خبر نتنياهو يجتاز الامتحان الصعب

الساعة 05:57 ص|26 مايو 2011

"نتنياهو" يجتاز الامتحان الصعب

فلسطين اليوم-وكالات

ما زال الإعلام العبريّ في إسرائيل يُطبّل ويُزمّر لرئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، الذي اجتاز الامتحان الصعب خلال زيارته إلى الولايات المتحدة الأمريكيّة، فعلى سبيل الذكر لا الحصر، ركزّت صحيفة 'يديعوت أحرونوت'، الأوسع انتشارًا في الدولة العبرية على الحفاوة البالغة التي استقبل بها رئيس الوزراء الإسرائيلي خلال خطابه أمام مجلسي الشيوخ والكونغرس، وعلى أنّ الحاضرين صفقوا له 31 مرّة خلال إلقاء خطابه الذي وضع فيه، بحسب الصحيفة، الحدود التي يؤمن بها.

وكانت صحيفة (هآرتس)، المحسوبة على ما يُسمى بالتيار اللبراليّ قد غردّت خارج السرب في تغطيتها لحالة النشوة العارمة التي سادت إسرائيل، قادةً وشعبًا، بعد خطاب نتنياهو، وفي هذا السياق قال المحلل السياسيّ البارز في الصحيفة، ألوف بن، إنّ نتنياهو منفصل عن الواقع، ذلك أنّ ما عرضه من شروط غير واقعية في الكونغرس يقود إلى دفن العملية السياسية مع الفلسطينيين، وإلى أزمة دولية، وإلى إعلان الأمم المتحدة عن الدولة الفلسطينية.

كما كتب ألوف بن أن ما عرضه نتنياهو يشير إلى أن علاقاته مع المستوطنين ومع اليمين المتطرف أهم من المصالح الإستراتيجية لإسرائيل ووجودها كدولة يهودية وديمقراطية.

وبحسب المحلل الإسرائيليّ فإنّ رئيس الوزراء الإسرائيليّ لا يذكر شيئًا مما عرضه الرئيس الأمريكي بيل كلينتون أمام إسرائيل والفلسطينيين في كانون الأول (ديسمبر) 2000، مشيرا إلى أن ضم 250 ألف مستوطن لدولة إسرائيل ودولة فلسطينية قابلة للحياة هما أمران يمثلان الشيء ونقيضه، وأنه حتى ساحر مثل نتنياهو لا يمكن أن يجد في إسرائيل مساحة غير مأهولة كتعويض عن الكتل الاستيطانية التي ينوي ضمها لإسرائيل.

وخلص المحلل إلى القول إنّ خطابات نتنياهو منفصلة عن الواقع، وبالنتيجة فإن المفتاح الآن في جيب الرئيس الأمريكي باراك أوباما، حيث أن البطل الأمريكي نتنياهو أعلن عن مواجهة مع الرئيس الأمريكي، وأنه على الأخير أن يقرر ما إذا كان سيرد عليه ويحاسبه على رفض قبول المبدأ الذي بدونه لا توجد أي قيمة لأي خطاب، وهو إقامة دولة فلسطينية على أساس حدود 67 مع تبادل للأراضي معقول وواقعي ومتفق عليه، على حد تعبيره.

وتحت عنوان الفرصة التي أضاعها رئيس الحكومة جاء في افتتاحية الصحيفة أنّ نتنياهو حظي بفرصة غير عادية لطرح سلام عادل وقابل للحياة بين إسرائيل والفلسطينيين، كما كتبت أن كثيرين توقعوا أن تدفع الرياح الجديدة التي تهب في الشهور الأخيرة في الشرق الأوسط رئيس الحكومة إلى مسار جديد. وتضيف أنه بدلا من ذلك فقد تضمن الخطاب الرسائل القديمة ونصوص دعاية وتخويفا ونفيا للجار.

على صلة بما سلف، رفضت لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية في الداخل الفلسطينيّ ما أسمته أكاذيب نتنياهو، والتي جاءت في سياق خطابه في الكونغرس الأمريكي أمام أعضاء مجلسي الشيوخ والنواب.

وعلى رأسها كذبة الديمقراطية التي قال إن العرب في إسرائيل هم الوحيدون الذين يتمتعون بها من بين الأمة العربية جمعاء، وعاد وكرر الأمر ليبيّن كأن المؤسسة الإسرائيلية هي واحة للديمقراطية وأنها الواحة الوحيدة في المنطقة. وجاء في البيان أن استغلال نتنياهو لوضعية الجماهير العربية لتسويق كذبة الديمقراطية الإسرائيلية الزائفة لهو الوقاحة بعينها، ولهو رأس الكذب وأعلى هرمه.

وأكدت لجنة المتابعة أن الجماهير العربية تعاني الأمرين من نهج العنصرية المتفشية ضدها، بل إنها تعاني من ويلات فاشية المؤسسة الإسرائيلية منذ أن قامت هذه المؤسسة التي تقوم على سياسة التطهير العرقي الذي تتبعه ضد الجماهير العربية وسياسة القمع والبطش والمصادرات والاعتقالات والترهيب على أنواعه. وجاء في البيان: لقد تمادى نتنياهو في الاستخفاف بالعقول خلال خطابه، كيف لا وهو الذي يتحدث عن الديمقراطية التي تتمتع بها الجماهير العربية، وهو الذي قام وحكومته بالأمس القريب فقط بسن سلسلة من القوانين العنصرية التي تستهدف جماهيرنا. واستنكرت لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية ما يمكن استقراءه من أقوال نتنياهو حول الإصرار على تبادل الأراضي والسكان، ما يعني ضم بلدات عربية إلى مناطق نفوذ الدولة الفلسطينية. وأشارت اللجنة إلى أن هذا ما يستدل من كلامه حول منح الدولة الفلسطينية مساحة كافية تستطيع أن تقوم عليها، مقابل تأكيده على بقاء مستوطنات الضفة والقدس في مكانها تحت السيادة الإسرائيلية، وفي هذا إشارة واضحة لطرح تبادل السكان والأراضي الذي ترفضه الجماهير العربية جملة وتفصيلا لأن فيه تطاولا على أهلنا المنغرسين بأرضهم قبل أن يطل علينا أحد من خلف البحار، وهو إضعاف لهذه الجماهير وتشتيت لها ومس بها وبقضاياها. واعتبرت لجنة المتابعة أن كل ما جاء على لسان نتنياهو حول السلام وحق إسرائيل في الدفاع عن نفسها والدولة الفلسطينية العتيدة بما تشمله من قضايا القدس واللاجئين وحدود العام 1967 وغيرها، بمثابة إعلان حرب وبمثابة تأكيد على الغطرسة الإسرائيلية وعلى أن العملية السلمية دفنت منذ زمن بعيد في مزبلة التاريخ.

في سياق متصل، كشف استطلاع للرأي العام نشرته أمس صحيفة (معاريف)، والذي تمّ إجراؤه بعد خطاب نتنياهو أنّ 57 بالمئة من الإسرائيليين قالوا إنّه كان يتحتم على رئيس الوزراء الإسرائيليّ أنْ يوافق على خطة الرئيس الأمريكيّ للسلام على أساس العودة إلى حدود ما قبل حزيران (يونيو) من العام 1967، وبيّن الاستطلاع أيضًا أنّه لو جرت الانتخابات اليوم في الدولة العبريّة، لكان حزب الليكود بزعامة نتنياهو سيحصل على 30 مقعدا، في حين يتراجع حزب كاديما بقيادة تسيبي ليفني إلى 27 مقعدًا، وحزب ليبرمان سيحصل على 16 مقعدًا، في حين سيتراجع حزب العمل إلى 8 مقاعد فقط