خبر حزب 67- معاريف

الساعة 08:21 ص|02 يونيو 2011

حزب 67- معاريف

بقلم: مئير بلايخ

خطاب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أمام الكونغرس في واشنطن كان خطابا جيدا لبيبي وسيئا لليهود. غير أنه بينما اعتباره "جيدا" كما أظهرت استطلاعات الرأي العام في البلاد، هو للمدى الفوري فان "السيء" سيؤثر على ما يجري هنا في المدى البعيد. رئيس الوزراء منع بسلسلة اللاءات التي طرحها في خطابه كل امكانية لاستئناف المفاوضات السياسية.

في خطابه أمام الكونغرس المؤيد عرض نتنياهو الشعار الذي على اساسه سيدير حملته الانتخابية – "لا لحدود 67". الطرح المصطنع لحدود الخط الاخضر كموضوع الخلاف الاساس مع الرئيس الامريكي يستدعي من الاحزاب الاخرى عرض موقفها بالنسبة اليها. عمليا، السؤال الهام الذي ينبغي لاسرائيل أن تسأله هو هل الاحزاب تؤيد الحل الذي يقترحه الرئيس اوباما؟ هل توافق على صيغة بيل كلينتون، وهل مستعدة لان تجري محادثات لتحقيق السلام على اساس مبادرة الجامعة العربية. بالنسبة لكل هؤلاء تشكل حدود 67 (مع التعديلات اللازمة) اساسا للحل، انطلاقا من الفهم بان حدود 67 فقط يمكنها أن تضمن اسرائيل ديمقراطية مع اغلبية يهودية.

معنى خطاب نتنياهو كان الرفض الذي لا لبس له لكل مبادرات السلام المدعومة من محبي مصلحة اسرائيل في ارجاء المعمورة. معنى خطابه هو أن اسرائيل تختار المواجهة مع اصدقائها وتخاطر باندلاع العنف في داخلها وخلف حدودها. هذه الاستنتاجات من خطاب نتنياهو لم تجد تعبيرها في الاستطلاعات التي اجريت فور هدوء الهتافات في الكونغرس. هذه هي طبيعة الاستطلاعات، ولا ينبغي أن تعمي زعماء الاحزاب الاخرى، التي ينبغي لها ان تطرح بديلا على المسار الذي اختاره نتنياهو، الليكود وملحقاتهما.

حيال معسكر اليمين يجب أن تقف حركة تقول نعم لحدود 67 كأساس للمفاوضات. لن يكون في ذلك تجديد كبير، ايهود باراك كان مستعدا لان يبحث فيها في كامب ديفيد، حكومة اولمرت – لفني ادارت على اساسها المفاوضات مع ابو مازن وابو العلاء. وبالفعل، حزب كديما هو، ظاهرا، المرشح الاول لرفع علم حدود 67. عمليا، رئيس الوزراء لا يترك له الكثير من البدائل. عليه أن يختار هل ينجر خلف مسار المواجهة التي رسمها نتنياهو أم سيختار الوقوف في وجهه بقول واضح. الاقوال التي انطلقت على لسان الناطقين باسم كديما تعطي الاحساس بان الحزب يجد صعوبة في اتخاذ القرار.

بعد سنتين من المعارضة العقيمة، فان هذه هي فرصة تسيبي لفني وكديما ليصبحا بديلا مع رسالة واضحة. ولكن هل زعيمة المعارضة ورفاقها في الكتلة يرغبون في ذلك حقا؟ هل حزب معظم نوابه هم خريجو الليكود، قادر على ان يقف كرجل واحد ويؤيد موقفا يتعارض مع موقف بطل الاستطلاعات في نهاية ايار 2011؟ يخيل أن الجواب على ذلك سلبي. في أعقاب توقع "التسونامي السياسي" الذي يطرحه علينا وزير الدفاع والتضعضع المتوقع للهدوء الامني، يتعاظم الخوف في أنه اذا استيقظ كديما بالفعل في لحظة ما، فان هذه ستكون لحظة متأخرة اكثر مما ينبغي.

وعليه فان هذا هو الوقت لتجند كل الاشخاص والمحافل الراغبة في دولة يهودية – ديمقراطية، مؤمنة بانه لا يزال يوجد احتمال في التوصل الى اتفاق سلام مع السلطة الفلسطينية بحيث تقام دولة مجردة تحت مظلة دولية. على هذه المحافل، بما في ذلك تلك التي خارج الساحة السياسية، ان تضع جانبا كل الخلافات الايديولوجية الاخرى حين تقود حكومة نتنياهو الدولة الى هوة سياسية وأمنية. فقط عندما تنصرف دولة اسرائيل عن سيطرتها على الشعب الفلسطيني وتحظى باتفاق سلام يضمن هدوءا سياسيا وعسكريا يمكنها أن تتفرغ لحل مشاكلها الاخرى. في هذا الزمن يوجد اضطرار لاقامة معسكر يرفع علم 67.