خبر المدينة التي جُمدّت معا- هآرتس

الساعة 08:22 ص|02 يونيو 2011

المدينة التي جُمدّت معا- هآرتس

بقلم: يسرائيل هرئيل

أول أمس، في جلسة مركاز هراف تمنى رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو قائلا: "في القدس المبنية أكثر في السنة القادمة". أهذا وعد بالغاء التجميد عمليا؟ أهذا رد على وزير الاسكان على أننا لا نبني في القدس بناءا عاما منذ سنتين؟.

عندما استسلم نتنياهو لاملاء التجميد من براك اوباما أبرز صدره وقال متحديا: ليست القدس مستوطنة. لن يكون فيها تجميد. وفي واقع الامر، في القدس الموسعة (بالنسبة لكبرها واحتياجاتها) حظر البناء مطلق تقريبا: فقد بيع ما لا يزيد عن 350 وحدة سكنية حكومية في السنة الاخيرة في المدينة التي جُمد فيها البناء كله.

توجد في اماكن كثيرة في يهودا والسامرة في الحقيقة اعمال وقف بناء أو تأجيله، لكن أساسها ينبع من كثرة الاستئنافات التي ترفعها "سلام الآن" الى المحكمة العليا. وفي القدس في مقابل ذلك - من غير المحكمة العليا أو "بتسيلم" – نتنياهو هو الكابح الرئيس.

في حي بسغات زئيف الذي يسكنه نحو من 60 ألفا من السكان، يُعيق ديوان رئيس الحكومة بناء نحو من 650 وحدة سكنية. وفي حومات شموئيل (جبل أبو غنيم في الماضي) جرى تعويق نحو من 950 وحدة سكنية. وأشد من كل ذلك انه منذ سنتين، أي منذ تولى نتنياهو السلطة، كان في أحياء شرقي المدينة نحو من 400 وحدة سكنية مُعدة للبيع ويعيق "شخص ما" اجازة بيعها. ويسود الغموض رمات شلومو منذ وقعت حادثة جو بايدن.

إن نتنياهو اذا أراد في هذه المرة ان يكون رجل حقيقة – واذا شاء الاستمرار في ان يبرهن لاوباما على انه زعيم ذو تصميم لا رجل كلام فقط – مُجبر على إحلال البناء فورا وذلك بالتأكيد في اماكن توجد فيها رخص وهي: راموت وهار حوماه وغيلو وغيرها. ان التجميد يرفع أسعار السكن في العاصمة على نحو مفرط اذا قيس بكل مدينة اخرى في الدولة. وهذا هو السبب الذي يجعل شباب العاصمة يتركونها لا تحولها الى الحريدية كما تقول عناصر انتهازية.

إن التحول الى الحريدية موجود ومثقل في الحقيقة، لكن اولئك الذين يريدون منع سيطرة الحريديين خاصة مجبرون على الوقوف في مقدمة من يمنعون مغادرة العلمانيين. وهم في الواقع يعملون عملا معاكسا: فهم يقومون بحملة تخويف مبالغ فيها في الأكثر لجعل الحياة في العاصمة بغيضة. وهم ايضا يقودون معارضة البناء في غربي المدينة بسبب دعاوى بيئية وحفاظ على المنظر الطبيعي – حيث يوجد احتياطي كبير من الارض. وفي شرقي المدينة بطبيعة الامر، لكن بسبب معارضة سياسية هناك.

"القدس" تعرف جيدا ما تفعل لتحقيق الوعود التي بذلها طوال السنين حكومات يسار ويمين معا بأن تظل المدينة الموحدة عاصمة اسرائيل أبد الآبدين. إن ثلثي السكان في المدينة اليوم يهود لكن الزيادة الطبيعية اليهودية هي 1.6 قياسا بـ 3.3 في الوسط العربي. ويوجد كثيرون يتسللون اليها بسبب المعاناة الكبيرة التي يعانيها عرب شرقي المدينة.

لزيادة عدد اليهود ينبغي البناء كثيرا في المنطقة (إي 1) (بين القدس ومعاليه ادوميم) مثلا. هذه اراضي دولة مثل اراضي شرقي القدس ومعاليه ادوميم. والخطط موجودة. لا يعوز سوى التمسك بالهدف (إلا اذا كان يوجد شيء في القلب وشيء على اللسان) والشجاعة لتحقيق التصريحات التي بُذلت أول أمس في مركاز هراف وأمس في "جفعات هتحموشت". إن البناء الكثيف في هذه المناطق سيفرغ من المضمون ايضا كل اعتراف للامم المتحدة بدولة فلسطينية عاصمتها القدس.