خبر خطوط لتبادل الأراضي- هآرتس

الساعة 09:19 ص|27 مايو 2011

خطوط لتبادل الأراضي- هآرتس

بقلم: البروفيسور جدعون بايغر

محاضر في قسم الجغرافيا في جامعة تل ابيب

في اطار اتفاق سلام يفترض ان يتم التوقيع عليه بين اسرائيل والسلطة الفلسطينية ستكون حاجة الى نقل اراض من دولة اسرائيل الى سيادة السلطة الفلسطينية مقابل اراض تريد اسرائيل ضمها اليها. كان المبدأ الذي تم تحديده في خطبة رئيس الولايات المتحدة براك اوباما بصراحة هو تبادل اراض بنسبة 1:1. وكما يبدو الامر في هذا الأوان، لا يوجد اجماع بين مقرري السياسة على صورة الاراضي التي تريدها اسرائيل لنفسها التي تسمى "الكتل الاستيطانية"، وكل واحد يرسم الخط حسب رؤيته. وينبغي لنا أن نذكر انه برغم وجود اجماع عند الجمهور في الظاهر على ان القدس غير مختلف فيها، يبدو انه حتى اذا أرادت اسرائيل التمسك بالأحياء وراء الخط الاخضر – رمات اشكول وغيلو وراموت والتلة الفرنسية والنبي يعقوب وبسغات زئيف وجبل أبو غنيم بل الحي اليهودي في البلدة القديمة فستضطر الى ان تدفع عن ذلك أمتارا مربعة من مساحة اسرائيل قبل 1967.

من غير ان نبحث في سؤال ماذا تريد اسرائيل ان تضم اليها، يحسن ان نفحص قبل ذلك عن كل ما تستطيع اسرائيل اعطاءه بدل الاراضي التي تريد ان تضمها اليها. هناك توجهان. يدعو الاول الى اقتراح اراض يسكنها جزئيا عرب من مواطني دولة اسرائيل – خطة "أم الفحم أولا" – وهناك من يقولون انه ينبغي نقل اراض بلا سكان فقط.

إن مساحة الضفة الغربية – يهودا والسامرة، مع مساحة القدس الشرقية التي ضُمت الى اسرائيل باجراء من طرف واحد هي نحو من 6 آلاف كيلومتر مربع. ومن هنا فان كل 1 في المائة من مساحة الضفة الغربية يعني 60 كيلومتر مربع أو 60 ألف دونم. وكي نعثر على اراض غير مأهولة على طول خطوط 1967 يحسن ان نفحص عن اراض يستطيع الفلسطينيون عرضها بمثابة انجاز والاسرائيليون بمثابة ضرر ضئيل. ينبغي الحرص على عدم المس بالمساحة المبنية من بلدة يهودية أو عربية، للحفاظ على قاعدة الاجماع الوطني، لكن يمكن نقل اراض زراعية أو اراض غير مفلوحة تقع داخل بلدات تجاور خطوط 1967. وينبغي ايضا الحرص على عدم نقل اراض ذات أهمية استراتيجية أو أمنية أو دينية أو تاريخية كثيرة، أو اراض فيها بنى تحتية مدنية مركزية كمشروع النقل القطري أو خط أسلاك كهربائية قطري أو مسار الشارع رقم 6 وغير ذلك، وكذلك موارد مهمة لاسرائيل. ومن جهة ثانية يحسن ان نفحص عن اراض فيها قدرة على التمكين من توسيع بلدات فلسطينية وبناء كتل استيطان جديدة للفلسطينيين.

يبدو في ضوء ذلك انه سيكون من الممكن نقل الاراضي التالية الى الدولة الفلسطينية في اطار تبادل الاراضي: في المنطقة المجاورة لقطاع غزة، 25.800 دونم من قطع على طول الخط الحالي، الى مبعدة بضع مئات من الأمتار شرقا، ويمكن في منطقة يهودا والسامرة تحديد كتلتين كبيرتين وعدد قليل من الاراضي. الكتلتان الكبيرتان هما في منطقة رأس العين – بُدرس – 40.300 دونم، وفي جنوب شرق جبل الخليل – 56.250 دونم. والاراضي القليلة المساحة هي: قطعة ناحل بيزك – تيرات تسفيه – 7.150 دونم؛ ومنطقة الجلمة – رام أون – زبوبة – 3.240 دونم؛ وشرقي أم الفحم – 1.875 دونم؛ وشرقي كفر مصر – بير السكة – 1.870 دونم؛ وشرقي ابطن – بحن – 825 دونم؛ وشرقي الطيبة – 4.650 دونم؛ ومنطقة نحوشا – عدولام – 2.650 دونم؛ ومنطقة السومرية – 3.225 دونم؛ ومنطقة ياعر يتير – 12.150 دونم.

يوجد في الحاصل العام قرب منطقة يهودا والسامرة نحو من 134 ألف دونم سيكون من الممكن نقلها بحسب هذه الخطوط الى الدولة الفلسطينية. فاذا ضمنا المنطقة المجاورة لقطاع غزة فان حاصل الاراضي التي يمكن نقلها نحو من 160 كيلومتر مربع أو مساحة تساوي 2.5 في المائة من مساحة الضفة الغربية.

إن مساحة الأحياء الاسرائيلية في القدس التي تقع وراء خطوط 1967 هي نحو من 40 كيلومترا. ومن هنا فان مساحة "الكتل الاستيطانية"، لا يمكن أن تشمل أكثر من 120 كيلومترا مربعا. يمكن أن تُشمل في هذه المساحة غوش عصيون من غير مدينة افرات وبيتار العليا ومعاليه ادوميم وجفعات زئيف وهار أدار وموديعين العليا والفيه منشه والكنا وبيت آريه لكن لا أكثر من ذلك. إن كل طلب ارض اخرى سيفضي بالضرورة الى تنازل عن واحدة من هذه الاراضي. وسيحتاج قادة الدولة لذلك الى ان يقرروا ما هي الكتل الاستيطانية التي من الحيوي ضمها الى اسرائيل.