خبر مشاركون وسياسيون يدعون إلى تهيئة المناخات الملائمة من أجل إنجاح اتفاق المصالحة

الساعة 11:32 ص|24 مايو 2011

فلسطين اليوم: غزة

طالب سياسيون ومشاركون أمس الاثنين، بتهيئة المناخات الملائمة أمام فرص نجاح اتفاق المصالحة عبر إغلاق ملف الاعتقالات السياسية في شطري الوطن، والإفراج عن كافة المعتقلين السياسيين دون قيد أو شرط وإعادة فتح المؤسسات والجهات التي جرى إغلاقها خلال فترة الانقسام.

وأكد المشاركون على ضرورة الإسراع بتشكيل حكومة الكفاءات الوطنية وأن تعمل فور تسلمها مهامها على صياغة وطنية تضع في مقدمة أولوياتها تنمية الشباب وتلبية احتياجات مختلف شرائح المجتمع وفي مقدمتهم الشباب الخرجين والعاطلين عن العمل.

ودعا المشاركون إلى ضرورة تشكيل مجموعات شبابية داعمة ومساندة لتحقيق المصالحة الاجتماعية والسلم الأهلي، مؤكدين على ضرورة إعادة تشكيل المجلس الأعلى للشباب وفق قواعد وتوجهات ديمقراطية تستند لما جاء في القانون الأساسي الفلسطيني وتأخذ بعين الاعتبار التمثيل الفاعل للشباب.

جاء ذلك خلال مؤتمر نظمه مركز تحالف السلام في غزة بعنوان "الشباب والمصالحة الفلسطينية "بحضور العشرات من الشخصيات وممثلي الأطر والحركات والقيادات الشبابية في قطاع غزة.

وقال النائب في المجلس التشريعي عن حركة فتح وعضو مجلسها الثوري الدكتور فيصل أبو شهلا:" إن المرحلة القادمة هي مرحلة الشباب التي نعول عليها كثيراً، مشيداً بدور الشباب في التحرك نحو إنهاء الانقسام الذي تمثل في 15 آذار والذي تطور ليصبح حراكاً شعبياً، وكان له دور هام في إنجاح المصالحة الفلسطينية، وتوقيع الاتفاق بعد اختلاف دامي أثر سلباً على المشروع الوطني بمجمله وعلى مجتمعنا الفلسطيني والعلاقات الاجتماعية ومستقبل الشباب وتحقيق الحياة الديمقراطية والمجتمع والدولة الفلسطينية التي نحلم بها.

وأوضح أبو شهلا أن لتحرك الشباب تأثير حقيقي كما سمعتم من الرئيس في 16 آذار اليوم التالي للتحرك الشبابي الرائع الذي كان في غزة، مبيناً أن التحرك الشبابي تحول لتحرك شعبي كان الشباب هم فتيله، حيث تجاوب معهم الكل الفلسطيني نساء ورجالاً وأطفالاً وشيوخاً، لافتاً إلى أن من حاول إيقافهم كان له إدانة في الشارع الفلسطيني الأمر الذي حتم على الطرفين الاستجابة الفورية من إسماعيل هنية رئيس الحكومة المقالة بدعوة الرئيس عباس لزيارة غزة. واستعداد الأخير للقدوم لغزة فوراً على أساس إنهاء الانقسام وتشكيل حكومة كفاءات تعمل على تهيئة المناخ لانتخابات تشريعية ورئاسية في غضون ستة أشهر.

وأعرب عن أمله بأن تصبح غزة والوطن يستحقان الحياة عليهما، مشيراً إلى قول الشاعر محمود درويش "على هذه الأرض ما يستحق الحياة"، وليكون شاطئ غزة من أكثر الأماكن حياة في العالم.

وقال ابو شهلا موجهاً حديثه للشباب "فلنشمر عن سواعدنا لبناء فلسطين، وأن نكون بناة للوطن وان نكون حساسيين ويقظين لأي ظاهرة من الظواهر التي تولدت طوال السنين الماضي ونتصدى لأي فتنة قادمة قد تظهر في الأفق.

وطالب عضو المجلس التشريعي عن حركة فتح بحرية المواطن بشرط ان لا يتخطى الحدود ويجب ان يكون المواطن هو الإدارة الرقابية القوية على أداء السلطة ويتصدى لكافة الظواهر السلبية في المجتمع.

وشدد ابو شهلا بان تكون البوصلة واضحة وتبرز أين نحن ذاهبون ومن يريد أن يحرف البوصلة المتعلقة بإنهاء الاحتلال والثوابت الفلسطينية يجب التصدي له بقوة.

من جهة أخرى دعا ابو شهلا الشباب فوق سن "18" عاما في المرحلة القادمة إلى التسجيل في سجل الناخبين لكي يتمكنوا من انتخاب من يمثلونهم في التشريعي والرئاسة، كاشفا أن مليون مواطن ولاجئ فلسطيني لهم الحق في الانتخابات لم يكونوا مسجلين في الانتخابات السابقة الأمر الذي يعتبر ظاهرة سلبية يجب أن يعالجها الشباب في المرحلة القادمة.

وفي السياق ذاته قال القيادي في حركة الجهاد الإسلامي الشيخ خضر حبيب: "أن للشباب في كل مجتمع دور هام وكبير، مشيراً إلى أن أي مجتمع يقاس بمقدار قدرة الشباب فيه، موضحاً إذا كان الشباب جاد ومجتهد وعامل ومتحمل لهموم شعبه وأمته بكل تأكيد تسير القافلة لبر الأمان العكس صحيح.

وأكد أن للشباب في الفترة الأخيرة دور كبير في انجاز اتفاق المصالحة، كاشفا انه كان ينتظر هذا الحراك الشبابي منذ فترة طويلة إلى جانب جهد الحركات والفصائل، وأوضح أن الحراك كان عامل مهم وضغط على الساسة والقادة وفي النهاية تحت هذا الضغط ورغبات شعبنا تم إبرام اتفاق المصالحة في القاهرة الذي كان يتمنى الجميع أن يتم منذ زمن بعيد.

وشجع حبيب الحراك الشبابي الواعي والمدروس والذي يضع نصب أعينه جلب الخير أينما كان، مضيفا أن هناك تحدي كبير أمام الشباب وهي الحفاظ على الهوية وسط المعترك العالمي من العولمة والثقافات المختلفة، مشدداً على أن الهوية الفلسطينية هي ما تميز شخصيتنا وشعبنا الفلسطيني. مطالباً بتفعيل الدور الشبابي دوما، وأعرب عن استعداد حركته التعاون مع الحراك لما فيه مصلحة لشعبنا.

بدوره قال عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين طلال أبو ظريفة:" إن الحركة الشبابية التي شهدتها القرى والمدن الفلسطينية بالداخل والخارج دفعت قطبي الانقسام للمصالحة وطي الملف الأسود المتمثل في الانقسام، موضحاً أن الجميع يدرك أن التحركات الشبابية ككرة الثلج تكون صغيرة وتكبر ولا يستطيع أحد أن يقف ضدها. لأنها قوة ترفع شعار ضرورة التغيير، بالإضافة إلى المتغيرات الدولية.

وأكد أن الشريك في النضال هو شريك في القرار السياسي، وبالتالي مشاركة الشباب لا يمكن أن تتغير إلا بتغيير منظومة القوانين حتى يتم فتح آفاق أمامهم للنضال ويمكننا الاستفادة من طاقاتهم.

وأعرب عن اعتقاده بأن تشكيل مجلس أعلى للشباب يساعدنا على الاستفادة من قدرات الشباب وإبداعاتهم.

ودعا حركتي فتح وحماس إلى تغيير نهج المحاصصة الذي كان عقبة في الوحدة ، مستندا إلى ما جرى عقب اتفاق مكة الذي كان مثال حي لذلك، مبينا أن الحصانة الوحيدة لأي اتفاق هو ذاك الاتفاق الذي عليه إجماع وطني وعلى الشباب أن يكونوا جزء منه.

بدوره أكد عضو المكتب السياسي لحزب الشعب الفلسطيني تيسير محيسن على دور الشباب في هذه المرحلة الحرجة والحساسة من المنظور الوطني والتحولات في المنطقة المحفوفة بالمخاطر.

وطالب محيسن الشباب بأن يتساءلوا ما الذي حدث طوال أربعة سنوات وكيف لنا أن لا نعيد ما مر علينا خلال فترة الانقسام، من خلال الرقابة المجتمعية وامتلاك العقل الثوري والقدرة على المطابقة بين الواقع والكون والرغبة والقدرة، بعيداً عن الاتجاهات الاستسلامية, وانتزاع حق المشاركة، داعيا في الوقت ذاته عدم انتظار الشباب أحداً في الوزارة و المجلس والتشريعي وانتزاعهم طالما لن يمنحكم أحد حق المشاركة.

كما أشار إلى أن هذا الاتفاق يحتاج لحماية وصيانة – وهو مهدد من الذين وقعوا عليه، مبينا أن كل يوم يتم فيه تأجيل تطبيق الاتفاق يعتبر خسارة للشعب الفلسطيني. داعياً الشباب إلى تقديم الحلول الإبداعية والخلاقة.