خبر بيت صغير عربي- هآرتس

الساعة 08:10 ص|31 مايو 2011

 

بيت صغير عربي- هآرتس

بقلم: عكيفا الدار

"على القدس ان تبقى العاصمة الموحدة لاسرائيل"، قال رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في جلسة الحكومة الاحتفالية، التي عقدت في "برج داود" بمناسبة "يوم القدس". في أعقاب روح المصالحة التي نزلت عليه مؤخرا، اضاف نتنياهو وقال ان "الامر يخلق مصاعب بالنسبة للفلسطينيين، ولكن مع الابداعية والنية الطيبة، سيكون ممكنا ايجاد حل".

غالب الكالوتي، من سكان الشطر الشرقي من المدينة الموحدة، سيسره ان يدعو نتنياهو الى حملة ابداعية واختبار للنية الطيبة في ملكه الصغير في حي التلة الفرنسية (خلف خطوط 4 حزيران 67). قصة البيت الحجري من طابق واحد المهجور للكالوتي في شارع ايتسل يظهر لنا تلك "المصاعب" الخفية بالنسبة للفلسطينيين، والتي تختبىء خلف شعار "وحدة القدس". على مدى ثلاث سنوات تتدحرج خطة بناء مدينية ("طبع") رقم 12877 – تطالب بهدم المبنى القائم وبناء مبنى من ثمانية طوابق في قطعة الارض – بين اللجنة المحلية للتخطيط والبناء واللجنة اللوائية لتعود ادراجها الى الاولى مرة اخرى. أحمد ابو حسين، محرر الخطة نيابة عن المستحدث، تراكض بين الموظفين، عدل المخططات واستوفى كل المطالب. قبل أكثر من سنتين اوصت اللجنة المحلية بايداع الخطة. ولكن اللجنة اللوائية أعادت الخطة الى شقيقتها المحلية مرفقة بثلاثة "تحفظات".

"التحفظ" الاكثر اشكالية صيغ بكلمات: "فحص التغيير الدراماتيكي في طبيعة البناء". بكلمات بسيطة – تحويل بيت من طابق واحد "رومانسي" الى مبنى من ثمانية طوابق. هولي لاند حقيقية. وتواصل القصة يوصف في رسالة بعث بها في 12 أيار بابا الالو، عضو مجلس البلدية عن ميرتس، الى مهندس المدينة شلومو اشكول.

الالو، الذي هو ايضا رئيس لجنة الرقابة في بلدية القدس، يشير الى أن كل "التحفظات" لاقت جوابا من مخطط المدينة امنون اربيل. تقرر بان تخرج اللجنة في جولة ميدانية، كي يرى الاعضاء بام أعينهم "طبيعة البناء" في شارع ايتسل. فلو زاروا المكان (او تصفحوا غوغل) لوجدوا مبان من ثمانية طوابق، تسعة وعشرة طوابق واكتشفوا أن البيت الحجري المهجر هو ذو طبيعة شاذة. ولكن اللجنة تنازلت عن الجولة وقررت رد الخطة.

وها هي، في الجلسة الاخيرة، قبل اسبوعين، بحثت اللجنة بطلب ترخيص بناء لغرض اقامة منازل للطلاب. وتتضمن الخطة هدم مبنى قائم وبناء ستة مباني من عشرة طوابق لكل واحد منها. النطاق يبعد نحو 200 متر عن مُلك لكالوتي. الخطة الجديدة اقرت بالاجماع. وسأل الالو مهندس المدينة اذا كان مخطط البناء المدينية رقم 12877 قد رد لانه مخطط عربي على ارض عربية فيما أن خطة منازل الطلاب مخصصة للبناء اليهودي على أرض بملكية الجامعة العبرية؟ الالو لا يزال ينتظر الجواب.

الرد المجرد لرئيس اللجنة، كوبي كحلون لـ "هآرتس" من خلال الناطق بلسان البلدية الموحدة لا يقدم تفسيرا حقيقيا. "السبيل الوحيد لاقرار الخطط حسب قانون التخطيط والبناء هو في مؤسسات التخطيط، التي ردت هذه الخطة"، يشرح الناطق ويضيف موعظة: "لا مجال وليس مناسبا التأثير بهذا الشكل أو ذاك على مؤسسات التخطيط التي سبق ان اتخذت القرار".

التفسير ينبغي البحث عنه في التصريحات الصادقة الصادرة عن يكير سيغ، عضو كتلة رئيس البلدية الموحدة، نير بركات، والمسؤول عن ملف شرقي القدس في البلدية. قبل نحو سنة قال سيغف في مقابلة صحفية انه "لن نسمح لسكان شرقي القدس بان يبنوا بقدر ما يحتاجون... اعتقد بان المهمة الاهم هي حل ازمة السكن لشرقي القدس".

واضاف منتخب الجمهور وقال: "في نهاية اليوم، بقدر ما لا يبدو قول ذلك سليما سياسيا، فاننا سننظر ايضا الى الوضع الديمغرافي في القدس كي نرى بعد عشرين سنة اننا لا نستيقظ الى مدينة عربية". وبالفعل، في الاحياء الفلسطينية التي يوجد فيها مخطط هيكلي، لا يمكن البناء الا على 25 – 75 في المائة من الارض، مقابل 75 - 125 في المائة في الاحياء اليهودية. ولكن، أزمة السكن لم تحسن "الوضع الديمغرافي" في المدينة؛ منذ 1967 ازداد عدد السكان الفلسطينيين من 70 الف نسمة الى 270 الف نسمة تقريبا. وذلك رغم أنه في نفس الفترة صدرت تراخيص بناء لاقل من 15 الف وحدة سكن. يجدر بنتنياهو أن يفكر بحلول ابداعية مع نية طيبة أكبر. مثلا، تقسيم القدس، في واقع الامر، كيف يمكن تقسيم مدينة مقسمة؟

العالم بيتنا

لنائب وزير الخارجية داني ايالون من "اسرائيل بيتنا" يوجد ضعف أمام كاميرات التلفزيون. توثيق لقائه مع السفير التركي السابق، احمد اوغوز تشيليكور، الذي فرض عليه الجلوس على مقعد منخفض، يشكل بالتأكيد مدرسة للدبلوماسية في أرجاء العالم. ولا سيما المقطع الذي يبدو فيه المضيف (دبلوماسي مهني في ماضيه القريب) يهمس في اذان ممثلي وسائل الاعلام "المهم ان يُرى أنه يجلس منخفضا، نحن عاليا، ويوجد هنا علم واحد"، وقدم تحلية إذ طلب "ان يروا اننا لا نبتسم".

يتبين أن ايالون لم يشفَ من الادمان على الاعلام المخدر. قبيل يوم الاستقلال توجه الى السفراء الاجانب وطلب أن يسجلوا بالفيديو التهنئة لاسرائيل. وقد رفعت الاشرطة الى موقع الانترنت الخاص بنائب الوزير. بالطبع من حق الدبلوماسيين أن يرفضوا بأدب، ولكن ليس لطيفا اهانة مضيف هام بهذا القدر. وان كان (على الاقل) واحد تجرأ على التملص.

"ماذا غير ما يرام؟" تساءل ايالون، "بالاجمال أطلب من السفراء أن يشاركونا انطباعاتهم عن اسرائيل". الناطقة بلسان ايالون اضافت بان "في ضوء نجاح المشروع والطلبات العديدة التي تلقيناها من السفراء الذين لم ننجح في ادراجهم في المشروع، نحن ننظر بجدية في امكانية توسيعه".