خبر خطوط 1967 وعرض الدعوى الأمنية- إسرائيل اليوم

الساعة 10:34 ص|03 يونيو 2011

خطوط 1967 وعرض الدعوى الأمنية- إسرائيل اليوم

بقلم: دوري غولد

ولّد اعلان رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو أمام مجلس النواب الامريكي بأن خطوط 1967 لا يمكن الدفاع عنها طوفانا من المقالات التي فحصت عن هذه المسألة. زعم وليام ب. كوانديت، الذي خدم في مجلس الامن القومي تحت سلطة الرئيس جيمي كارتر في "بوليتيكو" في الخامس والعشرين من أيار انه "يحسن الانتباه الى ان اسرائيل حاربت حربين بنجاح كبير في 1956 وفي 1967 بدأتا من هذه الحدود بالضبط".

تابع غلين كيسلر من صحيفة "واشنطن بوست" في الاتجاه نفسه في الراديو العام الوطني قائلا: "اسرائيل في واقع الامر دافعت عن نفسها دفاعا جيدا جدا من هذه الخطوط في مواجهة جيوش من جميع الجبهات". ووصف فريد زكريا في الـ "سي.ان.ان" القلق الاسرائيلي المتعلق بخطوط 1967 بأنه جزء "من عالم اختفى في الحقيقة". وانضم عدد من الاكاديميين الاسرائيليين الى الجوقة وتساءلوا بصوت عال عن أهمية الجغرافيا في حرب حديثة.

لا مخالف عن ان فكرة ان خطوط 1967 ليست قابلة للدفاع عنها، ليست جديدة. فقد توصل مهندسو مبدأ الامن القومي لاسرائيل الى هذا الاستنتاج بعد حرب الايام الستة. وكان يغئال ألون هو المؤيد الأشد حماسة لانشاء حدود جديدة وكان نائب رئيس الحكومة في ذلك الوقت وتولى في 1948 قيادة البلماح.

كتب ألون إذ كان وزير الخارجية في عدد تشرين الاول 1976 من مجلة "فورين أفيرز" مقالة عنوانها: "اسرائيل: دعوى حدود قابلة للدفاع عنها"، قدم فيها المنطق الاستراتيجي لموقفه. فذكر ان خطوط 1967 كانت خطوط الهدنة في حرب التحرير لا حدودا دائمة، واقتبس ألون من كلام سفير الولايات المتحدة في الامم المتحدة في 1967، آرثر غولدبرغ الذي قال ان خطوط 1967 ليست آمنة وليست معترفا بها.

كانت خطة ألون تقوم في أساسها على غور الاردن الذي أصبح خط الدفاع الرئيس لاسرائيل في الشرق. ودفع موشيه ديان الى الأمام باتجاه بديل من اجل احتياجات اسرائيل الأمنية في الضفة الغربية، أكد أهمية ظهر الجبل لكنه رفض مثل ألون فكرة ان تعود اسرائيل الى خطوط ما قبل الحرب.

وكان هناك منطق استراتيجي آخر لخطة ألون هو منع تهريب السلاح وانتقال المنظمات الارهابية الى الضفة. هذا الهدف مفهوم تماما إزاء نتائج الانفصال من طرف واحد عن قطاع غزة في 2005. فقد أفضى الانسحاب الذي اشتمل على خروج من محور فيلادلفيا الى أن وصل سلاح متقدم الى مستودعات سلاح حماس مكّنها من ان تجعل مدنا أبعد مثل عسقلان في 2006 في مدى الاصابة.

أدرك اسحق رابين الذي دفع الى الأمام باتفاقات اوسلو في 1993 أفضل من الجميع معضلات اسرائيل الاستراتيجية في السنين التي تلت ذلك. فقد طلب الى الكنيست في تشرين الاول 1995 قبل شهر من مقتله ان توافق على اتفاق اوسلو الثاني الذي وقع عليه في البيت الابيض. وفي خطابه بسط تصوره المتعلق بحدود المستقبل. فبين ان اسرائيل لن تنسحب الى خطوط 1967 وأصر على الحفاظ على القدس موحدة. وفي النهاية أكد مثل استاذه يغئال ألون ان اسرائيل ستسيطر على غور الاردن، "بالمعنى الواسع لهذا المصطلح".

السؤال الملح هو: اذا كان رفض خطوط 1967 موقفا مشتركا بين قادة الأمن طوال السنين فلماذا تثير هذه الدعوى التساؤل الآن؟ والجواب ان حكومات اسرائيل لم تُثر منذ سنين كثيرة الدعوى الأمنية عندما عرضت علنا الموقف الاسرائيلي المتعلق بالمسيرة السياسية. إن الرد المشايع في مجلس النواب الامريكي وعند الجمهور الامريكي على إسماع مواقف اسرائيلية مثل حدود قابلة للدفاع عنها يُبين أن ليس من المتأخر جدا عرض الجانب الأمني باعتباره جزءا أساسيا من الدبلوماسية الاسرائيلية.