خبر الرجل الأول- يديعوت

الساعة 09:13 ص|27 مايو 2011

الرجل الأول- يديعوت

بقلم: ناحوم برنياع وشمعون شيفر - واشنطن

احتفل نتنياهو بنصر عظيم في واشنطن. فقد كتبت هذه المدينة التي تعرف تقدير القوة أمامها في تأثر عدد المرات التي نهض فيها اعضاء مجلس النواب لتحية كلام رئيس حكومة اسرائيل، وعدد الدقائق التي قُطعت فيها خطبته بالتصفيق، ومقاطع الضحك والمدائح التي امتدح بها الخطبة ساسة من الحزبين. إن بيبي قد سلب واشنطن انتباهها.

لم يخرج واشنطوني واحد عن طوره. اسمه براك اوباما، فقد خرج يوم الاحد في اسبوع لقاءات في اوروبا، وكما قال لنا أول أمس أحد مساعديه، الدراما التي احتلت عناوين صحفية في البلاد وفي العالم العربي وفي امريكا مُحيت في اللحظة التي ركب فيها الرئيس الطائرة. فقد كان رأسه مشغولا بشؤون اخرى – قصف حلف شمال الاطلسي لملاجيء القذافي مثلا، وانهيار اقتصاد دول في اوروبا، والجذور العائلية التي كشف عنها هناك في ايرلندة وعاصفة التورنادو الهوجاء التي أصابت مركز الولايات المتحدة وجعلت امريكيين كثيرين يغضبون لان اوباما يتجول في اوروبا في وقت تُمحى فيه مدن كاملة في الولايات المتحدة عن الخريطة.

لم يترك نتنياهو وراءه في واشنطن ارضا محروقة. ترك بسمة ضئيلة لمختصين رأوا كل شيء ومر بهم كل شيء. هذا الرئيس، قال لنا من غد الزيارة أحد مساعديه، رجل يفكر بمصطلحات الأمد البعيد. عندما يزول الغبار سيفهمون ما الذي مر ومضى وما الذي يبقى. ما سيبقى خطبة اوباما يوم الخميس الماضي، لا مع التحسينات التي قام بها في مؤتمر الـ "ايباك". بعبارة اخرى يبقى القرار على أن الجزء المناطقي من الاتفاق – اذا حدث اتفاق ذات مرة – سيكون قائما على خطوط 1967 مع تبادل اراض. 1967 لا غير.

لا يقوم الصراع الاسرائيلي الفلسطيني في مركز لقاءات اوباما في اوروبا. لكنه هناك بيقين، مع ذلك. وامريكا غير مستعدة ألبتة لأن تجد نفسها معزولة، مع اسرائيل وسويزيلاند في تصويت على انشاء دولة فلسطينية في الجمعية العامة في الامم المتحدة في ايلول. فهذا يضر بمسيرتها الاستراتيجية في العالم العربي ويضر بزعامتها في الغرب. فالجهد هو ان توجد صيغة تخرج امريكا من العزلة مع اسرائيل أو من غيرها.

عشية زيارة نتنياهو أعلن جورج ميتشل، مبعوث اوباما الخاص الى الشرق الاوسط، استقالته. وكان التعليل الرسمي انه التزم سنتين مقدما وان الوقت قد انتهى. في حديث مع السناتور جو ليبرمان قارن بعثته الى الشرق الاوسط في مهمة وساطته السابقة في ايرلندة.

"لم أتخيل انه يمكن ان يكون في العالم صراع حله أصعب من الصراع في ايرلندة"، قال. "توصلنا في ايرلندة الى اتفاق في النهاية. أما الاسرائيليون والفلسطينيون فلم ننجح حتى في إجلاسهم قرب مائدة واحدة".

أشار ميتشل على اوباما وهيلاري كلينتون أن يُهيئا مع الاوروبيين سلسلة اجراءات تحل محل القرار الفلسطيني في الجمعية العامة. الحديث عن قرارات عن مجلس الامن تكون "مؤلمة لاسرائيل"، وعلى رأسها القرار على تعريف البناء في المستوطنات انه عمل غير قانوني، وكل ذلك بحسب ما قال الرئيس في خطبته وما قالته كلينتون في تصريحاتها. ولما كان الحديث عن مجلس الامن فقد يكون للقرارات معنى تنفيذي وقانوني.

اذا تبنى اوباما هذا التوجه فسيضطر الى ان يُبين كيف يستوي التوجه الى مجلس الامن مع وعده الصريح في خطبته في "ايباك"، بأن يصد كل اقتراح مضاد لاسرائيل في مجلس الامن. يوجد هنا في الظاهر تناقض يصعب جدا تسويته. سيصرخ اليهود صراخا مريرا. ويتهم الجمهوريون. وسيخرج اعضاء في مجلس النواب بتصريحات شديدة.

فيما يتعلق بالعرب سيفرحهم ان يتبنوا الاجزاء الصعبة على اسرائيل في خطبة اوباما. لكنهم سيرفضون بشدة التسليم للاجزاء الصعبة على الفلسطينيين مثل رفض حماس وتجريد الضفة من السلاح وتبادل الاراضي. بعبارة اخرى، اوباما في الحقيقة زعيم العالم الحر لكن يديه مقيدتان.

اقترح ميتشل ايضا ان تصوغ ادارة اوباما مباديء أساسية لتجديد التفاوض تشمل العودة الى حدود 1967 مع تبادل اراض، وان تعمل مع الاوروبيين في الاتيان بالقرار ليجيزه مجلس الامن. وفي مقابل ذلك يعمل الاوروبيون على تليين صيغة القرار على انشاء الدولة الفلسطينية في الجمعية العامة. كتب الامريكيون أمامهم اول أمس اشارات الى مرونة في موقف أبو مازن من هذه القضية.

قال نتنياهو لاوباما انه لا يوجد ما يُفعل وان القرار الفلسطيني سيبلغ الجمعية العامة في ايلول وسيحظى هناك بأكثريته الآلية المعتادة. كانت قرارات كهذه في الماضي ولم تقع السماء. ولم يقتنع اوباما. فاختار ألا يُشرك نتنياهو في الاجراءات التي تصاغ في ادارته لتكون بديلا عن القرار في الجمعية العامة. سيكون نقل القرارات من الجمعية العامة الى مجلس الامن بالنسبة لاسرائيل تسلية حمقى: فالقرارات التي ستتخذ هناك ستكون أقل تطرفا في صيغتها لكنها ستكون أحد أنيابا.

تُشرك الادارة سرا في مشاوراتها عددا من كبار مسؤولي ادارات سابقة. يُشرك من جملة من يُشركون في المشاورات، ستيف هادلي الذي كان مستشار الامن القومي في ادارة بوش. هادلي أحد الشركاء في مكتب استشارة استراتيجية يعمل في واشنطن. وتتصل بهذا المكتب ايضا كونداليزا رايس التي كانت وزيرة خارجية بوش، وساندي بيرغر الذي كان مستشار الامن القومي في ادارة كلينتون.

عدو الشعب

ولدت دعوة نتنياهو الى حضور جلسة مشتركة بين مجلسي النواب في لقاء بينه وبين زعيم الأكثرية الجمهورية في مجلس النواب، اريك كانتور. كانتور وهو يهودي من فرجينيا موضعه في الطيف السياسي الاسرائيلي بين الليكود والاتحاد الوطني. طلب نتنياهو اليه ان يستوضح في سرية هل يكون رئيس المجلس، جون باينر، مستعدا لارسال دعوة اليه. إن حضور زعيم اجنبي جلسة مشتركة في مجلس النواب تفضل فيه احترام كبير. وحظي نتنياهو بهذا الاحترام في ولايته الاولى. والدعوة الى ان يحضر مرة ثانية هي زيادة شاذة فزعماء مثل تشرتشل ومانديلا ورابين فقط حظوا بدعوة ثانية.

وافق باينر: الجمهوريون متحدون الآن في تأييدهم لاسرائيل وارادتهم ان يصفوا ادارة اوباما بأنها معادية لاسرائيل. يُعد باينر وكانتور بين أبرز منتقدي ادارة اوباما في الحزب الجمهوري.

إن الدعوة الى الحضور في واشنطن عجلت اجراءات داخل البيت الابيض. فقد أعلن اوباما في شباط انه ينوي ان يخطب خطبة تبسط أسس سياسته إزاء الزعزعات في الشرق الاوسط، آنئذ وكما يحدث كثيرا في بيته الابيض، سببت الجدالات الداخلية بين فريق مساعديه تأجيلات مكررة لأجل الادلاء بالخطبة. في اللحظة التي تبين فيها ان نتنياهو سيخطب في مجلس النواب هذا الاسبوع، أدركوا في البيت الابيض انه لم يعد يمكن التأجيل. فليس يمكن ان يتخلف رئيس الولايات المتحدة وراء رئيس حكومة اسرائيل، وهكذا ولدت خطبة يوم الخميس.

أُبعد نتنياهو والعاملون معه عن النقاشات التي تم فيها تبادل مسودات ذات صيغ مختلفة في الشأن الاسرائيلي الفلسطيني. إن النبأ المنشور في "يديعوت احرونوت" يوم الثلاثاء الذي ورد فيه ان الخطبة ستشتمل على دعوة الى الانسحاب الى حدود 1967 وتبادل اراض فاجأهم. في يوم الاربعاء فقط أبلغت هيلاري كلينتون نتنياهو ان هذه ستكون الصيغة. وكان الحديث بينهما شديدا. لم تقتنع كلينتون. وجمع نتنياهو السباعية في جلسة حداد. وعندما انتهت خطبة اوباما فورا نشر نبأ شديد اللهجة جدا. فقد اتهم اوباما بمحاولة ان يفرض على اسرائيل الابتعاد عن الحائط الغربي وعن غيلو ومعاليه ادوميم.

رأى اوباما كما يقول جورج ميتشل ومصادر اخرى اعلان نتنياهو تزويرا متعمدا يرمي الى عرضه بأنه عدو الشعب اليهودي. علم نتنياهو ان الرئيس تحدث عن تبادل اراض، وان خطبته لا تختلف في جوهرها عن رسالة بوش وعن مخطط كلينتون. فبالغ في كلام الرئيس ليجند لمواقفه اجماعا في اسرائيل وبين الجماعة اليهودية في امريكا.

قال اوباما في خطبته في مؤتمر "ايباك": "جرى تزوير كلامي"، وأوضح بتفصيل، وبصياغة مريحة لآذان يهودية ما الذي قصد اليه.

لم يساعد البيان فقد ثبت الأثر. قال ميت روماني، وهو مرشح جمهوري للرئاسة، ان اوباما "رمى باسرائيل تحت اطارات حافلة". واتهمت سارة بايلين، حبيبة حركة حفل الشاي، اوباما بالخيانة. أما "فوكس نيوز" وهي القناة التلفازية المناصرة للجمهوريين فقد صلبت اوباما. أول أمس سافرنا الى واشنطن في سيارة أجرة. كان السائق مهاجرا من اثيوبيا. وبث الراديو برنامج كلام في احدى القنوات اليمينية. كان نتنياهو هو البطل واوباما هو الوغد.

لم يثبت الأثر في الجانب اليميني من الخريطة السياسية وحده بل في المركز ايضا. فقد وجد من انتقدوا اوباما لتمسكهم باسرائيل وكان آخرون انتقدوه لانهم اعتقدوا ان اجراءه غير حكيم: ففي يوم الخميس في وزارة الخارجية الامريكية خسر الاسرائيليين؛ وفي يوم الاحد في "ايباك" خسر العرب؛ وفي المنتصف في يوم الجمعة تلقى درسا في التاريخ من فم زعيم اجنبي إزاء عدسات التصوير (يقول مُطلعون ان اللقاء بينهما وحدهما كان جيدا في الحاصل. أما الخازوق فقد عرض لاوباما فجأة).

دعوة الى مشكلات

يضم مبنى هارت، على تل الكابيتول ذو الفخامة الكبيرة، مكاتب الشيوخ. في غرفة استقبال جو ليبرمان، الممثل الكبير لولاية كونتيكت في مجلس الشيوخ، يجلس جوش، أحد مساعديه، ويعد مواطنين متأثرين من كونتيكت، رويدا رويدا بأنه لا يوجد ما يقلقهم، فالسناتور يدافع بلا خوف عن دولة اسرائيل مطالب الرئيس الداحضة. عندما قلنا لليبرمان ما سمعناه من جوش قال في ابتهاج: "كادت مركزية هواتفي تنهار تحت ضغط المتوجهين منذ كانت خطبة الرئيس يوم الخميس. يطلب الجميع مني ان أصارع الرئيس من اجل اسرائيل. وكان واحد أصر بعد ان أنهى محاضرته على ان ينقلوا إلي نبأ انه ليس يهوديا". ان يوسف ايزيدور (جو ليبرمان) ابن التاسعة والستين سيترك مجلس الشيوخ بعد سنة ونصف عندما يُتم السبعين من عمره، وانتخب اول مرة لمجلس الشيوخ في 1988 من قبل الحزب الديمقراطي. ويعتبر ذا خبرة بشؤون الخارجية والامن، وهو اليوم يترأس اللجنة المهمة للامن الداخلي، وهي لجنة عظيمة القوة أُنشئت بعد الواقعة في برجي التوائم. وهو يهودي ارثوذكسي. كانت ذروة حياته المهنية السياسية ترشحه لنيابة رئيس الولايات المتحدة الى جانب أل غور في سنة 2000. كانت تلك أول مرة يرشح فيها يهودي لمنصب رفيع الى هذا الحد في السياسة الامريكية. وهو ليس مجرد يهودي بل يهودي متدين اسم زوجته هداسا.

وقد وزن جون مكين الذي كان مرشح الجمهوريين للرئاسة في سنة 2008 أن يضمه الى القائمة مرشحا لنيابة الرئيس. وفي النهاية اختار سارة بايلين. في المرة الاخيرة التي انتخب فيها لمجلس الشيوخ نافس مستقلا وهزم مرشحين من الحزبين. برغم اعتزاله منحه الديمقراطيون مكانة رفيعة باعتباره واحدا منهم.

انه مقتنع بأن اوباما اخطأ خطأ شديدا.

"كانت خطبة الرئيس حقا بـ 90 في المائة، خطبة ممتازة"، قال لنا. "وكان 10 في المائة منها خطأ. تجاهل الجزء عن اسرائيل والفلسطينيين الواقع في الشرق الاوسط. وللأسف الشديد ما بقي من الخطبة هو رسالة انه يجب على اسرائيل ان تنسحب الى حدود 1967. لا يستطيع أي رئيس حكومة اسرائيلي قبول هذا الطلب.

"ربط الرئيس التغييرات في العالم العربي بالصراع الاسرائيلي الفلسطيني. ولا أساس لذلك. كيف يمكن ان نتوقع من رئيس حكومة اسرائيلي ان يخاطر في فترة تتغير فيها الامور كل يوم.

"كرر الرئيس بقدر كبير الخطأ الذي أخطأه في 2009 عندما طلب تجميد البناء في المستوطنات".

سألناه: ألم تجد أخطاءً في سياستنا، سياسة اسرائيل ايضا؟.

ابتسم ليبرمان وقال: "أخطاء اسرائيل ليست في مجال مسؤوليتي".

سألنا: ما الفرق بين ما قال اوباما وما قال أسلافه.

قال: "صحيح انه منذ تولى الرئيس جونسون سُمع كلام على عودة اسرائيل الى خطوط 1967. وتحدثوا في معاهد بحث ايضا عن تبادل لاراض لكن لا رئيس الى ان جاء اوباما جعل هذا الكلام سياسة رسمية.

"عندما تقول تبادل اراض فانك تتحدث عن تبادل سيكون على هيئة 1: 1 – فأنا أعطيك سترتي وأنت تعطيني سترتك. لهذا من المهم عدم قول هذا".

سألناه: ماذا تعتقد في حكمة اوباما.

قال ليبرمان: "الرئيس ذكي، وكذلك الناس حوله. لكنه في هذه الحال دفع ثمنا سياسيا في امريكا عن شيء لم يجد عليه في الخارج.

"في صباح الخطبة سألت موظفين في البيت الابيض لماذا تفعلون هذا. أجابوا بأن الرئيس مسافر الى اوروبا. ويجب عليه ان يأتي معه بشيء ما. لم يقنعني هذا فقد علم انه سيلتقي نتنياهو غدا. كانت تلك دعوة مشكلات. لماذا احتاج الى ذلك؟ فليس لنتنياهو ولا للرئيس مصلحة في شجار كبير جدا.

"كان الرئيس يستطيع أن يتوقع سلفا ان يكون الرد على خطبته يوم الخميس شديدا. وهكذا عندما أصلح اشياء في خطبته في مؤتمر "ايباك" صعب على الناس ان يفهموا. كان الانطباع ان الرئيس يتعوج.

"لا أقول ان تصويت دول في اوروبا في مباحثة في الجمعية العامة للامم المتحدة على دولة فلسطينية غير مهم لكن اذا كان الرئيس قد أراد أن يغير بخطبته تصويت الاوروبيين فقد اختار طريقا غير ناجحة".

تمت المقابلة قبل حضور نتنياهو الى مجلس النواب، سألناه: كيف سيتم استقباله.

"يستطيع أن يقرأ كتاب ارقام هواتف تل ابيب وسيحترمه الجميع بالنهوض والهتاف العاصف"، وعد ليبرمان. ومن غد ذلك زمن حضور نتنياهو الى مجلس النواب تجول ليبرمان بين زملائه مثل عروس. أُرهق صديقه مكين بعد أن نهض عشرين مرة واختار ان يجلس لكن ليبرمان نهض ونهض حتى النهوض الاخير.

انقاذ نفسه

سألنا غاري اكرمان، وهو في التاسعة والستين، ونائب ديمقراطي من كوينز، نيويورك، يتولى العمل في مجلس النواب منذ 1983 وعدد كبير من ناخبيه يهود، سألناه:"لماذا جابه نتنياهو اوباما".

"تحدث نتنياهو الى ائتلافه. انه ينافس ليبرمان – انه يطلب إحلالا من ليبرمان، ولست أقصد جو ليبرمان".

قلنا: لكن الجمهور في اسرائيل وهنا ايضا على ثقة بأن اوباما غيّر السياسة بما يسوء اسرائيل.

قال اكرمان: "وسائل الاعلام والجمهور يخضعان للتلاعب، ولا سيما عندما يقوم بذلك صديق. الجمهوريون بطبيعة الامر انتهزوا الفرصة فهذا هو الشيء الذي يوحدهم، وهذا هو الامر الذي يجلب اليهم تبرعات.

"كانت خطبة نتنياهو في مجلس النواب لامعة، فقد تحدث في الآن نفسه الى جماهير مختلفة – الى الجمهور في اسرائيل، والى مجلس النواب والى احزاب هنا، والى الرأي العام. وقد أنقذ بهذه الخطبة ائتلافه. وعليه الآن ان ينقذ نفسه وهذا أكثر تعقيدا".

في بيت نمر

طلبنا أن يُبين ما هو منطق اوباما السياسي.

قال: "الرئيس يفكر في ايلول. يريد ان يوقف مسار سلب اسرائيل شرعيتها. لن يذكر الفلسطينيون في اقتراحهم تبادل اراض. سيتحدثون عن 1967 خالصة. يجب على الرئيس ان يدع لحليفاتنا في اوروبا لحما تستطيع مضغه. لا أعتقد أننا سنستطيع منع القرار في الجمعية العامة، لكن سيكون من العار ألا نحاول.

"اذا لم تفعلوا شيئا ستكونون في ضائقة. قد يتبين بأن كل سيناريو كارثة. أإذا حصلتم على سلاح أكثر حسّن وضعكم؟ أإذا ضاعفتم ترسانتكم الذرية حسّن ذلك وضعكم؟ يوجد اليوم مرض لكل ترياق أمني. يمكن اليوم إدخال قنبلة قذرة في حقيبة".

سألناه: ماذا تعتقد ان يكون نتنياهو استنتج من استقبالكم الحماسي. كان يستطيع ان يفهم منه ان كل شيء عنده على ما يرام.

"آمل ان يكون عاد الى البيت مع قدر كاف من الثقة بالنفس لصنع شيء ما. امريكا الى جانبه، والامر متعلق به وحده".

سألنا هل أُغرق مكتبه ايضا بصيحات ناخبين غاضبين على اوباما.

قال اكرمان: "تلقيت توجهات من النوعين".

سألنا: كيف سيرد مجلس النواب على دخول حماس الحكومة الفلسطينية.

قال: "مساعدة الفلسطينيين ستُقطع فورا. هذا ما يوجبه القانون. سيكون التصويت هنا بالاجماع".

قلنا: يحاول الفلسطينيون جعل حماس تتسلل الى الحكومة بطرق ملتوية.

ابتسم اكرمان. "يجب على أبو مازن ان يفهم انه عندما يدخل بيت نمر لا يكون شريكا بل يكون غداءا".

انه مقتنع بأنه يجب على اسرائيل ان تجد طريقة لمفاوضة القيادة الفلسطينية الحالية. قال: "هذه هي القيادة التي حلمتم بها طول السنين. يُخيل إلينا انكم أوجدتم هذين القائدين، عباس وفياض ببرنامج حاسوب. والآن أُصيب فياض في قلبه وأبو مازن يريد الهرب. بعد قليل لن يكون من تُحادثونه.

"اذا كانت عندكم صفقة فأنهوها"، قال. "قد اعتقدنا ان حق العودة من ورائنا فعاد الآن ليصبح المطلب الاول. والعبرة انه اذا أمكن التوصل الى صفقة وجب إتمامها بلا انتظار".

سألناه: ألن تبعد اجراءات اوباما عنه اصوات اليهود. ففي ولايات ثلاث – فلوريدا وبنسلفانيا واوهايو – قد تحسم اصوات اليهود الامر.

رفض اكرمان ان يتأثر وقال: "ان 78 في المائة من اليهود الذين يصوتون يؤيدون الحزب الديمقراطي. قد ينخفض التأييد في أكثر الحالات تطرفا الى 70 في المائة وليس هذا كثيرا. فليست اسرائيل هي الشأن الوحيد الذي يشغل الناخبين اليهود، تقلقهم شؤون الرفاهة والصحة والاقتصاد".

في نهاية المقابلة تذكر اكرمان مثلا آخر يظهر نصر نتنياهو في واشنطن في نسبته الحقيقية.

هناك ملاكم أنهى المعركة. جلس في زاوية الحلبة مضروبا نازفا، فقد تلقى ضربة قاضية في الجولة الخامسة. سألوه كيف كان الامر فأجاب: "كان حسنا. فزت في الجولة الثالثة".