خبر من الرافض ومن المهادن.. معاريف

الساعة 09:58 ص|25 مايو 2011

بقلم: بن درور يميني

(المضمون: نتنياهو في الحقيقة هو الذي عرض تنازلات وإن لم يقدم مخططا مفصلا ويصر الفلسطينيون مهما تنازل الجانب الاسرائيلي على الرفض - المصدر).

قام زعيم اليمين الاسرائيلي أمس فوق منصة مجلس النواب الامريكي وقال ان الفلسطينيين واسرائيل يتقاسمون الارض نفسها. وقال ان الدولة الفلسطينية ستكون واسعة وان اسرائيل ستكون سخية. كان هذا موقف ركاح قبل ثلاثة عقود. بل ان اسحق رابين لم يقل قط كلاما واضحا الى هذا الحد. مرت سنين وفي التسعينيات فقط تبنى حزب العمل هذا الموقف.

والآن انظروا الاستقبال الذي يحظى به نتنياهو. في كل خطبة له تنازل جديد أو أكثر صراحة، ولا يساعد ذلك. "لا يستطيع أي فلسطيني قبول شروط نتنياهو"، قالت يونيت ليفي من القناة الثانية. لا بيقين. لا ندري أقالت هذه الجملة باعتبارها ذكر حقيقة أم كانت شكوى. غير أنه يجب ان نضيف شيئا ما وهو ان لا فلسطيني قبل ولا يقبل أي شروط إلا اذا اشتملت على القضاء على اسرائيل باعتبارها دولة يهودية. ولم يقبل أي فلسطيني مخطط كلينتون. ولم يقبل أي فلسطيني شروط اولمرت. فمن فضلكم لا تلقوا التبعة على نتنياهو. ليس مهما ماذا كان يعرض عليهم. ومن المؤسف انه لم يعرض عليهم أكثر. كانوا سيقولون لا.

لم يأت نتنياهو الى مجلس النواب في واشنطن ليعرض على الفلسطينيين كل شيء، ولا ليعرض الخطوط الهيكلية النهائية لاتفاق سلام. مضى نتنياهو باعتباره يمينيا وزعيم الليكود خطوات كثيرة الى الأمام.

ليس هذا هو الذي سيأتي بالسلام. لكن لا بسبب نتنياهو. إن أبو مازن هو الذي يسير الآن في نعلي عرفات وربما خالد مشعل ايضا. فقبل يومين فقط أعلن الزعيم الفلسطيني ان "حق العودة" هو أصل الأصول. وهو يُعد "زعيما معتدلا".

فكيف وأبو مازن هو الرافض ونتنياهو هو المهادن يكون الانطباع في العالم أن أبو مازن هو المهادن ونتنياهو هو الرافض؟ توجد اسباب كثيرة. فاسرائيل هي القوية وهي المسيطرة على الارض. والى ذلك لم يعرض نتنياهو أي مخطط. كان يستطيع ان يصوغ خطة من اربع نقاط أو خمس. وكان يستطيع ان يقود لكنه في الأساس يدافع ويُجر.

وهناك مشكلة اخرى. البؤر الاستيطانية والمستوطنات. إن من يتابع البناء خارج الكتل الاستيطانية وإن يكن قليلا جدا، يخدم الرفض الفلسطيني. ولانه ليس في هذا المجال ما يتأثر كثيرا بالتصفيق العظيم من قبل مجلس النواب الامريكي. يوجد على هذا الشأن اجماع بين اصدقاء اسرائيل في اوروبا وفي مجلس النواب الذي هتف لنتنياهو. تستطيع اسرائيل في كل مجال آخر ان تُبين عن نفسها اعلاميا، لكن لا في مجال الاستمرار في البناء. قد يُسكّن هذا نفس مجلس "يشع" لكنه يضر باسرائيل.