاملة للوبي الصهيوني في الولايات المتحدة على النظام الانتخابي وخصوصا الانتخابات التشريعية .

 

رداً على سؤال حول أسباب هذا الدعم الأمريكي المفرط لنتنياهو و”إسرائيل” يوضح د . جهشان أن هناك عدة عوامل، منها نجاح “إسرائيل” والمنظمات الأمريكية الصهيونية المؤيدة لها عبر سنوات طويلة من الدعاية السياسية المكثفة والمتواصلة لتشويه نظرة ومفهوم صانعي القرار الأمريكيين، اضافة إلى جزء كبير من الرأي العام الأمريكي لكل ما يجري في منطقة الشرق الأوسط وخاصة في فلسطين .

 

ويشير د . جهشان إلى أن ما شاهده العالم على شاشات التلفزيون يعبّر عن لعبة سياسية غير أخلاقية وبشعة جدا مفادها اعتماد أعضاء الكونغرس على تبرعات الأثرياء اليهود وصناديق العمل السياسي الصهيونية في الحفاظ على مقاعدهم ومراكزهم .

 

هل وصل الوضع إلى هذا الحد في الكونغرس؟

   

 نعم بل أسوأ من ذلك . . فقد استغل نتنياهو تملق أعضاء الكونغرس ووظفه لصالحه 100% في المدى القصير وحصد موقفاً سياسياً لا قيمة له على المستوى البعيد، لأن أغلبيتهم يمينيون متطرفون ذات نزعة لا سامية تكره “إسرائيل” ولكنها تدعمهم لأسباب انتهازية محضة، وهي بالأساس البقاء في مقاعدهم حتى لو تطلب ذلك منهم الوقوف مع نتنياهو ضد الرئيس الأمريكي باراك أوباما . ان هذا التصرف المنحاز من قبل أعضاء الكونغرس لدولة أجنبية ضد المصلحة القومية يشكل ظاهرة غريبة جداً لا مثيل لها في أي دولة من دول العالم .

 

ونوه إلى مشكلة الانقسام السياسي في الولايات المتحدة بين اليمين المناصر للكيان بشكل أعمى وبين اليسار المؤيد للحل السلمي للقضية الفلسطينية لافتا لاستغلال نتنياهو ذلك للتحريض على أوباما أيضاً .

 

ويوضح أن “الديمقراطيين” اليوم يواجهون مشكلة مالية وأن 80% من مصادر تمويلهم كحزب سياسي تأتي من مصادر صهيونية، كما يتلقى الحزب الجمهوري 30% من تمويله من نفس المصادر، وبالتالي عندما يتلقون تعليمات بالقفز إلى مموليهم فسرعان ما يلبون الطلب دون أن يسألوا عن السبب، فيقفزون ويصفقون بشكل فوري كل دقيقتين كما فعلوا خلال خطاب نتنياهو . انه بصراحة وضع مخز يجعلك تخجل من كونك مواطنا أمريكياً في ظل هذا الفساد الذي يحرم الديمقراطية الأمريكية من مصداقيتها .

 

ويلفت إلى أن 90% من أعضاء الكونغرس اليوم باتوا حرفيين بعدما امتهنوا العمل البرلماني منذ عشرات السنين، ويتابع “في السابق شغل عضوية الكونغرس أطباء، محامون،محاضرون، مزارعون وعمال، أما اليوم فيتم إعادة انتخاب ذات الأشخاص وهذا يوفر تربة خصبة للوبيات الصهيونية للتأثير فيهم من خلال صفقة: المال مقابل الموقف السياسي . وأشار إلى قوة اللوبيات الصهيونية في الولايات المتحدة البالغة اليوم أكثر من 200 صندوق تبرع .

 

ويقول إنه بوسع اللوبيات اليهودية شراء الذمم بالمال حتى صار “العهر السياسي” جزءاً من النظام السياسي  الانتخابي الأمريكي، وبات هذا النظام مختلاً وفاسداً .

  

ويشير إلى أن استهداف برجي نيويورك عام 2001 لم يكن حادثة عابرة ويشدد على أن القاعدة بزعامة أسامة بن لادن أضرت كثيراً بالنشاط العربي والإسلامي في الولايات المتحدة .

وعن الدور العربي المفقود يشير جهشان إلى أن هناك عدة أسباب أدت لإصابته بالشلل خاصة في العقد الأخير نتيجة طغيان قضية “الإرهاب” على السياسة الأمريكية، و”أسلمة” العديد من مؤسسات الجالية العربية الأمريكية . ويتابع “الجاليات العربية توقفت منذ سنوات عن دعم القضايا القومية وباتت تنشغل بالمسائل الخاصة ببلدانها الأصلية فقط كما تعنى الجمعيات الإسلامية عامة بالقضايا الدينية والدفاع عن نفسها ضد الهجمات العنصرية التي تستهدف الإسلام والمسلمين في أمريكا وخارجها” .

 

كما يشير إلى تباعد الدول العربية وفقدانها الأجندة المشتركة بعدما كانت القضية الفلسطينية لب أجندتها بل فقد الحد الأدنى من القاسم القومي العربي المشترك ما أدى كذلك إلى بعثرة جهود العرب في الولايات المتحدة .

 

ويتابع “يشكل العرب الأمريكيون نحو 5 .3 مليون نسمة أي ما يعادل 1% من السكان في الولايات المتحدة مقابل 6 ملايين يهودي أمريكي و3 إلى 5 ملايين مسلم أمريكي (من عرب وغيرهم) لكن تأثير العرب والمسلمين لا يعادل واحداً بالمئة من تأثير الصهيونية” .

 

ويلفت إلى وجود أسباب تاريخية لهذا الدور العربي الضعيف منها أن العربي- الأمريكي غير مرحب به، بعكس اليهودي، علاوة على أن القضايا العربية معقدة خاصة اليوم بينما هم قضيتهم واحدة . كذلك يشير جهشان إلى ارتفاع نسبة مشاركة ونشاط اليهود في الحياة العامة وينوه إلى أن 2 من بين 6 أشخاص ينتسبون لجمعيات تمثل مصالحهم، ويتبرعون ب60% من مجمل التبرعات السياسية في الولايات المتحدة بمبالغ تقدر بمئات ملايين الدولارات في الحملات الانتخابية . ويذكر بأن أموالاً طائلة تنفق على الانتخابات الأمريكية ستصل الى 4 مليارات دولار (ضعف ميزانية فلسطين سنوياً) في الانتخابات المقبلة، مليار منها على الأقل سيتم تجنيده من اليهود الأمريكيين وحدهم وهذا هو بالأساس سر نجاحهم ومصدر قوتهم . ويتابع: “اللوبي الصهوني منظم، كريم في دعم قضاياه، ونشيط . ليس هناك أي حاجة للتفسيرات المؤامراتية” .

  

مشيراً إلى أنه مقابل النشاط الصهيوني المتعاظم شهد النشاط العربي والإسلامي خصيصاً بعد 2001 ضعفا وتعرض لهجوم أدخله مرحلة الدفاع عن النفس في ظل تحقيقات وضغوط تتواصل .

 

وينوه جهشان بأن العرب والمسلمين في الولايات المتحدة والذين يعدون سوية نحو ثمانية ملايين نسمة مقابل ستة ملايين يهودي، ازدادوا تطرفاً وانكفاءً وانطوائية حتى كادت الجالية العربية أن تستقيل من مسؤولياتها . ويتابع “هناك اليوم فراغ كبير نتيجة تراجع الإخلاص لقضايانا العربية القومية، ولا استطيع القول إن هناك نشاطاً عربياً جدياً في التعامل مع الكونغرس، ولذا لا غرابة بأن يقفز ويصفق هؤلاء كالمجانين لأكاذيب وادعاءات نتنياهو” .

 

ويؤكد أن العقلية الأمريكية عامة براغماتية ولكن العرب لا يبادرون لموازنة اللوبي الصهيوني، ويتابع “هناك طرف واحد يدفع وينشط ونحن مغيبون لأنفسنا” .