خبر السيد نصرالله يشيد بإصرار الشباب الفلسطيني والسوري على المواجهة والتصدي للاحتلال والإدارة الأميركية

الساعة 10:47 ص|06 يونيو 2011

السيد نصرالله يشيد بإصرار الشباب الفلسطيني والسوري على المواجهة والتصدي للاحتلال والإدارة الأميركية

فلسطين اليوم- بيروت

أكد الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصرالله أن مسؤوليتنا اليوم هي أن نعرف الأمة الى الإمام القائد السيد علي الخامنئي لتستفيد من بركات وجوده وهي التي تواجه من التحديات ما لم تواجهه خلال كل العقود والقرون السابقة.

 السيد نصر الله الذي كان يتحدث خلال المؤتمر الدولي حول التجديد والاجتهاد في فكر الامام الخامنئي اشار الى أن هذه المهمة هي مهمة المؤتمر المشار اليه البالغة الأهمية والحساسية. كما وجه تحية إجلال واكبار الى الشباب السوري والفلسطيني الباسل، مشيداً بإصرارهم على مواجهة الاحتلال والتصدي للادارة الاميركية في رسالة واضحة على العزم والإرادة الموجودين لدى هذه الأمة، خصوصاً في وجه الإدارة الأميركية التي تريد أن تصادر ثورات الشعب العربي.

 

وفيما أشار السيد نصرالله الى أن معرفته الشخصية والمباشرة عن قرب بسماحة الإمام الخامنئي أتاحت له التعرف الى الكثير من أفكاره وآرائه ومبانيه وطريقة تفكيره وطريقه تحليله للأحداث، وإلى منهجه في القيادة والادارة واتخاذ القرار، اكد اننا أمام شخصية عظيمة وإستثنائية من هذا النوع نرى أن الكثيرين في هذه الأمة لا يعرفون عنها إلا القليل، وندرك كم هو مظلوم هذا القائد في أمته وحتى في إيران، لافتا الى أننا أمام شخصية يحاصرها الأعداء ولا يؤدي حقها الأصدقاء.

 

بموازة ذلك، عرض الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله عدة شواهد عايشها مع الإمام الخامنئي تشير الى منهج تفكير وإدارة الإمام القائد السيد علي الخامنئي للأمور، فأشار الى شاهد أول يتعلّق بمؤتمر مدريد 1991، والحديث عن إنجاز تسوية آنذاك، وأن الأميركيين سيفرضون ذلك، حيث كان رأي الإمام خارج هذا الإجماع، وقال حينها إن هذا المؤتمر لن يصل الى نتيجة وإن هذه التسوية لن تنجز، وإن أميركا لن تستطيع أن تفرض ذلك، ولفت السيد نصر الله في هذا السياق الى أنه بعد مضي ما يقارب العشرين سنة بدأنا نستمع اليوم إلى أطراف مشاركة في المفاوضات وبعض الشخصيات التي كانت في مؤتمر مدريد واستمرت في التفاوض عندما تتحدث عن عقدين من الخيبة والإحباط والتيه والضياع التي أدت إليها ما يسمى بالمفاوضات.

 

والشاهد الثاني الذي تحدث عنه السيد نصر الله هو الحديث عن مفاوضات سورية ـ إسرائيلية في العام 1996 والأجواء التي سادت في منطقتنا آنذاك بأن هناك تسوية أنجزت والشرط الأساسي لإنجاز التسوية هو إقرار إسرائيلي الى حدود 4 حزيران، وأن الأمور أصبحت في نهايتها، وأن الأمور تحتاج الى بعض التفاصيل. وجاء من يقول لنا لا تتعبوا أنفسكم وأن الامور انتهت، وأن لا داعي لتقديم الدماء والتضحيات، بل هناك من دعانا لترتيب أمورنا على قاعدة أن التسوية قد أنجزت، وكان أي خطأ بالتقدير سيكون له تداعيات خطيرة وما أنجز بعد العام 1996 ما كان لينجز. واضاف سماحته انه "خارج هذا الإجماع الذي كان موجودا في لبنان وكان هذا التحليل موجودا في ايران قال الامام يومها إنه لا يعتقد أن هذا الأمر سيتم، وأن هذه التسوية ستنجز. واقترح علينا أن نواصل المقاومة، بل أن تصعّد عملها وجهادها لكي تحقق الإنتصار وأن لا تعير إنتباهها الى هذا الكلام وهذه الفرضيات، وبعد عودتنا من اللقاء معه، أي بعد أسبوعين كان إسحاق رابين يخطب في تل ابيب فتقدم متطرف ـ وكلهم متطرفون ـ وأطلق النار عليه وقُتل.

 

وفي سياق عرضه لشاهد ثالث حول حكمة الإمام الخامنئي، أضاف السيد نصر الله " الإمام الخامنئي كان دائما يتكلم عن مبدأ إنتصار المقاومة، وكان يقول إنه مؤمن بذلك إنطلاقا من إيمانه العقائدي، وبعد عام 1996 كان يقول إن الإسرائيلي في وضع كالعالق بالوحل، فلا هو قادر على التقدم وإجتياح لبنان من جديد ولا هو قادر على الإنسحاب ولا هو قادر على البقاء في مكانه وعلينا أن ننتظر ماذا سيفعل، ولكن الأمر مرهون باستمرار عمل المقاومة"، وتابع سماحته موضحا انه "في أواخر العام 1999 حصلت إنتخابات رئاسة الحكومة في "اسرائيل" بين نتانياهو وباراك والأخير حدد أنه سينسحب من لبنان في تموز في وقت كانت فيه الاجواء في سوريا ولبنان بأننا سنصل الى هذا الموعد ولن ينسحب باراك من جنوب لبنان، وهو سعى للحصول على ضمانات وترتيبات أمنية مع الحكومة اللبنانية أو مع الرئيس حافظ الأسد وفشل، فكان المناخ السائد أنه لن ينسحب ومن السهل على باراك عندما يحين الموعد أن يقول سعيت للحصول على ضمانات ولكن فشلت ولم أستطيع الإنسحاب، ونحن على مستوى المقاومة كنا نتبنى وجهة النظر هذه، وأيضا كان لنا لقاء مع الإمام الخامنئي وشرحنا وجهة نظرنا ولكن كان له رأي آخر، وهو قال إن إنتصاركم في لبنان قريب جدا جدا، وهو أقرب مما تتوقعون. وهذا كان خلاف كل التحليل والمعلومات، بل حتى في المعلومات لم يكن هناك تحضيرات إسرائيلية للإنسحاب وقال للأخوة حضّروا أنفسكم لهذا الإنجاز ماذا سيكون موقفكم وخطابكم السياسي بعد الإنسحاب. لذلك لم نفاجأ بالإنسحاب وكنا قد حضرنا أنفسنا جيداً".

 

في حرب تموز في الأيام الأولى والتي كانت حرباً عالمية على مستوى القرار وعربية على مستوى الدعم وإسرائيلية على مستوى التنفيذ، وكان العنوان سحق المقاومة في لبنان، وقد شهدتم جميعاً قساوة وعنف الهجمة الإسرائيلية خصوصاً في الأيام الأولى حيث كان الحديث عن إنتصار، بل عن النجاة أو الخروج من هذه الحرب بخير وسلام هو جنون، وصلتني رسالة شفهية حملها أحد الأصدقاء لي في الضاحية الجنوبية وهي من عدة صفحات، قال الإمام الخامنئي فيها "يا إخواني هذه الحرب هي أشبه بحرب الأحزاب عندما جمعت قريش ويهود المدينة كل قواها وحاصروا الرسول (ص) وصحبه في المدينة، هذه حرب مشابهة لتلك، ولكن توكلوا على الله وأقول لكم أنتم منتصرون حتماً، بل أكثر من ذلك أقول لكم عندما تنتهي هذه الحرب بانتصاركم ستصبحون قوة لا تقف بوجهها قوة.

 

وتابع الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله عرضه للشواهد لا سيما منها حرب العراق وأفغانستان، فقال: "لقد اعتقد كثيرون أن منطقتنا دخلت العصر الأميركي، وأن هذه السيطرة الأميركية ستبقى بمنطقتنا لمئة عام وأكثر، والبعض أخذ يشبه الحرب على العراق بالحرب الصليبية.

بعد احداث 11 ايلول كيف اهتزّت العقول والقلوب والأنفس واعتقد كثيرون أنّ منطقتنا باتت في ظل هيمنة وسيطرة أميركية مباشرة، وأن هذه السيطرة الأميركية سوف تبقى في منطقتنا لمئة عام أو مئتي عام، والبعض خرج ليشبّه الحرب الأميركية الجديدة بالحروب الصليبية ويقيس إحتلالها بتلك المرحلة ـ تابع سماحته ـ وفيما كنت في زيارة لإيران وتشرفت بلقاء الإمام الخامنئي وسألته عن رأيه قال لي خلاف كل ما كان شائعاً في المنطقة، ويومها كانت الكثير من الحكومات والقوى السياسية تتداول كيف تتدبر أمورها في المنطقة وحتى بعض المسؤولين في إيران كانوا يأتون إليه ويقولون إن هذه هي الوقائع الجديدة وعلينا البحث عن تسوية مع أميركا وكان الامام يرفض ذلك إنطلاقا من رؤية إستراتجية للمنطقة، وقال لي: "لا تقلقوا، الولايات المتحدة الأميركية وصلت الى الذروة الى القمة هذه بداية الإنحدار عندما ياتون الى أفغانستان والعراق إنهم ينحدرون الى الهاوية هذه بداية نهاية أميركا ومشروعها في منطقتنا ويجب أن تتصرفوا على هذا الأساس وهذا الكلام مبني على معطيات، وأضاف سماحته عندما يعجز المشروع الاميركي عن حماية مصالحها من خلال الانظمة في المنطقة ومن خلال الجيوش والأساطيل في المنطقة، وتضطر أن تأتي بكل أساطيلها الى المنطقة هذا دليل ضعف ويؤكد جهل حكام المنطقة بشعوبهم الذين ينتمون الى ثقافة الجهاد والمقاومة. ولذلك ما يحصل ليس مدعاة للخوف بل مدعاة للأمل.

 

وتابع السيد نصر الله قائلا "ان الإمام الخامنئي يعتقد أن كيان اسرائيل الى زوال وأن زوالها ليس في زمن بعيد، بل يراه قريباً ويعتقد أن هذه التسوية لن تصل الى مكان، فكل ما يجري الآن حولنا سواء ما حصل في مسارات التفاوض أو في إنجازات حركة المقاومة في لبنان وفلسطين أو هبّة الشعب الفلسطيني الذي يثبت أنه صاحب إرادة ومواجهة، وجيل الشباب يؤكد أننا أمام أجيال من الشعب الفلسطيني تعيش أملاً قوياً واندفاعة قوية للعودة الى الأرض، وما يقوله الإمام الخامنئي عن "اسرائيل" يمكن أن نفهمه عندما نفترض التراجع الأميركي وإنجازات المقاومة ونقيّم تجربة حرب تموز وحرب غزة، وسوف نعتقد أن "اسرائيل" الى زوال في وقت قريب إن شاء الله... وهذه الصوابية مبنية على قراءة صحيحة للوقائع وعلى شجاعة هذا القائد.

 

وخلص سماحة الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله بعد عرضه للشواهد المشار اليها الى أن "الصوابية لدى الإمام الخامنئي مبنية على متانة وصحة القواعد والمنطلقات والشجاعة لهذا القائد، وبالتأكيد مع التسديد الإلهي نشهد هذه الظاهرة القيادية الواعية العارفة التي تقرأ حتى خارج ما يسمى بإجماع العقول السياسية والمحللين ومراكز الدراسات".

 

وفي الختام، وجه السيد نصر الله تحية إجلال واحترام وتقدير كبير للفلسطينيين، لا سيما أولئك الشباب الذين احتشدوا عند حدود الجولان السوري المحتل وأصروا على المواجهة في رسالة واضحة على هذا التصميم والعزم الموجود في هذه الأمة، وفي كشف جديد للادارة الأميركية التي تطمح الى مصادرة الثورات العربية، وجاء هذا الحدث ليؤكد إلتزام واشنطن المطلق بأمن "اسرئيل"، هذه هي واشنطن التي تحدثنا عن حقوق الإنسان وعن الحريات، هذه الدماء الزكية بالأمس شاهد جديد لتكريس الوعي السياسي والتاريخي الذي كرسه الإمام الخميني ومن بعده الإمام الخامنئي.