خبر بعد 1.600 سنة وحيدا، على العامود، غاضبا.. يديعوت

الساعة 09:58 ص|25 مايو 2011

بقلم: أفيعاد كلاينبرغ

(المضمون: اسرائيل نتنياهو، مثل الانظمة المحافظة في المنطقة تحاول ان تمنع الحرية عن شعوب الشرق الاوسط. مثلهم تفعل ذلك في ظل استخدام وسائل القمع والعنف - المصدر).

في القرن الخامس تسلق راهب سوري يدعى شمعون الى عامود، بعيدا عن الجمهور العاصف. في البداية وقف على عامود بطول نحو متر وثمانين، بعد ذلك أخذت العواميد تطول. شمعون "العامودي" أنهى حياته على رأس عامود بطول نحو 15 متر.

المكوث على رأس العامود، الذي كان تجديدا كبيرا في مسيحية ذاك العهد، جلب له جمهورا كبيرا من المعجبين. مسيحيون وغير مسيحيين تدفقوا نحو عامود شمعون. ممثلو القيصر طلبوا مشورته، وحتى جنفييف القديسة من باريس البعيدة بعثت له بالرسائل.

كانت بالطبع مشاكل لوجستية غير بسيطة في هذا النوع المميز من عمل الرب. على العامود، تماما مثلما في أسفله، يحتاج المرء الى أن يأكل ويقضي حاجته. هناك مشاكل غير بسيطة اذا اراد القديس اجراء حوار مع معجبيه، على كل هذا تغلب الحب – حب الرب – السلالم ومكبرات الصوت.

سمعة شمعون ذاعت بعيدا وجلبت له مقلدين كثيرين، سعوا الى الجلوس سنوات أطول على عواميد أطول فأطول. في مرحلة معينة كانت العواميد طويلة جدا اختفى فيها الجالسون عليها تماما عن ناظر جمهورهم على الارض. في نظر المارة لم يكن هناك قديسا على الاطلاق. كل ما كان هو عامود عرقل الحركة أساسا.

محبو التاريخ سيسرهم ان يسمعوا بان هذه الايام وجد لشمعون العامودي مقلدون في البلاد المقدسة. أحدهم هو حازي دين، ساحر محب للتحديات، درج على أن يقلد بين الحين والاخر الساحر الامريكي ديفيد بلاين. هذا الاسبوع وقف على رأس عامود طوله 25 متر. ووضع العامود في ميدان رابين وعلى رأسه الساحر. كما هو معروف لم يطلب الرحمة من الباري عز وجل ولم يشفِ المرضى.

ماذا بحق الجحيم فعل على رأس العامود؟ فضلا عن الرغبة الحماسية في تحطيم رقم قياسي لنموذج التقليد الامريكي، ليس واضحا. فقد مل، دهن نفسه بمعجون واقٍ من الشمس، نظر الى المارة الذين قليل منهم أبدى اهتماما طفيفا به. ولما كان مكث على رأس العامود 35 ساعة فقط، لم يكن بحاجة الى الغذاء. اما مثانته فعالجها بوصلة كيس. في نهاية المطاف نزل تعبا، جائعا، مالا مع كيس بول مليء، الى جبل من الكراتين التي اعدت مسبقا في اسفل العامود. ليس واضحا لماذا احتجنا الى هذا، ولكن على الاقل لم يصب احد بأذى.

ليس مؤكدا بان العامودي الثاني الذي قام لنا سيكون غير ضار مثل حازي دين. بنيامين نتنياهو عالق على رأس العامود. لا أحد يفهم بالضبط ماذا يفعل هناك. براك اوباما حاول أن يكشف له ما يقوله كل العالم منذ زمن بعيد: لا يمكنكم أن تواصلوا حلمكم لحلم الاحتلال. السؤال كم ستكون حدود التسوية تشبه حدود 67 أقل أهمية مما فهم ضمنا من أقوال الرئيس الامريكي: اسرائيل نتنياهو هي جزء من النظام القديم الذي تسعى قوى التجديد (وأحصى بينها ضمنا الفلسطينيين أيضا) الى تغييره – بدعم من الغرب.

اسرائيل نتنياهو، مثل الانظمة المحافظة في المنطقة تحاول ان تمنع الحرية عن شعوب الشرق الاوسط. مثلهم تفعل ذلك في ظل استخدام وسائل القمع والعنف.

ولكن أمن اسرائيل متعلق اليوم ليس باستمرار الاحتلال، بل بالقدرة على النزول عن العامود الذي دقه زعماء مثل نتنياهو. اذا كان هناك ذات مرة منطق في اللعبة الاستراتيجية التي لعبتها اسرائيل فان هذا المنطق مرة اخرى لم يعد ساري المفعول.

شمعون العامودي كان ثوريا دينيا، وفر لمؤيديه بضاعة روحانية مطلوبة. حازي دين هو ساحر يعرض بضاعة غير مرغوب فيها لجمهور غير مهتم. بنيامين نتنياهو يقف على رأس عاموده ويغضب من أن العالم ذهب الى مكان آخر. بيبي يمكنه بالطبع أن يبقى هناك، أما نحن فنريد أن ننزل.