خبر المكتب الإعلامي الحكومة بغزة يناقش مع صحفيين مستقبل الإعلام الفلسطيني

الساعة 03:01 م|04 يونيو 2011

المكتب الإعلامي الحكومة بغزة يناقش مع صحفيين مستقبل الإعلام الفلسطيني

فلسطين اليوم–  غزة

نظم المكتب الإعلامي الحكومي جلسة نقاش بعنوان: "الإعلام الفلسطيني.. الواقع والرؤية المستقبلية في ظل المصالحة"  اليوم السبت بقاعة ديوان الموظفين العام، وبمشاركة لفيف من الإعلاميين والصحفيين والمهتمين.

وفي بداية الجلسة رحب سلامة معروف مدير عام المكتب بالحضور، واستعرض المحاور التي ستتناولها الجلسة، مؤكدا على أنها تأتي في إطار الجهد الذي يبذله المكتب دائما من اجل الارتقاء بالعمل الإعلامي، سيما في ظل توقيع اتفاق المصالحة. 

وفي المداخلة الرئيسية، أكد د. حسن أبو حشيش رئيس المكتب الإعلامي الحكومي على أن  الإعلام الفلسطيني أمام متغيرين مهمين وايجابيين وفي صالح حرية الإعلام وهما المصالحة الفلسطينية والحراك الإقليمي والشعبي، وأضاف أن "الإعلاميين باستطاعتهم الضغط لإصلاح أوضاعهم من خلال ما يملكون بإرادتهم الداخلية، وفيما لا يملكون من خلال الضغط على أصحاب القرار السياسي".

مصالحة إعلامية

وأوضح أبو حشيش أن الصحفي الفلسطيني ينجح دائما وبشكل مميز في الصراع مع الاحتلال الإسرائيلي, ولكنه يفشل عند معالجته لواقع الانقسام الفلسطيني, لافتاً إلى أن الجميع مسئول عن الحالة السيئة التي يمر بها الجسم الإعلامي الفلسطيني.

وأضاف أبو حشيش: "كنت أتأمل أن تسبق وسائلنا الإعلامية اتفاق المصالحة, وأن تحقق نسبة كبيرة منها", مؤكداً على أن الحراك الإقليمي والشعبي يأتي لصالح الحرية, والحرية الإعلامية, "لذلك يجب على الإعلامي أن يفرض موقفه ورؤيته على السياسي".

وأوضح أن هناك أمور كثيرة جداً بحاجة إلى إعادة ترتيب, ومنها واقع الصحف المحلية التي تمنع من التوزيع حتى هذه اللحظة على الرغم من توقيع اتفاق المصالحة, لافتاً إلى أن مراسلي صحف الضفة يعملون بشكل جيد في غزة على عكس مراسلي صحف غزة.

وأضاف: "في حال السماح للصحف بالتوزيع في غزة والضفة, فان صحف الضفة ستوزع بشكل سريع لأن هيكلية مكاتبها ومراسليها جاهزة في غزة, على عكس هيكلية مكاتب ومراسلي غزة في الضفة, مما يحدث حالة من عدم الإنصاف, لذلك يجب أخذ هذه الأمور بعين الاعتبار, وإعطاء الإذن المسبق لهذه الصحف حتى يتم الانتقال للترجمة العملية".

وأشار أبو حشيش إلى أن العلاقات الاجتماعية بين الإعلاميين أنفسهم لم تنقطع حتى في أسوء الظروف, مؤكداً على أن المكتب الإعلامي كان وسيبقى "جاهزا وبشكل كبير لمناقشة ملف المؤسسات الإعلامية المغلقة".

وعرض أبو حشيش رؤية المكتب الإعلامي الحكومي الخاصة بأدوات الإعلام الرسمي خلال الفترة القادمة, مبيناً خلالها أهمية دراسة فكرة تحرير الإعلام الفلسطيني وجعله إعلام حر مرتبط بمنظومة قيم, إضافة إلى استخدام الإعلامي لأدواته من أجل تحقيق عنصر الضغط.

أما بخصوص نقابة الصحفيين, فقال أبو حشيش: "قضية النقابة سهلة جداً, وهي بحاجة فقط إلى إعادة صياغة وتفعيل وترتيب", مشدداً على أن أي حكومة عاقلة تدعم وجود نقابة قوية تجمع الإعلاميين, لأن ذلك يخدمها نظراً لكونها تتعامل مع مرجعية واضحة.

مداخلات ومقترحات

من جانبه، دعا الصحفي فتحي صباح مراسل جريدة "الحياة اللندنية" لعقد لقاء لبحث مشكلة نقابة الصحفيين، والخروج إلى حل ما يجري داخل النقابة من مشاكل كانت قائمة ما قبل الانقسام وتم تعزيزها خلاله.

وقال: "لا نريد تكرار الدعوات في ظل طمس أي حل على أرض الواقع، ويجب التحرك من قبل كافة الصحفيين لمواجهة أي انتخابات يمكن أن تعقد داخل النقابة في الخامس من يوليو القادم، وهو موعد الانتخابات السنوي داخل النقابة".

واقترح صباح أن يتم عقد اجتماع لممثلي الأطر والمؤسسات الصحفية لوضع تصور لنقابة صحفيين مهنية، بعيدة عن التدخلات الحكومة أو السلطة.

بدوره، شدد أستاذ الإعلام بجامعة الأقصى أحمد حماد على أهمية عقد جلسة ما بين الأطر الإعلامية لوضع أسس لكيفية إخراج النقابة من الوضع القائم بعيدًا عن المحاصصة، والدعوة لانتخابات محددة زمنيًا على أسس سليمة.

وقال: "المطلوب خطوة عملية على الأرض بالسماح لدخول الصحف إلى قطاع غزة"، وطالب برؤية فلسطينية موحدة وخطاب إعلامي رسمي موحد نحو قضايا المصالحة ومتطلبات المرحلة الحالية.

من جانبه، قال الصحافي زكريا التلمس إن "هناك حاجة للبدء بسرعة للدفع تجاه تجاوز حالة الصمم التي يعيشها الإعلام الفلسطيني، والعمل على تجميع كافة وسائل الإعلام حول نفس وطني جديد، ومنع وسائل الإعلام الصفراء من الخروج عن هذا النفس".

بدوره، أكد الصحافي حسن جبر من صحيفة (الأيام) المحلية أن حل موضوع النقابة حاليًا يفكك الكثير من العقد والمشاكل الأخرى، داعيًا للاتفاق على أسس إدارة الخلاف بإصلاح النقابة برمتها.

في حين أكد الصحفي حامد جاد أن الانقسام رسخ وعزز الخلل الموجود أساسا بالنقابة، داعيا لطرح مبادرة شاملة من قبل الإعلاميين أنفسهم تنهي الحالة الراهنة.

الحوار والمبادرة

أما الدكتور خضر الجمالي مدير عام صحيفة فلسطين فأكد على أهمية إتاحة المجال لعمل الصحف الفلسطينية بكل حرية ويسر، مطالبا السلطة في رام الله بالمبادرة للسماح بتوزيع وطباعة صحيفة فلسطين في الضفة المحتلة.

وفي مداخلته، طالب الصحفي صخر أبو العون بوجود مصالحة إعلامية تتزامن مع المصالحة السياسية، داعيا الصحفيين للتوافق على ميثاق شرف للعمل الإعلامي.

من جهته، أشار الصحفي موسى أبو كرش من صحيفة الحياة الجديدة إلى أن مشكلة الإعلام الفلسطيني بدأت عندما انساق الإعلامي وراء السياسي، مطالبا بالعمل خلال الفترة المقبلة على إيجاد ما أسماه ثقافة الإعلام الوطني.

وأكد الصحفي عماد الإفرنجي مدير مكتب فضائية القدس على أن أزمة الإعلام الفلسطيني بدأت كأزمة أخلاق، مطالبا بضرورة مصالحة الصحفيين مع ذاتهم لإصلاح الخلل وبلورة موقف جديد يتناسب مع المرحلة القادمة.

أما الصحفي امجد الشوا مدير وكالة بتراء الأردنية، فأوضح ضرورة الحوار الدائم بين مختلف أطراف العمل الإعلامي، داعيا لوجود قانون لنقابة الصحفيين يتم وضعه ومناقشته من قبل الإعلاميين أنفسهم، مطالبا بإتاحة الفرصة لجميع وسائل الإعلام للعمل بشكل حر.

وقد أجمع المشاركون في مداخلاتهم على ضرورة إنهاء كافة مظاهر الانقسام المتعلقة بالعمل الإعلامي الفلسطيني سواء في الضفة الغربية وقطاع غزة, داعين إلى العمل بشكل جماعي من أجل تخطي المرحلة السيئة السابقة التي عانى منها الفلسطينيون, وإعادة ترتيب الأوراق من جديد.

وأكدوا ضرورة تفعيل نقابة الصحفيين من جديد, وإعادة طباعة وتوزيع الصحف الفلسطينية, إضافة إلى فتح كافة المؤسسات الإعلامية المغلقة وتحريم الاعتقال على خلفية العمل المهني.

كما أشادوا بمبادرة المكتب الإعلامي الحكومي والتي دعا خلالها تلفزيون فلسطين للعمل في قطاع غزة, والتي نتج عنها السماح لتلفزيون الأقصى بالعمل في الضفة الغربية, داعين إلى تعزيز تلك المبادرة, مؤكدين على أن اتفاق المصالحة يحتاج إلى كثير من الأمور على المستوى السياسي والاجتماعي من أجل تطبيقه على أرض الواقع بأريحية تامة.

وأكدوا على ضرورة البدء الفوري بتطبيق بنود اتفاقية المصالحة الوطنية على أرض الواقع, وتحديداً الأمور المتعلقة بالعمل الإعلامي والذي يعتبر مدخلاً مؤثراً على المستويات السياسية والاجتماعية والثقافية كافة, لافتين إلى أن ذلك يساهم في فرض الأجواء الايجابية على أرض الواقع.

وفي نهاية الجلسة أجمل د.أبو حشيش ما ورد على لسان المتحدثين، مؤكدا على أن المكتب لا يتدخل في الشأن النقابي بقدر ما يسعى للضغط لحل الموضوع بالتوافق باعتباره المدخل الذي سيحل كافة القضايا التي تمس العمل الإعلامي، واعدا بتبني أي حل يتم التوافق عليه.