خبر يُسرع الى الجدار -هآرتس

الساعة 09:58 ص|26 مايو 2011

يُسرع الى الجدار -هآرتس

بقلم: آري شبيط

(المضمون: أضاع نتنياهو آخر فرصة منحه التاريخ إياها. يجب الآن على اهود باراك ودان مريدور أن يهددا، اذا لم يقم بخطوة جريئة بنّاءة نحو المصالحة، بالاستقالة والانضمام الى المعارضة - المصدر).

        عندما أصبح بنيامين نتنياهو رئيس الحكومة احتاج الى صياغة استراتيجية سلام. وكان عليه أن يبت الامر أيطمح الى التوصل الى اتفاق بيني أم الى اتفاق دائم مع الفلسطينيين. واختار نتنياهو اتفاقا دائما. في ذلك الوقت الذي كان يمكن فيه انشاء دولة فلسطينية كان يمكن معها اخلاء بؤر استيطانية غير قانونية ومستوطنات قليلة فقط، لم يعمل نتنياهو. وقد وعد الامريكيين والاوروبيين بأن اتفاق سلام مع الفلسطينيين في متناول اليد. ووعد الاسرائيليين الباحثين عن الخير بأن يمضي في طريق اسحق رابين. وهمس سيكون ذلك اذا نزل أبو مازن فقط عن الشجرة. واذا أُعطيت الفرصة فسأفاجيء العالم بمبادرة سلام لم يكن لها مثيل.

        أُعطي نتنياهو الفرصة هذا الاسبوع. صحيح، لم ينزل أبو مازن عن الشجرة ولن ينزل ايضا. وليس الفلسطينيون معنا. وعامل براك اوباما نتنياهو ايضا بفظاظة وسلوك صغائري. لكن خطبة اوباما في "ايباك" آخر الامر أصلحت بقدر كبير ما تشوش في الخطبة في وزارة الخارجية. بيّن انه لن يكون انسحاب الى خطوط 1967 قبل ان تُحل مشكلة اللاجئين. والتزم ان تكون اسرائيل دولة يهودية وان تكون فلسطين دولة منزوعة السلاح وتبادل اراض يأخذ في الحسبان وجود الكتل الاستيطانية.

        وهكذا فان النتيجة النهائية لخطبتي اوباما كانت جيدة جدا لاسرائيل. وكان المطلوب بعدهما اجراءا اسرائيليا يساعد الرئيس على حماية دولة اليهود من عالم معادٍ. وكان المطلوب إسهاما اسرائيليا في الجهد الامريكي لمنع انهيار سياسي في الحال والتمكين من سلام في المستقبل: كان يجب على نتنياهو ان يقوم بتفضل اسرائيلي وأن يُظهر سخاءا اسرائيليا. وأن يقترح اقتراح سلام اسرائيليا.

        غير ان نتنياهو لم يفعل ذلك. لا تفضل ولا سخاء ولا اقتراح سلام. بعد اربعة اشهر ارتقاب، لم تكن خطبة الملك سوى تلعثم طويل فصيح.

        كُتب هنا قبل اسبوع أن خطبة نتنياهو ستنهض أو تسقط على ثلاث كلمات. لم يكن الحديث عن فتح أبواب السماء بل عن تبنٍ غير مباشر لصيغة سياسية حكيمة وشاملة وخلاقة. لكن نتنياهو لم يكن قادرا على منح حتى هذا القليل. فقد خاف حتى ثلاث الكلمات. أقام رئيس الحكومة مرة بعد اخرى النواب الشيوخ واعضاء مجلس النواب على أقدامهم لكنه سقط هو نفسه. أضاع نتنياهو آخر فرصة منحه التاريخ إياها.

        سيضرب الواقع بعد بضعة اشهر. وستجد اسرائيل نفسها في عزلة مؤلمة في الامم المتحدة. وتُبعد اسرائيل عن عائلة الشعوب. في مقابل ذلك، ستبدأ انتفاضة فلسطينية جديدة. وسيدعمها الجماهير المحررون في البلدان العربية. لن يوجد هدوء أمني. ولن يكون نماء اقتصادي وسيقع انهيار.

        هل سيكون نتنياهو هو العامل المباشر في الانهيار؟ لا. لكن نتنياهو سيكون الشخص الذي لم يفعل كل ما كان يستطيع فعله لمنع الانهيار. لهذا سيُرى نتنياهو متحملا تبعة الانهيار. وسيصبح بهذا المعنى الفظيع مشابها لغولدا مئير.

        تنتقل الكرة الآن الى اهود باراك ودان مريدور. ضلل نتنياهو باراك ومريدور. وقد جعل نتنياهو باراك ومريدور ايضا يُضللان الامريكيين والاوروبيين والاسرائيليين. اذا استمر وزير الدفاع ونائب رئيس الحكومة في تولي مناصب في حكومة الاخفاق فسيصبحان موشيه ديان واسرائيل غليلي 2011، فهما رأيا وأدركا وحذرا. وعلما لكنهما لم يقلبا المائدة.

        يجب في هذا الاسبوع على باراك ومريدور أن يُبينا لرئيس الحكومة انه اذا لم تظهر مبادرة فورا فسيستقيلان. عليهما ان يُلصقا مسدسا بصدغه. ومن يعلم ربما تفعل رؤية المسدس بنتنياهو ما لم تفعل رؤية اوباما ورؤية مجلس النواب الامريكي. وربما يخرج تحت تهديد حقيقي من القوقعة في نهاية الامر. لكن اذا لم يحدث هذا فان مكان باراك ومريدور في المعارضة. عليهما أن يساعدا تسيبي لفني لتبديل هذه الحكومة السيئة. لا ثقة بحكومة نتنياهو التي تقود اسرائيل الى الجدار.