خبر تصاعد وتيرة التهويد ومحاولات لإضفاء الطابع الديني على الصراع بالقدس

الساعة 08:09 ص|06 يونيو 2011

تصاعد وتيرة التهويد ومحاولات لإضفاء الطابع الديني على الصراع بالقدس

فلسطين اليوم _ القدس المحتلة

اتهم تقرير أصدره مركز القدس للحقوق الاجتماعية والاقتصادية لمناسبة الذكرى الرابعة والأربعين للنكسة "إسرائيل"، بمحاولة إضفاء الطابع الديني على الصراع الفلسطيني الإسرائيلي من خلال سلسلة إجراءاتها التهويدية في المدينة المقدسة.

 

وأوضح التقرير الذي وصل "فلسطين اليوم " نسخة عنه، أن هذه السياسة اتسمت في العام الأخير بطمس المعالم العربية والإسلامية للمدينة واستبدالها برموز من الأساطير التوراتية المزعومة.

 

وتابع التقرير:" أن حملة التهويد الإسرائيلية للمدينة المقدسة تركزت في بلدتها القديمة، وامتدادها الجغرافي في الجنوب والشرق والشمال حيث بلدات وأحياء سلوان، ورأس العمود وجبل الزيتون والشيخ جراح".

 

ففي البلدة القديمة من القدس وسعت سلطات الاحتلال ن نطاق حفرياتها في محيط المسجد الأقصى وأسفله، وعلى امتداد المساحة الجغرافية التي تحتلها البلدة القديمة، ما أفضى حاليا إلى شبكة أنفاق متطورة تتصل جميعها ببعضها البعض، وتتفرع خارجا لتتصل بمثيلاتها في سلوان.

 

وبالتزامن مع حفر الأنفاق هذه، افتتحت سلطات الاحتلال مزيدا من الكنس اليهودية في محيط المسجد الأقصى، أشهرها كنيس الخراب، إضافة إلى مدارس تلمودية تعد المئات من تلاميذها لإدارة الهيكل المزعوم الذي سيقام على أنقاض المسجد حال هدمه أو انهياره.

 

و مٌنحت صلاحيات واسعة لجمعيات الاستيطان اليهودية ومنها "عطيرت كهانيم" و"ألعاد" صلاحيات واسعة لإدارة البؤر الاستيطانية سواء في البلدة القديمة أو في سلوان، كما خصصت عشرات ملايين الشواقل لحماية وحراسة المقيمين في تلك البؤر، ولبرامج الرحلات المدرسية الإلزامية السنوية لطلبة المدارس اليهود بهدف تعزيز ارتباط هؤلاء بما سمي "التراث الديني اليهودي في القدس".

 

وأشار التقرير إلى استمرار سياسة الاستيلاء على عقارات المقدسيين داخل البلدة القديمة كان آخرها الاستيلاء على عقار آل قرش في حارة السعدية، وهو مبنى ضخم متعدد الطبقات، يطل على المسجد الأقصى من ناحيته الشمالية، بينما تشير بعض المعلومات إلى أن سلطات الاحتلال تعتزم حفر نفق أسفل هذا المبنى يتصل بمغارة الكتان، أو ما تعرف ب"مغارة سليمان" في شارع السلطان سليمان على غرار نفق البراق الذي يربط باحة البراق بشارع المجاهدين المفضي إلى باب الأسباط، وشارع الواد.

 

 

ووفقا للتقرير، فقد تضاعفت أعداد المستوطنين في البلدة القديمة خلال سنوات الاحتلال الأربع والأربعين لتصل الآن إلى نحو 4000 مستوطن، ثلاثة آلاف منهم يقطنون في ما يسمى ب"الحي اليهودي" الذي أقيم على أنقاض حارة الشرف الفلسطينية التي دمرها الاحتلال بعد سقوط القدس مباشرة في العام 1967، و 1000 مستوطن يقطنون في نحو 70 بؤرة استيطانية تتوزع على أحياء البلدة القديمة المختلفة.

 

أما خارج أسوار البلدة القديمة، فسجلت الأعوام القليلة الماضية مزيدا من الاستهداف لأحياء سلوان ورأس العمود وجبل الزيتون، والشيخ جراح. مع تركيز خاص على سلوان التي باتت تدار من قبل جمعية"ألعاد" الاستيطانية، وتتخذ مقرا رئيسا لها في مدخل وادي حلوة أحد الأحياء الرئيسية في البلدة، حيث تشرف على العديد من البؤر الاستيطانية يقطنها قرابة 320 مستوطنا، إضافة إلى إشرافها على شبكة من الأنفاق، وعلى مواقع أثرية وتاريخية عربية وإسلامية من أشهرها "عين سلوان".

 

ويشير التقرير إلى أنه منذ العام المنصرم تتعرض البلدة إلى أخطر إجراءات التهويد واستهداف الوجود المادي للفلسطينيين فيها، مع الزيادة الكبيرة في نشاطات ميليشيات المستوطنين المسلحة وشركات الحراسة الخاصة المسئولة عن سلسلة طويلة من الاعتداءات على المواطنين وممتلكاتهم، وصلت إلى حد ارتكاب أعمال القتل، كما حدث في ظروف وملابسات مقتل الشهيدين سامر سرحان، وميلاد سعيد عياش، بالتزامن مع حملات اعتقال والتنكيل، والإبعاد عن المسكن اتهمت بها الشرطة الإسرائيلية بحق المئات من أطفال البلدة.

 

ومثل هذا الاستهداف تعرض له حي رأس العمود المتاخم للبلدة القديمة من ناحية الشرق، والمتصل جغرافيا في بلدة سلوان، حيث وسعت سلطات الاحتلال من حجم البناء الاستيطاني في هذا الحي، ودشنت في الشهر الأخير من العام الجاري عشرات الوحدات الاستيطانية في مستوطنة "معاليه هزيتيم" المقامة في قلب الحي، وإلى الشرق من هذه المستوطنة تخطط سلطات الاحتلال لتدشين مستوطنة صغيرة أخرى يطلق عليها "معالوت ديفيد"، يفصلها عن الأولى شارع بعرض خمسة أمتار فقط، وفي مساحة من الأرض كانت تضم مقرا سابقا للجيش الأردني حوله الإسرائيليون إلى مقر للواء الجنوبي في قيادة الشرطة الإسرائيلية.

 

أما في حي جبل الزيتون، الملاصق لحي رأس العمود من الناحية الشمالية الشرقية، فقد شهد هذا الحي خلال العامين الماضيين سيطرة المستوطنين على بنايات وعقارات جديدة تطل على المسجد الأقصى من ناحيته الشرقية، بينما تجري على قدم وساق أعمال التوسع الاستيطاني في البؤرة الاستيطانية المسماة "بيت أوروت" على السفوح الشمالية لهذا الحي والمطلة هي الأخرى على البلدة القديمة والمسجد الأقصى من ناحيتهما الشمالية.

 

في حين تكتمل الدائرة الاستيطانية حول القدس القديمة في منطقة الشيخ جراح – شمال المدينة المقدسة - حيث سيطرت جمعيات الاستيطان اليهودية خلال اقل من عامين على مزيد من العقارات هناك تعود لعائلات الكرد، والغاوي وحنون، ويتهدد الاستيلاء ما لا يقل عن 25 منزلا آخر، إضافة إلى مخاطر استيلاء أخرى منازل تقع غرب الحي، في المنطقة المسماة ب"كبانية أم هارون".

 

ونوه التقرير بهذا الشأن إلى قيام جرافات الاحتلال قبل أكثر من شهرين بهدم بيت المفتي توطئة لإقامة حي استيطاني يهودي هناك، ليتصل بحي آخر سيقام إلى الشرق منه على الأرض المعروفة ب "كرم المفتي"، ما من شأنه أن يرفع من أعداد المستوطنين اليهود في هذا الحي، ويوسع من دائرة الانتشار المادي للمؤسسات والدوائر الإسرائيلية الشرطية والرسمية والصحية والتعليمية، حيث مقرات دار الحكومة – القيادة العامة للشرطة- وعدة وزارات، وفندق حياة ريجنسي، والجامعة العبرية، ومستشفى هداسا.

 

ووفقا للتقرير ، فإن إجراءات التهويد لم تقتصر على تعزيز الوجود الاستيطاني اليهودي، بل تعدته إلى إجراءات تطهير عرقي بحق المقدسيين، من خلال الاستمرار في تجريد المقدسيين من حق الإقامة طال المزيد منهم باعتراف وزارة الداخلية التي دلت معطياتها عن سحب إقامة نحو 6000 مقدسي في الفترة الواقعة ما بين العام 2008- 2010.