خبر الولايات المتحدة وأبو مازن والنكبة- إسرائيل اليوم

الساعة 08:02 ص|02 يونيو 2011

الولايات المتحدة وأبو مازن والنكبة- إسرائيل اليوم

بقلم: درور ادار

الولايات المتحدة تعصف. وحالة الجو متعتعة. المطر والضباب في كل مكان. محادثة اليوم. جئت الى فرجينيا الغربية، الى بلدة غافية اسمها ويلينغ تقع على ضفة نهر اوهايو. كانت في القرن التاسع عشر مركزا مدنيا مهما وليس فيها اليوم أكثر من 30 ألف من السكان. ومع كل ذلك عندهم فرقة سمفونية شهيرة خاصة.

في منتصف القرن التاسع عشر جاء الى هذا المكان يهود من المانيا وطوروا حياة التجارة. بقي منهم قليلون جدا. يُستعمل بيت رب صناعة تبغ يهودي اسمه بلوخ أثرى من انتاج تبغ المضغ، يُستعمل دارا لناس كبار السن. اسأل مضيفتي أين العائلة؟ بدلوا دينهم. هذا أمر يثير العناية. بالمناسبة تقول المضيفة أنا بدلت ديني ايضا وهي النشيطة أساسا في الكنيس اليهودي. هذه امريكا.

في كل مكان آثار من أبناء البلاد الأصليين في امريكا، الهنود الحمر. أتذكر مثلا الموهيكاني الأخير لكوبر. لكن مثل هذه الكتب خدمت الاستعمار الابيض الذي محا الهنود الحمر وثقافتهم. فلم يبق منهم سوى الأسماء. الكثير من الأسماء. أديروا على ألسنتكم الأسماء التي تعرفونها وسيتبين أن كثيرا منها أصله قبائل الهنود الحمر التي كانت ولم تعد موجودة. ولّد الاستعمار الابيض في امريكا، مثل الاستعمار الاوروبي في افريقيا والشرق الاوسط، تأنيب ضمير الغرب الذي يحاول أن يُطهر نفسه على حساب دولة اليهود، فاليهود كما تعلمون مستعمرون جاءوا الى بلد ليس لهم والتقوا سكانا كانوا مندمجين في المكان آلاف السنين، منذ كان اليبوسيون ذوو السمعة غير الطيبة. قامت هذه الأكاذيب على ارض سهلة لان الغرب أراد أن يُكفر عن اعماله، واليهود كبش فداء سهل يُطرح عليه مظالم آبائهم ثم يُرمى – أي نُرمى – الى الجحيم.

اجل، هذا فصل حزين في ماضينا، تتنهد المضيفة الطيبة وتشير الى المنحدر الذي قفز منه بحسب الاسطورة أحد أبطال البيض عندما حاول الهرب من الهنود الحمر. أتفهمون؟ هكذا تقوم أكذوبة "النكبة". هكذا كان يستطيع أبو مازن أن يُعيد كتابة التاريخ بمقالته في صحيفة "نيويورك تايمز". لكن لا يجب عليه ان يفعل ذلك فهذه اعمال يومية في الاكاديمية والاعلام الاسرائيليين اللذين يقبلان صناعة الأكاذيب هذه كأمر مفهوم من تلقاء ذاته.

عرض أبو مازن في مقالته عرضا باطلا، مريحا جدا لرفاق توماس فريدمان الذين يذوبون بسبب "اعتدال" هذا الرجل. سأتناول فقط مادة من مقالته تتحدث عن اقتراح التقسيم في 1947.

اليكم مادتين من الميثاق الوطني الفلسطيني الذي لم يتم تغييره حتى الآن تغييرا قانونيا، وما يزال الوثيقة الملزمة لأبو مازن: "تقسيم فلسطين في سنة 1947 واقامة اسرائيل باطلان من أساسهما، دونما صلة بالوقت الذي مضى..." (المادة 19). و"دعوى صلة اليهود التاريخية أو الروحية بفلسطين لا تتفق مع حقائق التاريخ..." (المادة 20).

اجل، هذا هو الميثاق الوطني لشركائنا "المعتدلين"، الذين ينجحون في الحكم فقط بفضل حراب جيش المستعمرين اليهودي. تنضم مقالة أبو مازن الى سلسلة أكاذيب طويلة اختص الفلسطينيون بها، ولهذا فان الكُتيب الذي أصدرته حركة "اذا شئتم" والذي يدحض دعاوى "النكبة" هو عمل مهم جدا. لان الحقيقة التاريخية تُثبت حقنا في هذه البلاد وتدحض صناعة الأكاذيب العربية.