خبر الرئيس الأمريكي أوباما ينظر للقضية الفلسطينية بعين ليكودية عنصرية صهيونية بقلم : أكرم عبيد

الساعة 11:11 ص|28 مايو 2011

الرئيس الأمريكي أوباما  ينظر  للقضية الفلسطينية بعين ليكودية عنصرية صهيونية بقلم : أكرم عبيد

لم يختلف كثيراً ما قاله الرئيس الأمريكي أوباما في وزارة الخارجية الأمريكية عن خطابة الذي ألقاه بعد ثمانية وأربعون ساعة أمام ما يسمى لجنة الشؤون العامة الأمريكية " الإسرائيلية الايباك " باستثناء ما أزعج رئيس وزراء سلطات الاحتلال الصهيوني النتنياهو حول قيام ما يسمى الدولة الفلسطينية على حدود الرابع من حزيران عام 67 والتي رفضها بشكل قاطع في اجتماعه مع الرئيس الأمريكي في البيت الأسود الأمريكي مما اضطر الخواجة أوباما التراجع صاغرا أمام ضغوط اللوبي الصهيوني ليفسر ما قاله في خطابه السابق أمام الايباك ليسترضي اليمين الصهيو أمريكي العنصري المتطرف في الولايات المتحدة الأمريكية لعله يفوز بولاية رئاسية ثانية للولايات المتحدة الأمريكية عندما قال

" إن الدولة الفلسطينية يجب أن تقوم " على حدود الرابع من حزيران عام 1967 " وإنما في" حدود الرابع من حزيران التي من المفروض أن يتم تعديلها بموجب تبادل الأراضي الذي تم التفاوض عليه بين

 " إسرائيل والسلطة الفلسطينية "

بمعنى أخر لقد تعمد الرئيس الأمريكي أوباما توضيح هذه التفاصيل أمام الايباك في سياق الاعتذار لينظر للقضية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطيني بعين عنصرية صهيونية ليكودية يمينية متطرفة بعدما وضع النقاط على الحروف وقطع الشك من اليقين بعد تحديد أولويات إدارته التي تطابقت مع مواقف رئيس وزراء الاحتلال الصهيوني النتنياهو ليسترضي اللوبي الصهيوني في الولايات المتحدة الأمريكية من اجل الفوز بولاية رئاسية ثانية مقابل شطب وتصفية القضية الفلسطينية

وهذه المواقف المنحازة للرئيس الأمريكي أوباما تعيدنا بالذاكرة لتعهد الرئيس الأمريكي الأسبق بوش بورقة الضمانات الأمريكية لرئيس وزراء الاحتلال الأسبق المجرم شارون عام 2004

لذلك ليس غريبا ولا مستغربا على الخواجة أوباما أن يلتزم بضمان امن " إسرائيل " كدولة يهودية ستكون بداية النهاية لوجود مليون ونصف المليون من عرب فلسطين المحتلة عام 1948  في أرضهم التي تمسكوا بها كالقابض على الجمر بعد ثلاثة وستين عاما من جريمة " النكبة "  التي ستسلمهم لجريمة جديدة بعد تطبيق ما يسمى مشروع تبادل الأراضي الذي سيشمل أيضا تبادل السكان من اجل تحقيق عنصرية الدولة اليهودية المزعومة التي ستقطع الطريق على حق عودة اللاجئين الفلسطينيين بموجب القرار الدولي 194

هذه هي الديمقراطية الأمريكية المزعومة التي يتشدق بها الرئيس الأمريكي أوباما الذي تعهد بتقديم الدعم والمساندة للكيان الصهيوني لضمان تفوقها العسكري على جيرانها العرب ولم يكتفي الرئيس الأمريكي بذلك بل تعمد أن يوجه رسالة مباشرة لرئيس السلطة الفلسطينية ابومازن يحذره فيها من مغبة الذهاب بشكل منفرد للأمم المتحدة للاعتراف بالدولة الفلسطينية على حدود الرابع من حزيران عام 1967لانه لن يسمح بعزل " إسرائيل " أو نزع شرعيتها المزعومة وإحراج الولايات المتحدة التي تدخلت كوسيط نزيه كما يزعمون لحل القضية الفلسطينية لذلك المطلوب حسب رأي الرئيس الأمريكي العودة للمفاوضات العبثية بين " إسرائيل " والفلسطينيين لكسب الوقت كما أشار في خطابه

 بالرغم من انه يعلم أكثر من غيره من الذي افشل المفاوضات وافشل مهمة المبعوث الأمريكي الخاص ميتشل الذي استقال من مهمته تحت ضغط اللوبي الأمريكي المتصهين لمكافأة حكومة الاحتلال الصهيوني بمواقفها العنصرية اليمينية المتطرفة الرافضة للسلام العادل والشامل المستند لقرارات الأمم المتحدة الخاصة بالقضية الفلسطينية بعد الموافقة الأمريكية على تشريع المستعمرات والاعتراف بالقدس كعاصمة أبدية للكيان الصهيوني والعمل من اجل تصفية حق عودة أكثر من سبعة مليون لاجئ عربي فلسطيني أرضهم المحتلة عام 1948

ولم يكتفي الخواجة أوباما بهذا بل تعمد التدخل المباشر بالشؤون الداخلية الفلسطينية عندما ردد اسطوانة النتنياهو المشروخة وقال أن المصالحة الفلسطينية بين حماس وفتح ستشكل عقبة أمام السلام ووعد اللوبي الصهيوني انه سيضغط على حماس من اجل أن تعترف " بإسرائيل " وبشروط الرباعية الدولية وإطلاق سراح الجندي الصهيوني الأسير شاليط وهذه بصراحة وقاحة أمريكية تجاوزت كل الأعراف والقوانين الدولية والأخلاقية

متجاهلاً أن المجرم ليبرمان وحزبه العنصري " إسرائيل بيتنا " شريكاً في حكومة النتنياهو انه ولم يعترف ب / م . ت . ف كممثل شرعي للشعب الفلسطيني ويرفض عملية السلام من أساسها ويدعو بشكل معلن لطرد الفلسطينيين من ارض وطنهم المحتل بشكل جماعي

 لاشك إن موقف الرئيس الأمريكي يعتبر  خرق فاضح لكل القوانين الدولية والأعراف الدبلوماسية وخاصة عندما تجاهل وجود ما يزيد عن سبعة آلاف أسير  عربي فلسطيني في سجون الاحتلال الصهيوني منهم من تجاوز الثلاثين عاما ولم يتذكرهم ولو بكلمة واحدة وتذكر جندي تم أسره في ميدان المعركة وهو يطلق النار على السكان الأبرياء في قطاع غزة المحاصر

وبهذا وجه الرئيس الأمريكي صفعة قوية للأنظمة العربية المهرولة المراهنة على مواقف الإدارة الأمريكية  التي استخدمت سياسة المعايير المزدوجة والكيل بمكيالين لفرض المزيد من الضغوط على السلطة الفلسطينية لتقديم التنازلات المجانية بعدما استثمر  العدو الصهيوني عامل الوقت لفرض المزيد من الوقائع في الضفة الغربية المحتلة بعد التهام ما يزيد من 50% من أرضها بما فيها القدس بعد بناء جدار الفصل والعزل العنصري لأخرجها من معادلة قيام الدولة الفلسطينية المستقلة الموعودة وعاصمتها القدس كما أشار الخواجة أوباما أمام الايباك الذي كشف عورة الأنظمة العربية المعتلة وخيب أمالها بعدما رهنت كل أوراقها وخياراتها بيد هذه الإدارة المتصهينة التي تجاوزت حدود الراعي النزيه المزعوم بشكل سافر لتصبح الشريك الكامل للعدو الصهيوني في جرائم حربه ضد الشعب الفلسطيني التي توجت اليوم بمعاقبة السلطة الفلسطينية بسبب المصالحة بين الأخوة من أبناء الشعب الواحد

 وليس غريبا ولا مستغربا على المجرم نتنياهو أن يستثمر ضعف الرئيس الأمريكي وتأييد اللوبي الأمريكي المتصهين والظروف العربية الصعبة ليوجه ضربة عسكرية محدودة لقوى المقاومة في فلسطين أو لبنان أو حتى سورية لخلط الأوراق في المنطقة وفرض المزيد من الضغوط على العرب بشكل عام والسلطة الفلسطينية بشكل خاص لفرض المزيد من الانهيارات في صفوف الأمة لفرض ما يسمى النظام الشرق أوسطي الجديد لتحقيق أطماعهم الاستعمارية الجديدة القديمة على المنطقة والعالم

 وهذه الموقف الصهيو أمريكية المعادية لشعبنا وشرفاء امتنا بصراحة من المفروض أن تقرب المسافة بين الأخوة في حماس وفتح أكثر من أي وقت مضى لتسريع عملية المصالحة الوطنية والعمل على إعادة بناء وتفعيل مؤسسات م . ت . ف على أسس وطنية مقاومة بمشاركة الجميع لتشكيل المرجعية الوطنية وإعادة الاعتبار للميثاق الوطني الفلسطيني والمراهنة على إرادة الشعب الفلسطيني المقاوم وخيار المقاومة والصمود والتحرير وليس المفاوضات العبثية التي أفشلها العدو الصهيوني وذلك من اجل نقل ملف القضية الفلسطينية للأمم المتحدة بموقف فلسطيني موحد وقوي بدعم ومساندة كل شرفاء امتنا وأحرار العالم لانتزاع الاعتراف الدولي بالدولة الفلسطينية في حدود الرابع من حزيران عام 1967 وعاصمتها القدس والتمسك بعودة اللاجئين لأرض الإباء والأجداد بموجب القرار الدولي 194 وإذا تمادت الإدارة الأمريكية في إفشال هذا المشروع في الأمم المتحدة تعلن القيادة الفلسطينية حل السلطة الفلسطينية لتوريط الوضع الدولي بشكل عام والكيان الصهيوني بشكل خاص بتحمل أعباء الشعب الفلسطيني في الأراضي المحتلة وتفرغ القيادة الفلسطينية لدعم ومساندة الانتفاضة الفلسطينية الثالثة لتحطيم كل المشاريع والمخططات الصهيو أمريكية وفي مقدمتها النظام الشرق أوسطي الجديد على صخرة صمود شعبنا المقاوم المصمم  على تحقق شعار الشباب الفلسطيني والعربي الزاحف للحدود الفلسطينية في الجولان العربي السوري ومارون الراس الجنوبية اللبنانية ومعبر رفح وقلنديا ونعلين والمثلث والجليل والنقب والساحل المحتل عام 1948 الشعب يريد تحرير فلسطين وكل الأراضي العربية المحتلة ودحر الاحتلال الصهيو أمريكي .

[email protected]