خبر أحد المحاربين القدامى يستحضر ذكريات النكسة الأليمة بسلاحه الشخصي

الساعة 03:47 م|05 يونيو 2011

أحد المحاربين القدامى يستحضر ذكريات النكسة الأليمة بسلاحه الشخصي

فلسطين اليوم: مثنى النجار

يحتفظ السبعيني أبو دياب من محاربي منظمة التحرير الفلسطينية القدامى بسلاحه الشخصي البندقيه "أم 5 طلقات " إلى جانب "سيفه المهند" وقطعة "الشاكرية" أو ما يعرف "بالشبريه" ويعود تاريخها ل 1920 عام وتظهر عليها رسومات وصور منقوشه تدل على تمسك رواد هذه الحقبة بمقاومة الاحتلال بشتى الطرق ., هذه الأسلحة التي يتملكها أبو ذياب منذ عقود طويلة تجسد مرحلة تاريخية لن تنسيه فضاعة الاحتلال مثله كباقي الفلسطينيين الذين يكابدون من أجل نيل حريتهم وحقوقهم المسلوبة.

ويستحضر أبو دياب فصول الذكريات الأليمة التي وقعت في حرب حزيران لعام 1967 ليشكل ذلك التاريخ نكسة في تاريخ الشعب الفلسطيني ،الذي اضطر مرة أخرى للخروج من دياره ، والتشتت بعد نكبة عام 48م .

وبذاكرته النشطة يشير أبو دياب لتلك اللحظات قائلا:" كنا قيادة موحدة بين الجانب الفلسطيني والمصري بزعامة جمال عبد الناصر , وحين وقعت الحرب قال لنا عبد الناصر لقد بقي للحرب 70 ساعة ,وعلى الفور توجهنا وقتها لتوديع أهلنا لمدة ساعتين استعداداً للمواجهة خلال الحرب.

ويكمل بالقول:" تحدث إلينا القائد جمال عبد الناصر بأننا سنضرب الضربة الأولى ومن خلالها سننتصر , لكننا تفاجئنا بأن الاتحاد السوفيتي أبلغ عبد الناصر بعدم توجيه ضربات للاحتلال وهنا كانت الهزيمة.

ويضيف أبو دياب :"كنا في قيادة غزة متمركزين في كتيبة غزة والقيادة كانت مجهزة بكل الوسائل القتالية بما فيها المدفعية, وحينها تفاجئنا بالطائرات الإسرائيلية تخرج من فوق الاجواء المصرية , وفوراً وجه المدرب في فرقتنا مصطفى القيناوي مدفعيته صوب الطائرات لتسقط إحدها حتى وقع أحد جنودها مأسوراً لدى قيادة المحاربين بعد سقوطه بالبرشوت داخل البحر .

ويشير أبو دياب بأن إسرائيل كانت تعتمد على الطيران بشكل كبير وأكثر من أي وسيلة أخرى في تدمير المواقع الأرضية تمهيداً لدخول قواتها.

ويستطرد قائلا:" بأن أول الحرب بدأت إسرائيل تغزو مصر , في حين لم تستطع دخول غزة بسبب الإمدادات التي تأتي لمصر إليها وبعد الانتهاء من مصر بدأت بقطع هذه الإمدادات ودخلت لغزة , ويقول الحاج أبو دياب أن إسرائيل تعلمت دروس حرب 56 بعد إن استخدمت 11 لواء في غزة ,ويصف دخولها بأنه نقمه عليها ونكبة فتحت باب الصراع المستمر حتى زوال هذا الكيان وقال لهم "لاتفرحوا للصيد ياصيدين ترى ورا الصيد أمور عجايب ".هذا القول موجه للاسرائيلين الذين تمكنوا في الحرب من دخول غزة.

وعن الوسائل القتالية التي كانت بحوزتهم أوضح أبو دياب أن تسليحهم يرمز له بالعسكرية ب "م ط", قائلا:" كانت الطائرات تأتي للمهاجمة من خلف الشمس أو من الشجر خشيه أن يتم استهدافها من مقاتلينا وينوه إلى أن المعركة الرئيسة كانت قرب معبر المطار.

ويستذكر أبو دياب تفاصيل تمركز جنديان مصريان على مدفعية داخل إحدى العبارات القريبة من المنطار حيث كانت مهمتها استهداف ارتال الدبابات الإسرائيلية قرب المعبر شرق مدينة غزة , مشيراً إلى أن المصريان تمكنا وبعد صمود طويل من استهداف العشرات من الآليات إلى أن حانت فرصة الاستشهاد فقد تم استهدافهما بعد تكثيف القصف من الجو والبر ليرتقيا شهداء في نفس المكان.

وبعد التأكد من استشهادهما وصلت القوات الإسرائيلية لمكانهما ومن الدهشة فقد أعطى الجنود الإسرائيليين التحية العسكرية لهذين المصريين بسبب صمودهما في ارض المعركة  .

وفي نهاية المطاف أمر المسئولين وفق أبو دياب كافة المقاتلين الفلسطينيين بتحكيم منطق العقل بعد أن سلمت الدول العربية أمام ضربات إسرائيل والتخاذل الذي حصل, مشيراً إلى أنهم عندما سمعوا ذلك الأمر أخذوا يبكون بحسرة على مجريات الواقع ونتائجه.

 

ويقلب أبو دياب لنا في ذاكرته المحفوفة بالمغامرات ويروي  تفاصيل قتل عدد من جيرانه في ذلك التاريخ الذي يضاف إلى مجازر اقترفت في نكبات أخرى ويقول أن القوات الإسرائيلية أعدمت أحد المدنين باستهدافه بقذيفة أصابت رأسه إلى جانب مواطن أخر , منوهاً إلى أن هذه الحادثة كانت وقت تسليم شهادات طلبة المدارس حينها.

ورغم أن ذلك التاريخ اكتسي بوشاح السواد ،ودون بذاكرة أبناء فلسطين احتلال المزيد من الأراضي إلا أن أبو دياب يرى في ثورات الربيع العربي الحالية طريقاً لتحرير القدس وعودة الحقوق المسلوبة,داعياً كافة احرار العالم إلى مواصلة الجهاد حتى تحرير القدس من الاحتلال وإعادته لأحضان الأمة العربية والإسلامية .

 

هزم الصهاينة في حرب عام 1967 العرب فيما يعرف باسم (حرب الأيام الستة) من خلال مناورة سياسية وعسكرية بمساعدة دولٍ غربية إلا أن عوامل أخرى تمهد الطريق حالياً نحو عودة يرى الكثيرون بأنها باتت اقرب لنهاية  الكيان المسخ وإرجاع الحقوق لأصحابها.