خبر رهبة رفح -هآرتس

الساعة 08:18 ص|29 مايو 2011

رهبة رفح -هآرتس

بقلم: أسرة التحرير

قرار مصر فتح معبر رفح أمام حركة الاشخاص يبعث كما هو متوقع قلقا عميقا في اسرائيل. التخوف الفوري هو أن يسمح فتح المعبر لحماس وغيرها من المنظمات في القطاع بان تستورد وسائل قتالية بلا حدود. هذه حجة مقنعة، ظاهرا، ولكن أربع سنوات من الاغلاق لم تمنع حتى الان نقل الاسلحة الى غزة أو انتاج الصواريخ في القطاع، فما بالك أيضا هجمات منظمات الارهاب على اسرائيل. تقارير اجهزة الامن عن أن حماس تتزود بصواريخ حديثة بكميات كبيرة تدل على ذلك. وفي نفس الوقت، سارعت مصر الى الايضاح بان هذا ليس إذنا لنقل البضائع ويمكن التقدير بان مصر لا تشجع جمع السلاح في غزة.

الى جانب التخوف الامني، يبدو أن الغضب الاسرائيلي ينبع من أن فتح المعبر يلغي قيمة سياسة الاغلاق الثأرية والوحشية لاسرائيل. هذه السياسة، التي لم تجدي نفعا في اعادة جلعاد شليت ولم تحدث عصيانا مدنيا فلسطينيا ضد حماس مثلما أملت اسرائيل، جعلت غزة السجن الاكبر في العالم، أوقعت مآسي انسانية شديدة وزرعت اليأس العميق في اوساط السكان. هذه سياسة خلقت الشرخ العميق مع تركيا وحطمت صورة اسرائيل في العالم.

تعاون مصر في فرض الاغلاق خلق عرضا عابثا، وكأن السياسة الاسرائيلية تحظى بدعم عربي. مواطنون مصريون تظاهروا مرات عديدة ضد الاغلاق وفتحه يعبر الان عن تطلع النظام الجديد، وان كان مؤقتا، للانقطاع عن سياسة الحاكم السابق، حسني مبارك، والاستجابة للروح الجديدة التي تسود في أوساط الجمهور المصري.

فتح معبر رفح هو قبل كل شيء بادرة انسانية هامة. وبصفتها هذه يجدر باسرائيل ان تحاكي القرار المصري وتعلن عن فتح المعابر الى الضفة عبر الاراضي الاسرائيلية. يحتمل أن تكون بالذات اعادة الحياة في غزة الى وضعها الطبيعي ستسمح بخلق كوابح مدنية تمنع أعمال الارهاب. والاهم من ذلك، فان فتح المعبر سيشير بوضوح الى أن اسرائيل قررت فك ارتباطها عن غزة وهجر استمرار الاحتلال المباشر فيها. ولكن حتى بدون هذه الحسابات الاستراتيجية، فان الجانب الانساني هو الذي يجب أن يوجه خطى حكومة اسرائيل.