خبر لمواجهة قرارات الهدم الاحتلالية... إطلاق الحركة الفلسطينية للحق في السكن

الساعة 02:25 م|29 مايو 2011

لمواجهة قرارات الهدم الاحتلالية... إطلاق الحركة الفلسطينية للحق في السكن

فلسطين اليوم: رام الله

أعلن في مدينة رام الله اليوم عن إطلاق الحركة الفلسطينية لحق السكن وذلك تزامنا مع الذكرى العاشرة لاستشهاد أمير القدس فيصل الحسيني وفي الذكرى السادسة عشر لتوقيع ميثاق حركة الحقوق السكنية الفلسطينية الذي أقرته الأمم المتحدة.

جاء ذلك خلال مؤتمر موسع ناقش حق الفلسطينيين في الأرض والموئل والسكن، استعرض المتحدثون فيه حجم وأنواع الاعتداءات الإسرائيلية المتصاعدة على هذا الحق والذي مس ويمس حياة الفلسطينيين في كل مواقعهم سواءاً في الضفة والقدس أم في قطاع غزة والأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948 وكذلك ارض الجولان العربي السوري المحتل.

اعتبر جمال العملة مدير مركز ابحاث الاراضي ان المؤتمر حقق غايته فقال " المؤتمر نجح من خلال نوعية المشاركين الذين تجندوا لخدمة أهداف المؤتمر بشكل جاد وعلمي وتم استعراض حجم الانتهاكات الإسرائيلية وأهمية مواجهتها على الصعيد الداخلي والدولي من خلال التنسيق العالمي مع المؤسسات الدولية مثل الأمم المتحدة واذرعها المتخصصة بحق السكن ودعوة جادة من اجل تطوير الميثاق الفلسطيني للحق في السكن وقراره على المستوى الدولي".

استعرض المتحدثون الخبرات والمهارات والتجارب الدولية والإنسانية في مجال المواثيق والحقوق وفي مجال تجارب إعادة البناء وفي مجال العلاقات الإسرائيلية من حيث تأثرها وتفاعلها مع هذا الحق. كل ذلك في ظل إطار إقرار الجميع بان الحق الفلسطيني في الأرض والسكن لن يتحقق في ظل احتلال يصادر الأرض ويهدم المسكن ويمنع حركة المواطنين حتى في داخل مجتمعاتهم.

أما مدير جمعية الدراسات العربية اسحق البديري فقد تحدث حول مسيرة أمير القدس الراحل فيصل الحسيني وكيف كان له الدور الريادي في حق السكن خاصة بسبب معاناة المقدسيين من جرافات الهدم الإسرائيلية فقال "عقد المؤتمر في مناسبتين حزينتين أولهما الذكرى العاشرة لرحيل المناضل فيصل الحسيني وثانيهما مرور أربع وأربعين سنة على الاحتلال الإسرائيلي للأرض العربية والفلسطينية ,لقد كانت القدس بالنسبة لفيصل الحسيني قضية حق وعدل تستوجب النضال والمقاومة وتستحق أغلى التضحيات وأحد لا ينسى دوره كجسر بين المدينة وأهلها من ناحية وبين القيادة الفلسطينية المتمثلة بمنظمة التحرير الفلسطينية".

المشاركون أكدوا أن خيار الدولة الفلسطينية المستقلة كاملة السيادة على كافة الأرضي الفلسطينية المحتلة سنة 1967 وعاصمتها القدس خالية من المستوطنين اليهود هو خيار الحد الأدنى لإحقاق الحقوق الفلسطينية التاريخية والإنسانية والسياسية دون نسيان أو تجاهل حق الفلسطينيين المهجرين بفعل الاحتلال بالعودة إلى أراضيهم الأصلية، سواءً من هجر منهم خارج البلد أو من هجر هجرة داخلية.

المقرر الخاص بالسكن في مجلس حقوق الانسان في الامم المتحدة ميلون كوتاري الذي شارك بورقة في المؤتمر تحدث عن الجهود التي بذلت خلال السنوات الماضية في أروقة الأمم المتحدة لدفع حق السكن الخاص بالفلسطينيين.

وعن دور المرأة في حركات الدفاع عن حقوق الأرض والسكن كانت الورقة التي قدمتها الهندية شيفاني شودري وهي المدير المساعد لبرنامج الاسكان الاقليمي في جنوب آسيا في التحالف الدولي فشرحت كيفية قيام النشطاء الهنود في التصدي للممارسات الحكومية التي استهدفت حق السكن كتجربة رائدة في هذا المجال.

المدير الاقليمي لمركز التعاون السويدي المهندس محمد خالد استعرض تجربة دول أمريكا الجنوبية وحاول إظهار نقاط القوة التي يمكن للفلسطينيين الاستفادة من هذه التجربة الواسعة.

التوصيات :

من أهم التوصيات اعتبار كافة أوراق وعروض ومداخلات هذه الجلسات من وثائق المؤتمر ودعوة مركز أبحاث الأراضي والمؤسسات المكونة لنواة الحركة الفلسطينية في الأرض والموئل - السكن لمواصلة اجتماعاتها وتحضيراتها لإتمام كافة متطلبات تشكيل هذه الحركة لتحتل موقعها في الساحة الفلسطينية والدولية في غصون ست أشهر من الآن. المؤتمر دعا الضيوف ممثلو المؤسسات والائتلافات الدولية كل حسب موقعه وعلاقاته لمناصرة ومساندة الحركة الفلسطينية في انجاز إقرار ميثاقاً حديثاً للحقوق الفلسطينية في الأرض والسكن , أخذاً بعين الاعتبار الأبعاد المستجدة سياسياً وقانونياً واجتماعياً.

المؤتمر دعا القيادة الوطنية الفلسطينية للعمل على إكمال إعادة اللحمة الفلسطينية على برنامج وطني وحدوي نضالي من اجل بناء ما هدمه الاحتلال ومواجهة سياسات الاحتلال مما يكفل حق الفلسطينيين في أرضهم ومساكنهم. دعوة الجهات المختصة في السلطة الوطنية الفلسطينية لمواكبة التطورات في المواثيق والاتفاقات الدولية بما يخص الحق في الأرض والسكن والتوقيع على هذه المواثيق وتبنيها كأداة من أدوات صيانة الحقوق الفلسطينية.

دعوة المجلس التشريعي الفلسطيني لتطوير مجموعة من القوانين والتشريعات التي تكفل حق الفلسطينيين فردياً وجماعياً في موئل - مسكن آمن وملائم للفلسطيني يحقق كرامته الإنسانية ويحفظ حقه في الوجود.

دعوة رئاسة جامعة الدول العربية ومؤتمر الدول الإسلامية وممثلو الصناديق العربية والإسلامية وصندوق القدس للعمل الجاد والفوري لتجنيد الأموال اللازمة من اجل السكن في فلسطين سواء بناء ما دمره الاحتلال وأو إنشاء تجمعات سكنية تعاونية أو مساعدة المهددين بالهدم مساعدة قانونية وفنية ومساعدتهم في تسديد ما تراكم عليهم من مخالفات وغرامات يفرضها الاحتلال.

دعوة كافة المؤسسات الفلسطينية العاملة في محافظات الضفة الغربية والقدس وقطاع غزة وأراضي 48 والجولان وفلسطينيي الشتات لمزيد من التعاون والتنسيق فيما يخص الحق في السكن الملائم دون أن يؤثر ذلك على حق العودة.

دعوة كافة المعنيين في المؤسسات الحكومية والأهلية والخاصة للتعاون في إبراز الانتهاكات الإسرائيلية وإصالها إلى كافة المحافل الدولية, كما ودعوة كافة المؤسسات القانونية الفلسطينية والعربية والدولة لانجاز ملفات قضائية ورفعها إلى المحاكم الدولية لإدانة الاحتلال الإسرائيلي على جرائمه في هدم وتشريد الفلسطينيين. دعوة كافة أبناء شعبنا الفلسطيني لاسيما الشباب فيهم للانخراط في تشكيل تعاونيات شبابية وإنشاء تجمعات سكنية في الأراضي المهددة بالاستيطان كوسيلة من وسائل مقاومة الاحتلال.

دعوة كافة الممولين المناصرين للحق الفلسطيني لإيلاء مسألة هدم المساكن والدفاع عنها الأهمية القصوى في هذه المرحلة التي تتحدى بها إسرائيل القرارات الدولية وتعلن عن فلسطين أنها ارض الأجداد وعن إسرائيل أنها دولة اليهود.

دعوة الجامعات والمدارس الفلسطينية لعقد الندوات والمحاضرات للطلبة لتعريفهم بهذا الحق الإنساني الذي كفلته المواثيق الدولية ودعوتهم للمشاركة في حملة وطنية من اجل نصرة هذا الحق. دعوة الفنانين والكتاب والصحفيين الفلسطينيين لتوثيق هذه الانتهاكات وتأريخها بما يتلاءم مع حجم الانتهاكات وحضارية عروبة شعب فلسطين. دعوة الأحزاب والمؤسسات والشخصيات الإسرائيلية واليهودية في العالم التي تؤمن بحقوق الإنسان بالوقوف والنضال ضد السياسة الاحتلالية الاستيطانية وضد الممارسات العنصرية التي تقوم بها دولة الاحتلال الإسرائيلي باسم يهود العالم. دعوة الأمم المتحدة وهيئاتها إلى إدانة ممارسات دولة الاحتلال باعتبارها كيان عدواني عنصري, وفرض عقوبات دولية على إسرائيل انتصاراً للميثاق الأساسي للأمم المتحدة.

هذا وقد ثمن المؤتمرون الدور الايجابي الذي قام به منظمو هذا المؤتمر خاصين بالذكر مركز أبحاث الأراضي في جمعية الدراسات العربية.