خبر من سجن « هشارون »..صرخة استغاثة لأسيرة قابعة خلف القضبان

الساعة 10:19 ص|05 يونيو 2011

من سجن "هشارون"..صرخة استغاثة لأسيرة قابعة خلف القضبان

فلسطين اليوم- غزة

أطلقت الأسيرة قاهرة السعدي من مخيم جنين صرخة استغاثة باسم الأسيرات والأسرى في سجون ومعتقلات الاحتلال الإسرائيلي إلى كافة الضمائر الحية وفي مقدمتها شباب التغيير والحراك العربي والفلسطيني لتكثيف الجهود وحشد كل الطاقات لكسر قيود الظلم.

 

وقالت قيود الظلم والاعتقال والعذاب الإسرائيلية التي تغتصب حياة وحرية 6 آلاف أسير وأسيرة وسط صمت كل المتباكين على حقوق الإنسان رافعي شعارات الديمقراطية والعدالة والحرية التي تسثني دوما عشاق الحرية والإنسانية كونهم يحملون الجنسية الفلسطينية" .

 

الرسالة التي نشرها نادي الأسير الفلسطيني أمس ، استهلتها السعدي التي دخلت عامها الثامن في الأسر محرومة من أبناءها الأربعة،  بالفول " من سجن هشارون ابعث  صدى صرخات الألم، ومن نزف الوجع ومن عبق زهور سنواتنا التي قضيناها بالأسر صبرا واحتسابا بعيدين عن الأحبة والأهل وبالأخص البناء فلذات الكبد، أرسل عبر منبركم الحر رسالة استغاثة، لكل حر ولكل حرة لكل صاحب نخوة ولكل رجل ما زال ضميره ينبض في جوارحه".

 

واستدركت تقول " هي رسالة الحرية والكرامة والاستغاثة  أوجهها للقادة أصحاب القرار، و إلى أولئك الذين غيروا الخارطة السياسية للمنطقة أولئك الشباب الذين صرخوا ضد الظلم وطالبوا بالحرية إلى أولئك الذين ألزموا الفصائل المتخاصمة على الالتقاء،

 

رسالة استغاثة،،

وذكر نادي الأسير ، أن  السعدي التي تقضي حكما بالسجن المؤبد 3 مرات إضافة ل30 عاما ، وأصدرت سلطات الاحتلال قرارا بمنع اثنين من أبناءها من زيارتها بعد بلوغهم سن ال16 عاما ، كتبت تقول" في هذا المعترك والأيام العصيبة والسعيدة في ربيع التغيير العربي   نستغيث بنخوتكم ، ألا نستحق نحن معشر الأسيرات والأسرى وقفة صادقة صارمة تعيدنا إلى ذوينا وأحبائنا ، بعدما  أثبتت التجارب ونجاح الثورات انه ليس هناك مستحيل، وأنظمة بعد أن تشرشت جذورها في السلطة اقتلعتها يد الثوار".

 

كسر الأبواب والقيود

الأسيرة السعدي  التي أعلنت  سلطات الاحتلال رفض إدراج اسمها مع عدد من المعتقلين ضمن قائمة الأسرى الذين يجري التفاوض حول إطلاق سراحهم مقابل الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط ، مضت في رسالتها تقول " "  نحن نستغيث بهذه الزنود لتحطم أسوار المعتقلات، تستغيث بها لتكسر كل الأبواب وتحرر كل الأسرى ، فنحن  نحتاج كتلك الزنود التي خلعت أبوب أنصار الظلم والقهر والاضطهاد، وعانق نزلائها الحرية :، وأضافت " هي  رسالة استغاثة أسال المولى أن تلامس النخوات كنخوة المعتصم ذاك الرجل الذي استصرخته امرأة واحدة فسير لها جيشا وحررها نحتاج إلى حشود والى زنود لتهدم الأسوار والظلم والمرارة من حولنا".

 

رسالة للمجتمع الدولي

وأشار نادي الأسير إلى أن الأسير السعدي التي تتجرع مع الأسيرات والأسرى مرارة غياب الدور الحقيقي لمؤسسات حقوق الإنسان، لم تنس أن تخاطبها على طريقتها من واقع المعاناة والألم والإهمال والتقصير والصمت.

 

وأضافت " وأقول   لمؤسسات المجتمع الدولي وبالأخص تلك التي تعنى بحقوق الإنسان  ،نحن أيضا الفلسطينيون من بني الإنسان نتمتع بحصانة إنسانية فعار عليكم يا من تتغنون بحقوق الإنسان أن تتجاهلوا أسرى مر على احتجازهم  في الأسر عقود ، ونساء وأمهات يحرمن من ابسط حقوقهم الأمومة ألا وهي احتضان أطفالهم "،ومضت تقول " وهنا أسال وبحق الله أيا ترى سيطول انتظارنا وهل سيطول ليلنا الذي لم يعد يحتمل أنين وجعنا وصوت عذابنا من ظلمة ليل دامس ومن نزف جراحنا؟

 

أوجاع لا تنتهي

ومن تفاصيل حكايات ألمها ومعاناتها الممزوجة بالصمود والتحدي المستمر للعام الثامن على التوالي ، كتبت السعدي تقول "مني انسج حروف استغاثتي وأرسلها مصحوبة بالدعاء والتضرع لله عز وجل أن تلامس حروفها كل ضمير حي ،  فانا أم لأربعة أبناء ، وأموت كل يوم ألاف المرات الم وحرقة على فراقهم ،  وأكثر تلك المرات التي يعتصرني فيها الآلام وجع شوقي لاحتضانهم وأكثر نزفا تلك التساؤلات التي يسألونها ولم يعد في جعبتي أي جواب " متى ستعودين أمي ؟ ، نحن بحاجة إليك كبرنا وكل يوم نفتقدك فمتى ستعودين؟".

 

وأضافت " دائما أجيبهم غدا بأذن الله سأعود وسأعانق الحرية وسنعوض كل يوم قضيناه وهذه الأسوار تفصل بيننا، عقد كامل وأنا أعللهم بالآمال بعودتي غدا غير أنهم لم يعودوا يصدقونني فهل في هذه الأمة التي هي خير امة أخرجت للناس ضمير حي يجيب أبنائي بالقول وبالفعل باني سأعود غدا" . واختتمت السعدي رسالتها بالقول " هذه استغاثتي المتواضعة بحروفها ثقيلة على من سيحمل الأمانة استجابتها، واسأل الله عز وجل أن يعجل لنا بالفرج .

 

من جانبه ، دعا نادي الأسير كافة المؤسسات والهيئات للتركيز على نشر وإيصال رسالة الأسرى وواقع ما يتعرضون له من ظلم ومعاناة في ظل تصاعد إجراءات وهجمة إدارة السجون التعسفية ، مشيرا إلى أن السعدي تعتبر برسالتها عن صوت وصرخة أسرى وهبوا وضحوا بحياتهم في سبيل القيم والمبادئ والشرائع والأنظمة السامية التي اقرها المجتمع والقانون الدولي ومؤسساته ودول العالم اجمع التي يقع على كاهلها المسؤولية في تطبيق ما أقرته وفي المقدمة منه تحرير مناضلي وأبطال الحرية من أبناء فلسطين في مدافن الموت البطيء الإسرائيلية التي تحتجز نساء وأطفال وشيوخ مسنين ومرضى والمئات ممن امضوا في السجون أكثر مما عاشوا أحرارا في منازلهم وبين أسرهم وفي وطنهم.