خبر أيام كراهية لإسرائيل- إسرائيل اليوم

الساعة 09:59 ص|05 يونيو 2011

أيام كراهية لإسرائيل- إسرائيل اليوم

بقلم: رؤوبين باركو

(المضمون: يجب ان تعمل اسرائيل على كف الاستعدادات لمهاجمة حدودها في ذكرى يوم النكسة وأن تستعمل الهجوم لا الدفاع عند الحدود فقط بشرط ان تحافظ على تفوقها وتميزها الاخلاقيين - المصدر).

        ما يزال يوجد كثيرون من الفلسطينيين يؤمنون بنظرية المراحل في الطريق الى القضاء على "الكيان الصهيوني" – الذي تسيطر عليه أكثرية يهودية بفعل الديمقراطية. وعلى ذلك فان المرحلة الاولى من هذه الخطة تطمح الى جعل اسرائيل "دولة جميع مواطنيها". وفي المرحلة الثانية يجب ان تكون دولة اسرائيل مُغرقة بلاجئين فلسطينيين يفترض أن يأتوا اليها من العالم كله. ويفترض ان تكون المرحلة الثالثة هي القضاء المادي على اسرائيل وذلك "بعمليات مقاومة مشروعة" بمساعدة الدول العربية في المستقبل.

        إن من يشاهد الذبح الكبير الذي يجري في ليبيا وسوريا على أيدي نظم الحكم على أبناء شعبيهما يستطيع ان يدرك الخطر المتوقع لاسرائيل اذا بدت في ضعفها. ولا يقل عن ذلك شدة صمت الفلسطينيين وعرب اسرائيل عن أعمال القذافي. تزداد قضية الصمت حدة كلما زادت الاشاعات عن الخطط الفلسطينية لتحريك "انتفاضة ثالثة غير مسلحة وبطرق سلمية". نعلم جيدا من تجربة الماضي ان معنى هذا التعبير التآمري هو هجوم جماهيري آخر على اسرائيل. الحديث هذه المرة عن "النكسة"، وهي ذكرى حرب الايام الستة. ربما يخطط لايام شديدة على اسرائيل في ايلول القريب ايضا – وهو موعد اعلان الدولة الفلسطينية من طرف واحد في الامم المتحدة.

        ما معنى هذه الكراهية لاسرائيل، وما معنى حقيقة انه في حين تُقصف اسرائيل بصواريخ ويُقتل مواطنوها بعمليات الفلسطينيين يسكتون، وفي مقابل ذلك عندما تدافع اسرائيل عن نفسها تُتهم بجرائم حرب. الحديث بلا شك عن لغز نفسي بحد ذاته. يعترف معادو السامية الذين "تابوا" انه تقوم في أساس التهمة الآلية لاسرائيل بـ "جرائم" الحاجة الى تبييض جرائمهم التاريخية التي تم تنفيذها في اليهود. إن اتهام اليهود، وهم ضحايا المحرقة آنذاك، جرائم حرب وبـ "محرقة" الشعب الفلسطيني اليوم يجعل ذنبهم قزما ويطور مكانتهم من "كارهي اليهود" ليصبحوا "قُضاتهم".

        في خلال ذلك تزداد الدعوات والخطط المضادة لاسرائيل. ففي الجبهة الشمالية يدعو حسن نصر الله ملايين العرب الثائرين حول حدود اسرائيل الى اختراقها واغراقها بأمواج البشر والدم. ويهدد الفلسطينيون كما قلنا آنفا بأحداث يوم النكسة، وتحت غطاء "ثقافي" يبذر نشطاء يسار من خارج الدولة بذور الكراهية لاسرائيل في العالم. أما نحن – كما رأينا في أحداث يوم النكبة – فنرسل جنودا اسرائيليين مترددين ليرموا متظاهرين فلسطينيين مستعدين بالحجارة والسلاح والكاميرات للمواجهة الدامية التي تقترب عند الحدود المخترقة، ليرموهم بقنابل الدخان. لن يكون هذا بعد. إن كف خطط أعدائنا يحتاج الى رد خلاق هجومي ايضا في مناطق اجتماعهم واستعدادهم لا على الحدود فقط. ويجب على هذا الرد بطبيعة الامر ان يحافظ على التميز الاخلاقي الذي يميز دولة اليهود في الغابة المحيطة بها لكن الرد يجب ان يأتي.