خبر الحداد والقلق يخيمان على مخيم اليرموك وروايات متعددة للأحداث الدموية

الساعة 06:02 م|07 يونيو 2011

الحداد والقلق يخيمان على مخيم اليرموك وروايات متعددة للأحداث الدموية

فلسطين اليوم – دمشق

لا زال الحداد والقلق يخيمان على مخيم اليرموك للاجئين في العاصمة السورية دمشق بعد الأحداث الدموية المؤسفة التي أدت إلى مقتل 14 فلسطينينا في مواجهات دامية أعقبت تشييع شهداء الخامس من حزيران ..

 

يأتي ذلك في وقت دعت فيه مؤسسة الضمير لحقوق الانسان الفصائل الفلسطينية في دمشق للتحقيق في المجزرة التي ارتكبت في مخيم اليرموك امس وسقط خلالها 14 شهيدا وعشرات الجرحى معتبراً ما حدث يشكل انتهاكا صارخا لحقوق الإنسان.

 

واستنكر خليل أبو شمالة مدير المؤسسة الضمير المجزرة في بيان وصل مراسلنانسخة عنه، قائلا "إن من ارتكب هذه الجريمة، وجه صفعة قوية لسمعة الشعب الفلسطيني، وانحاز الى كل الرافضين منح اللاجئين الفلسطينيين حقهم في الكرامة والعودة".

 

وطالب أبو شمالة الفصائل الفلسطينية المتواجدة في دمشق بالتحقيق في هذه الجريمة بعيداً عن الحسابات السياسية لجهات مختلفة، على حساب دماء الضحايا، سيما وأن المتهمين بارتكاب الجريمة جهات فلسطينية، معتبراً أن عدم قيام الفصائل بالانتصار لدماء الضحايا سيضع علامات استفهام كبيرة على موقفها من الجريمة ومن يقف خلفها.

 

وقد أكدت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ضرورة محاسبة المسؤولين عن إطلاق النار والخروج على التقاليد والأعراف.

 

كما شددت في بيانها موقفها الثابت بعدم المشاركة في أي اقتتال فلسطيني على امتداد مسيرة الثورة والنضال.

 

ودعت الى توخي الدقة وعدم الزج باسمها لأهداف مغرضة، مضيفة "يعلم شعبنا ومناضليه بحقيقة مواقف وبمناقب وأخلاقيات الجبهة الشعبية وسلوكها".

 

وفي تفاصيل الحدث، قال الباحث في قضية الأسرى وملف اللاجئين ماهر حجازي إن المشاركين في تشييع 10 شهداء من مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين سقطوا برصاص الاحتلال، بدأ مسؤول الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في الخارج ماهر الطاهر بكلمة في مقبرة الشهداء في المخيم.

 

وأضاف حجازي "بدء التدافع فقام مرافقه الشخصي بإطلاق الرصاص في الهواء ليتأزم الموقف فاندفع عشرات المشيعين تجاههما، حيث أجبر الطاهر ومرافقه الى اللجوء الى إحدى الشقق السكنية القريبة من المقبرة".

 

وأوضح أن مجموعة من الشبان حاولوا اقتحام الشقة وحطموا زجاجها، وبدأ بعدها المشيعون بالهتاف بإسقاط الفصائل، وركزوا في هتافهم ضد أحمد جبريل والقيادة العامة، وأخذوا يصيحون بالتوجه الى مقر الجبهة بمبنى الخالصة في مخيم اليرموك منطقة شارع الثلاثين.

 

ويقول المشيعون-بحسب حجازي-: إن "القيادة العامة وعدت الشبان بإعطائهم سلاح ليقاتلوا في الجولان إلا أنها أخلت بوعودها تجاههم، حتى أنها لم ترسل سيارات نقل لإعادة الشبان من مجدل شمس، ولماذا لم يدافع مرافقوا أنور رجا الذين يحملون السلاح عن أبناء شعبهم، حيث اكتفى رجا بالحديث لإحدى الفضائيات من موقع الحدث بأن هنا الجنة، فلماذا لم ينضم إلى أبناء شعبه ويلحق بهم إلى الجنة".

 

ووفق حجازي فإن هذا الأمر كان سببًا في اشتداد الأزمة، وبلغ الأمر إلى أن توجه المئات من اللاجئين الفلسطينيين من أبناء مخيم اليرموك إلى مقر القيادة العامة.

 

وذكر أن الجماهير اندفعت تقذف بالحجارة مقر القيادة العامة- الذي قيل إن أحمد جبريل كان بداخله- وبدأ حراس المبنى وحراس قيادات الجبهة بإطلاق الرصاص الحي والقنابل تجاه الفلسطينيين الغاضبين وبشكل مباشر مما أدى إلى استشهاد نحو 5 واصابة العشرات بجروح.

 

وأشار حجازي -الذي قال إنه كان متواجدًا في المكان- إلى أن حالة من الذعر والإرباك عاشها الفلسطينيون يوم أمس في مخيم اليرموك، فلم تستطيع قوات حفظ النظام إنهاء "المذبحة"، واستمر إطلاق النار من مبنى القيادة العامة والقاء القنابل تجاه اللاجئين.

 

وبين أن الشبان الغاضبين أحرقوا بالمقابل سيارات للقيادة العامة واندلعت النيران في المقر، كما تمكنوا من الإمساك بأحد مقاتلي الجبهة و"قتلوه ورمي في الشارع، وأخذوا سلاحه".

 

القيادة العامة عملاء للموساد الصهيوني حاولوا إفساد قيم الشهادة في مسيرة العودة.

فيما حملت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين– القيادة العامة أطرافًا وصفتها بـ"عميلة للكيان الإسرائيلي في السلطة الفلسطينية برام الله" المسؤولية عن أحداث مخيم اليرموك.

وقالت الجبهة في بيان نشره الموقع الالكتروني للجبهة مساء الثلاثاء تلك الأطراف المسئولية عن "أعمال التحريض والقتل والتخريب التي ارتكبتها المجموعات والأدوات العميلة التي هاجمت مؤسسة الخالصة".

ودعت الجبهة "كافة القوى الوطنية إلى ضرورة محاسبة تلك الفئة الخارجة عن إرادة شعبنا والتي تتقاطع في دورها ومصالحها مع أعداء أمتنا"

وذكرت أنه "استنادًا إلى الوقائع والمعطيات الواقعية تبين أن مجموعة من الأشخاص المشبوهين الذين تحركهم الولاءات السياسية والأمنية المعادية للمقاومة وثقافتها قد عملت ومنذ فترة على التعبئة والتحريض ضد فصائل المقاومة الفلسطينية عبر بث الشائعات والدعايات المغرضة، ومنها الإساءة إلى قيم ومعاني الشهادة والشهداء الذين استشهدوا في مسيرة العودة في ذكرى النكبة".

وأضافت "فكان أن استغل المتآمرون موكب تشييع شهداء مسيرة العودة في ذكرى النكسة في مخيم اليرموك، وحاولوا الاعتداء على الدكتور ماهر الطاهر مسؤول الجبهة الشعبية في خارج فلسطين وإيذائه جسدياً وهنا تدخلت عناصر الحماية التابعة للجبهة الشعبية –القيادة العامة – لتأمين سلامته".

وتابعت "على الأثر قامت مجموعة من أدوات المخطط التآمري بالتحريض على مهاجمة مؤسسة الخالصة للشؤون الاجتماعية التابعة لجبهتنا، وانضمت إليها مجموعات من جوار المخيم من الذين يحرضون ضد الدولة السورية".

واستطردت "وعلى الرغم من الهجوم المسلح ضد مؤسسة الخالصة الاجتماعية إلا أن حراس الموقع وحكمة المسؤولين المتواجدين هناك فوتت على المهاجمين فرصة إيقاع مجزرة كانوا يخططون لها..وغايتهم في ذلك الاستيلاء على المبنى وحرقه وقتل من فيه".

وأوضحت أنه "نتيجة للتصدي لتلك الأعمال الهمجية التي اندفعت بعدة موجات متتالية استشهد اثنان من رفاقنا هما الرفيق الشهيد ناصر مبارك عضو اللجنة المركزية للجبهة والرفيق الشهيد خالد الريان مسؤول الشؤون الإدارية وبعد عدة ساعات من موجات الهجوم المتتالية تمكنت عناصر جبهتنا من طرد تلك المجموعات".