خبر بعد أسطوانة شرطة الأطفال.. ما هي الطريقة الأمثل لتربية الطفل ؟

الساعة 12:21 م|28 مايو 2011

بعد أسطوانة شرطة الأطفال.. ما هي الطريقة الأمثل لتربية الطفل ؟

فلسطين اليوم-غزة (خاص)

"كان يبكي كثيراً وتنهمر الدموع من عينيه كالسيل, وفي ساعات الليل لا يستطيع النوم ويمنع أهله من النوم نتيجة فزعه وخوفه من شرطة الأطفال", بهذه الكلمات بدأت أم محمود تروي لنا حكاية "يوسف" الذي استمع بغير قصد لاسطوانة شرطة الأطفال التي انتشرت بشكل كبير في قطاع غزة.

يوسف أصغر أسير محرر من سجون الاحتلال الصهيوني يتعرض أثناء ساعات الليل لفزع متواصل حينما يتذكر تلك الأسطوانة اللعينة التي استخدمت لتأديبه كما يعتقد إخوته وأبناء عمومته, الذين لم يعتقدون أنها ستتسبب له بآثار سلبية تفزعه صباح مساء.

من جهته قال محمود ابن عمته لـ"فلسطين اليوم الإخبارية", كنت أسير أنا وأخيه في زقاق نتحدث عن أسطوانة شرطة الأطفال والآثار السلبية التي تركتها على تعامل الأطفال, فوجئت بيوسف يهرب ويصرخ ويتجه إلى البيت.. وحينما أردت معرفة السبب ذهلت من الإجابة التي كانت بسببي أنا.

وأوضح, بأن يوسف بدأ يعاني من تبول لا إرادي نتيجة سماعه بالأسطوانة, وأضاف, حينما يتحدث والده أو إخوته عن دور الشرطة في المجتمع الفلسطيني أو سماع أي قصة تتعلق بالشرطة يفزع ويهرب إلى أمه.

من جانبه أكد أبو محمد أنه يستخدم أسطوانة الشرطة لترهيب أبنائه محمد وخالد البالغين من العمر 5-4 أعوام, وأشار, إلى أنه لاحظ خوف أبنائه المتزايد.

وقال أبو محمد لمراسل فلسطين اليوم الإخبارية", كلما أريد أن أهاتف أصدقائي ألاحظ أن أبنائي يبدأن بالصراخ و الهرب وكأن شيء قد أصابهم, لافتاً, إلى أنه شعر بالخوف الكبير عليهم كونهما الطفلين الوحيدان له.

ولفت, إلى أنه اتبع طريقة متغايرة لتخفيف الآثار السلبية المتراكمة عليهم, قائلاً, غضبت كثيرا على محمد وجعلته يتحدث مع أسطوانة الشرطة والذي اكتشف أنها مزيفة وغير حقيقية وبدأ يداعبها ويستخدمها لإخافة أخاه خالد.

هذا حال كثيراً من العائلات الفلسطينية في قطاع غزة التي باتت تستخدم أي وسيلة للترهيب أطفالهم وإخافتهم دون النظر إلى الجانب السلبي الذي يظهر جلياً في تعامل الأطفال في مأكلهم وشربهم وتفاعلهم مع المجتمع.

ولإطلاع أكثر على الآثار السلبية التي تتسبب بها "أسطوانة شرطة الأطفال", والطريقة الأمثل لتربية الطفل خاصة في الخمس سنوات الأولي قالت أخصائية الإرشاد العائلي الأستاذة مريم طبيل, أن شخصيتة الطفل تتكون خلال الخمس سنوات الأولى من حياته والتي تصف شخصيته سوء كانت قوية أو ضعيفة.

وأوضحت طبيل "لفلسطين اليوم الإخبارية", ان استخدام طريقة ترهيب الأطفال بالعنف والضرب خطير جداً على شخصية الطفل وخاصة إذا اكتشف أنها مزيفة وواهمة كما هي "أسطوانة شرطة الأطفال", مما تتسبب في فقدان الثقة بينه وبين والده وربما يتبع سلوك عدواني للتخلص من تلك الآثار السلبية.

وفيما يتعلق بالطريقة الأنسب لترهيب الطفل قالت, هناك وسائل متعددة لترهيب الطفل فإذا استخدم الطفل الألفاظ البذيئة والغير مرغوب فيها نستخدم الوازع الديني أقوى الوسائل وأنجعها في التعامل مع الطفل, مبينة أن السبب وراء ذلك هو مشاهدته لذويه في الوضوء والصلاة وقرأت القرآن الكريم فعلينا استخدام الحلال والحرام, بأسلوب يفهمه الطفل.

وأضافت, الوسيلة الأخرى هو حرمان الطفل جزئيين من المصروف أو الأشياء التي يحبها حتى يشعر أنه أخطاء بحق والده, بشرط ألا تمس تلك الوسيلة بكرامة الطفل وشخصيته.

وأكدت أن المعاملة الحسنة مع الطفل تؤدي إلى استجابة سريعة, بينما استخدام الوسيلة الضرب والعنف مع الطفل يولد لديه خوف شديد تؤدي في بعض الأحيان إلى التبول اللاإرادي والخوف الشديد.