خبر هل دولة اسرائيل على خطر؟.. اسرائيل اليوم

الساعة 09:57 ص|25 مايو 2011

بقلم: يوفال بنزيمان

(المضمون: يبدو خوف الديمقراطيين أو الجمهوريين في الولايات المتحدة أو بعض قادة اليهود فيها على بقاء دولة اسرائيل أشد مما هو في اسرائيل نفسها - المصدر).

خطب زعيم الأكثرية الجمهورية في مجلس النواب الامريكي، اريك كانتور، هذا الاسبوع في مؤتمر جماعة الضغط اليهودية الموالية لاسرائيل في واشنطن الـ "ايباك". تبين من كلامه الشعور بأنه – وجماعة كبيرة من يهود امريكيين في الولايات المتحدة كما يبدو – يخافون على استمرار وجود دولة اسرائيل.

عُرض كانتور باعتباره الشخصية اليهودية الأرفع مستوى في السياسة الامريكية. لا شك في انه تجسيد لحلم الـ "ايباك": فهو يهودي تربى على معتقدات "ايباك"، ووصل الى مقام رفيع في الخدمة العامة ويُعبر عن مواقف هذه المنظمة. كان كانتور حبيب الجمهور. واذا استثنينا رئيس حكومة اسرائيل فقد حظي بأكثر التصفيق.

خطب خطبة أحبها الجمهور. تحدث عن العلاقات بين الولايات المتحدة واسرائيل وعن الالتزام المتبادل. وأوضح مبلغ كون الفلسطينيين مذنبين في الشر كله. ولم يرَ عن هذا الموقف حاجة الى أن يُبين ماذا يجب على اسرائيل ان تفعل لانهاء الصراع. وفي خلال ذلك وجد مكانا لوخز رئيس الولايات المتحدة بقوله ان المشكلة هي التحريض والثقافة التي يتربى عليها الفلسطينيون لا "حدود 1967".

من جهة ثانية كان يبدو من كلام زعيم الأكثرية الجمهورية انه يخشى على استمرار بقاء دولة اسرائيل. فكانتور يرى ان "حلم الألفين على خطر" ويجب العمل لضمان استمرار بقاء اسرائيل. والجملة الأكثر مفاجأة في كلامه والتي حاول بها ان يُفسر العلاقة الوثيقة بين الولايات المتحدة واسرائيل كانت اذا ذهبت اسرائيل فسنذهب جميعا.

هذا الحديث واللغة التي اختار كانتور استعمالها مفاجئان: هل اسرائيل ماضية الى الضياع؟ أهي واثقة بمستقبلها؟ أهي تناضل عن بقائها؟ ذكر كانتور في خطبته انه يتذكر جيدا إذ كان ولدا الأنباء عن نشوب حرب يوم الغفران. ما يزال حديثه هناك لكن اسرائيل لم تعد هناك.

كان كلام كانتور اشكاليا لانه – بخلاف بعض المتحدثين الآخرين في المؤتمر – لم يقترح طريقة لحل وضع البقاء هذا.

ومع كل ذلك فمن المهم تحليل كلامه لانه يُعبر بكلامه كما يبدو عن المزاج العام لليهود في الولايات المتحدة الذين يشعرون – أو يُعبرون على الأقل – بقلق لوجود اسرائيل. قبل نحو من شهرين في مؤتمر "جي ستريت" والذي عقد في نفس المكان في واشنطن، تم التعبير عن مشاعر مشابهة لكن من الجهة العكسية، حيث كانت الرسالة المركزية انه يجب التوصل الى اتفاق مع الفلسطينيين في الحال وإلا فان استمرار اسرائيل على البقاء على خطر.

والنتيجة هي ان الخوف على بقاء اسرائيل من اليمين واليسار ومن الديمقراطيين أو الجمهوريين وفي "جي ستريت" أو في "ايباك"، أو على الأقل في نظر بعض القادة اليهود في الولايات المتحدة يبدو أشد مما هو في اسرائيل نفسها.

إن هذا الحديث برغم ارادتهم الخيّرة غير مجدٍ على اسرائيل. فاسرائيل منذ زمن لا تناضل عن بقائها. سيكون الحديث عن صورتها وشكلها أكثر صدقا ودقة وبناءا أكثر اذا أهملنا فرض ان مجرد وجودها ما يزال مشكوكا فيه.