خبر خطبة الأكاذيب.. هآرتس

الساعة 10:01 ص|25 مايو 2011

بقلم: جدعون ليفي

(المضمون: تبين أمس انه يمكن ان يُباع الامريكيون كل شيء حتى خطبة على شاكلة خطبة بنيامين نتنياهو في مجلس النواب المملوءة بالأضاليل والأكاذيب - المصدر).

كانت تلك خطبة عدماً، مملوءة بالأكاذيب وأضاليل الأضاليل. لم يحظ زعيم دولة اجنبية بالحضور في مجلس النواب الامريكي مرارا كثيرة؛ ويُشك في ان كان سياسي ما حاول ذات مرة ان يروج فيهم قدرا كبيرا جدا من الدعاية والاختلاقات والنفاق وادعاء البِرّ مثل بنيامين نتنياهو أمس. ان حقيقة ان مجلس النواب وقف عشرات المرات على قدميه ليهتف له هي شهادة على جهل اعضائه أكثر من ان تكون شهادة على نوع خطبة ضيفهم. هل عرف المنتخبون الامريكيون ما الذي هتفوا له؟ هل فهموا انهم هتفوا لموت الأمل؟ اذا كانت امريكا أحبت ذلك فاننا في ضائقة شديدة.

إن حقيقة ان المحتجة الوحيدة في القاعة التي صرخت بالحقيقة كانت اسرائيلية سابقة، قد كانت سمة شرف لنا وسمة عار لامريكا. إن "خطبة حياة" نتنياهو كانت خطبة موت السلام. بل ان الوعد المدوي من أحد زملائي بـ "مقطع براق ذي ثلاثين كلمة"، لم يتم الوفاء به أمس. فلم تكن لا ثلاثون كلمة ولا ثلاث بل ولا ثلث. كان ذلك عرضا من السبعينيات. ربما كانوا آنذاك يشترون هذه الخدعة. كيف يستطيع رئيس حكومة اسرائيلي أصلا أن يتجرأ على ان يقول ان بلاده "تؤيد طموح الشعوب العربية الى الحرية"، من غير ان يقول الحقيقة (المرة) كلها وهي ما داموا ليسوا فلسطينيين. أصبح نتنياهو يتأثر فجأة بالربيع العربي. أين كان عندما بدأ؟ خرج آنذاك بحملة تخويفه الثابتة: "ما سيحدث – وقد حدث في ايران"، خوّف نتنياهو آنذاك، "هو انه سينشأ نظام قمع للاسلام المتطرف" – وأمر فورا بانشاء جدار مع مصر. وأمس فجأة قال: "وعد بفجر جديد". لا حدود للنفاق.

وكيف يستطيع أن يتكلم ممتدحا الديمقراطية الاسرائيلية في حين لم تكن حكومة في اسرائيل أضرت كحكومته إضرارا شديدا بهذه الديمقراطية. هل تُسن قوانين مضادة للديمقراطية على نحو واضح ويتم التمدح بالديمقراطية؟ الورقة (ومجلس النواب الامريكي) يعانيان كل شيء. وكيف يستطيع ان يفخر بمكانة عرب اسرائيل في حين لم يكن مثل ائتلافه اليميني القومي في سن قوانين عنصرية مضادة لهم. إن مقالة إن عرب اسرائيل يتمتعون بقدر من الحرية في اسرائيل أكثر مما في كل دولة عربية يشبه ان تقول ان السود في امريكا يتمتعون بحقوق أكثر من السود في افريقيا. ماذا يعني ذاك؟ هل يعني ان السود في امريكا تمتعوا أجيالا بالمساواة؟ أما كانوا يحتاجون الى النضال عن حقوقهم لان الحال في افريقيا اسوأ؟.

وكيف يتجرأ على الحديث عن حرية العبادة في القدس في حين يُمنع مئات آلاف الفلسطينيين هذه الحرية منذ سنين. أحرية عبادة في القدس؟ لأبناء الخامسة والثلاثين فصاعدا بل لا تكفي احيانا سن الخامسة والستين، وليست أبدا لمليونين من سكان قطاع غزة. وكيف يستطيع التمدح بالسلام مع مصر؟ لم يكن من الصعب أن نُخمن أنه كان سيرفع يده معارضا إياه. إن الرجل الذي قال في زمانه بصراحة انه سيفعل كل شيء لهدم اوسلو يقول فجأة انه يؤيد سلاما مع الفلسطينيين. حسن ليس مع الجميع بل مع عباس وحده.

فماذا عن سائر الفلسطينيين؟ انه يؤيد الديمقراطية وهي التي أدت الى فوز حماس، أليس كذلك؟ كيف يستطيع الكلام على حق كل دولة في حماية نفسها وأن يضيف في نفس الوقت ان الدولة الفلسطينية ستضطر الى ان تكون منزوعة السلاح. فكيف ستدافع عن نفسها؟ انه مستعد لدولة فلسطينية لكن بشرط ان يعترف الفلسطينيون بنا. اعترفوا بنا لا مرة ولا مرتين، ونحن لم نعترف قط بهم وبمطالبهم ومن المؤكد أننا لم نفعل شيئا لتحقيقها. لكن تبين أمس انه يمكن بيع الامريكيين كل شيء. حسن، ليس الجميع وليس رئيسهم براك اوباما بالتأكيد.