خبر هكذا نحفظ أمننا -اسرائيل اليوم

الساعة 08:12 ص|29 مايو 2011

هكذا نحفظ أمننا -اسرائيل اليوم

بقلم: زئيف ألكين

رئيس الائتلاف وكتلة الليكود البرلمانية

(المضمون: يرى الكاتب أن خطبة نتنياهو في مجلس النواب الامريكي كخطبته في الكنيست الاسرائيلية اشتملتا على تعزيز مصالح حيوية لاسرائيل برغم أنهما اذا قيستا بكلام سابق صدر عن نتنياهو فيما مضى تُعدان تنازلا للفلسطينيين - المصدر).

        نجح بنيامين نتنياهو بخطبته في مجلس النواب الامريكي في أن يُخيب آمال الساسة والاعلاميين من اليسار، لانه عرف كيف يحمي عددا من المباديء الأساسية: فلا لحدود 1967، ولا لتقاسم القدس، ولا لدخول اللاجئين الى دولة اسرائيل، ولا لمفاوضة حكومة تكون حماس جزءا منها. نجح رئيس الحكومة في ضمان تأييد كامل في الكونغرس لجميع هذه النقاط الحيوية لاسرائيل، ولهذا كانت خطبته سببا لاستشاطة القيادة الفلسطينية غضبا. لم يكد يزيد شيئا على التنازلات التي قام بها لأسفي الشديد قبل ذلك في خطبة بار ايلان وفي خطبته في الكنيست كما وافق على انشاء دولة فلسطينية. أقترح في هذه الساعة السياسية خاصة والجميع يقلقهم الامكانات السياسية بحسب الخطبتين اللتين خطبهما الاسبوع الماضي رئيس الحكومة نتنياهو ورئيس الولايات المتحدة براك اوباما، واستعدادا للاقتراع على الدولة الفلسطينية في الامم المتحدة في شهر ايلول، أقترح أن نتذكر خاصة خطبة اخرى لرئيس الحكومة الحالي، خطبة تاريخية ذات صلة اليوم كما كانت آنذاك، خطب بها اعضاء مركز الليكود في الثاني عشر من أيار في سنة 2002. في هذه الخطبة أكد رئيس الحكومة الأخطار التي تنبع من دولة فلسطينية.

        الكلام الذي قاله نتنياهو آنذاك لم يفقد شيئا من قوة اقناعه ومن الوصف الصحيح للواقع. وهو يصح على وضعنا اليوم في سنة 2011 بنفس القدر الذي لاءم فيه سنة 2002 التي قيل فيها.

        يضغطون اليوم ايضا علينا للتنازل عن مصالح دولة اسرائيل الحيوية، وفينا من يقولون لنا شيئا مثل: "كي لا يضربونا هلّم نضرب نحن أنفسنا فقد يكون هذا أقل ألما". لكننا في كل مرة حاولنا فيها هذه البدعة، باتفاقات اوسلو لاسحق رابين وشمعون بيرس وبانفصال اريئيل شارون وبمسيرة كامب ديفيد وطابا اهود باراك وفي أنابوليس اهود اولمرت وتسيبي لفني – في كل ذلك دفعنا ثمنا باهظا جدا من حياة الناس ومن إضاعة شعور مواطني اسرائيل بالأمن.

        برغم التنازلات لم يتم احراز السلام وزاد الارهاب حدة. وحان وقت ان نتعلم من أخطاء الماضي. كان عندنا فيما مضى ما يكفي من الخطب التاريخية التي "تحبس الأنفاس"، دفعنا عنها جميعا بعد ذلك أثمانا باهظة. من الخطر جدا حبس الأنفاس لانه يمكن الاختناق من ذلك. يحتاج مواطنو اسرائيل الى خطبة بدل ان تجعلهم يحبسون أنفاسهم للحظة واحدة تُمكّنهم من الاستمرار في التنفس بارتياح وأمن سنين كثيرة.

        تحدث نتنياهو في الحقيقة في خطبته الاخيرة عن دولة فلسطينية لكن أكانت خطبته من نوع الخطب التي تُحظي بتصفيق وتأييد دولي في حين نخشى مع انقضاء الهتاف ان ندفع من أمننا عنها؟.

        واضح أن لا. ولهذا فانهم في كديما غير راضين كثيرا. أكانت خطبة تضمن لنا الأمن وامكانية التنفس بارتياح سنين كثيرة؟ كان نتنياهو ايام 2002 يقول لا لان الخطبة اشتملت على استعداد مبدئي لانشاء دولة فلسطينية. لكنه بسبب الرفض الفلسطيني ورفضهم الدعوة الى مائدة التفاوض فسيبقى الاختلاف بين نتنياهو سنة 2002 ونتنياهو سنة 2011 قائما كما يبدو. وهو اختلاف نظري فقط.