خبر عشراوي: خطاب نتانياهو رجعي ولا يلاقي التطلعات الأميركية والأوروبية

الساعة 03:45 ص|02 يونيو 2011

عشراوي: خطاب نتانياهو رجعي ولا يلاقي التطلعات الأميركية والأوروبية

فلسطين اليوم-وكالات

مع دخول المساعي الفلسطينية مفترقاً حاسماً هذا الصيف، إما باتجاه مفاوضات جدية أو باتجاه الأمم المتحدة لمحاولة نيل عضويتها في أيلول (سبتمبر) المقبل، تحدثت عضو المجلس التشريعي الفلسطيني حنان عشراوي لـ «الحياة» عن التحولات التي تشهدها تلك الساحة، معتبرة أن خطاب رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو «الرجعي فكرياً وسياسياً» سيُساعد في زيادة الدعم الأوروبي والدولي للفلسطينيين. واستبعدت قطع المساعدات الأميركية عن الحكومة الفلسطينية المقبلة، معتبرة أن حركة «حماس» تدرك اليوم أن «مصدر صدقيتها وشرعيتها فلسطين وليس تحالفاتها الخارجية».

وأكدت عشراوي التي حضرت إلى واشنطن «للحد من الضرر الذي أحدثته زيارة نتانياهو ولتقديم الموقف الفلسطيني في شكل واضح وصريح إلى الكونغرس والإدارة»، أن خطاب زعيم «ليكود» أتى بوقع «سلبي» و «مردود عكسي» في غرف صناعة القرار السياسي الأميركي والأوساط المعنية بالملف الفلسطيني - الإسرائيلي كون هذه الجهات «تريد أن تتعامل بجدية مع القضايا الجوهرية بحثاً عن حلول، وهي ليست وراء فرض رؤية معينة».

ورأت عشراوي التي عاصرت أربع إدارات أميركية منذ دخولها المجلس التشريعي عام 1996 أن «نتانياهو يضحي بالبعد الاستراتيجي وبعلاقة إسرائيل مع واشنطن في مقابل نجاح تكتيكي آني صغير»، مضيفة أنه «اختار مجدداً إهانة أوباما شخصياً كما أهان سابقاً نائب الرئيس جوزيف بايدن خلال زيارته تل أبيب الربيع الماضي، وقبل ذلك الرئيس بيل كلينتون».

وأشارت إلى أن رد فعل الحكومة الإسرائيلية على اقتراحات أوباما «يعكس مبالغة كبيرة... كونه لم يأت باقتراحات جديدة، بل أعاد صوغ مواقف تحدث عنها (الرئيسان السابقان بيل) كلينتون و (جورج) بوش»، كما أن أوباما «تماثل أيديولوجياً وفكرياً مع نتانياهو في قضيتي أمن إسرائيل ويهودية الدولة».

واعتبرت أن الجانبين الأميركي والأوروبي على حد سواء كانا يتوقعان خطاباً يضع خطة للوصول إلى السلام من نتانياهو، وتحدثت عن «نوع من الصدمة» لديهما لأن الخطاب «كان دون المستوى والتوقعات، خصوصاً في ضوء الربيع العربي»، فاستراتيجياً، هناك «مصالح أوروبية وأميركية في العالم العربي، وهم بغنى عن نتانياهو ليعيد عقارب الساعة إلى الوراء ويزيد من حال عدم الاستقرار».

وأضافت أن الخطاب «أظهر الرجعية الفكرية والسياسية لدى نتانياهو وعدم استعداده للتعامل مع أي خطة للوصول إلى السلام، بل سعيه إلى خطة لإغلاق الأبواب» عليه.

 

وأمام هذا الواقع، حذرت عشراوي من خطورة الوضع، وأشارت إلى أن المجتمع الدولي يدرك ذلك «وهناك اجتماع للجنة الرباعية ووعي لضرورة التحرك السريع وإنصاف الشعب الفلسطيني... وألا تختفي الفرص بعد هذه المرحلة وندخل في مرحلة جديدة». وشددت على أن الجانب الفلسطيني «بحاجة إلى حليف قوي مثل الولايات المتحدة»، وأن ذهاب نتانياهو إلى حد «جعل الشعب الأميركي يختار بينه وبين رئيسه ليس قضية مسؤولة، وستضر بمصالح إسرائيل على المدى الطويل».

 

ورداً على سؤال عن التحفظات الأميركية عن موضوع المصالحة الفلسطينية وضغوط الكونغرس لقطع المساعدات عن الحكومة المقبلة، رأت عشراوي أن «الإدارة الأميركية تعرف طبيعة المصالحة الفلسطينية، وأن الحكومة ستكون حكومة مستقلين ومهنيين يرضى عنها الجميع... والعنوان الأساسي للمفاوضات يبقى منظمة التحرير الفلسطينية، وبرنامج الرئيس... نحن لا نطالب أحداً بأن يفاوض حماس». وأضافت أن «المضحك أنه في ثورات العالم، لم يطلب من الثوار الاعتراف بالقوة التي تضغط عليهم أو أن يرموا السلاح قبل الوصول إلى اتفاق... وثانياً أن ليس هناك أي مكان في العالم يطلب فيه من الأحزاب أن تعترف بالدول، عادة الحكومات هي من يعترف بالدول». وتساءلت: «لماذا المطلوب من حماس الاعتراف بإسرائيل مثلاً؟»، معتبرة أن «حماس قبلت حل الدولتين ومبدأ المفاوضات، وردود الفعل هنا أيضاً مبالغ فيها لأن نتانياهو لا يريد المفاوضات ويبحث عن أعذار ووسائل لتفادي عملية تفاوضية حقيقية». أما عن احتمال قطع المساعدات، فأشارت إلى أن «المعونات ليست لحماس، هي لبناء المؤسسات... لا خوف في هذا الشأن، علماً أن المساعدات الأميركية ليست الأساس ولو أنها جزء مهم، وقطعها يعبر عن قصر نظر ولا نتوقعه».

 

وعن قبول «حماس» بالمصالحة، رأت عشراوي أن «هناك تحولاً في الحركة، هناك إدراك منها بعد التغييرات في المنطقة بأن مصدر صدقيتها وشرعيتها فلسطين، وليس تحالفاتها الخارجية». وأضافت إلى هذه العوامل عودة الدور المصري و «أن مصر تريد إعادة صوغ علاقتها مع فلسطين والجميع... وتأخذ اليوم قرارات سيادية تتعلق بمعابرها». وتابعت أن «كل التغييرات العربية في مصلحة القضية الفلسطينية»، معتبرة أن الجانب الفلسطيني يريد «تصحيح العلاقات العربية ووقف التدخل السلبي في الانقسام الفلسطيني وتغذيته لتعميق الشرذمة العربية».

 

وخلصت إلى أن «التغييرات العربية وما تمر به سورية بكل صراحة أدت إلى إقناع حماس أن برنامجها السياسي ومصالحها المستقبلية هي في الوحدة الفلسطينية وإعادة اللحمة» الداخلية.